
لقد خاب ظن الجماهير الفرحة بسقوط الدكتاتورية ، وتلاشت احلامها العريضة ، بعد ان وجدت ان نظام المحاصصة الطائفي القومي هو البديل الجديد ؟!، الذي عمق المشهد السياسي واضاف اليه التعقيدات، حيث جرى تراجع في المجال الثقافي والاجتماعي والصحي والسياسي والاقتصادي ، بسبب الصراع المتواصل على المنافع الشخصية والخاصة ، شكلت الكتل المتنفذة حاضنة لهذا الصراع ، الذي يدور بعيداُ عن مصلحة الوطن والمواطن ، محاولين التمدد كل على حساب الاخر. هذا الصراع قاد الى وضع هش هيأ الاجواء امام اعداء الديمقراطية ، الذين يمتلكون باعاُ واسعاُ في خلط الاوراق ،و جعل انصاف الديمقراطيين ان يتقوقعوا في محيط ضيق لايرون فيه الامصالحهم ، اما مصلحة الشعب فقد تركت في مهب ريح الصراعات الضيقة الذاتية .
ان النتائج المؤلمة التي يدفع الشعب العراقي ثمنها دائماُ، واحدى تلك النتائج هو سقوط الموصل فريسة في ايدي الاوباش من داعش والبعثيين المتعاونين ، والذي يمثل رسالة واضحة وصريحة بان المطلوب هو رأس الديمقراطية الوليدة ، والعملية السياسية .
ان البعثين الذين تربوا في حضن الدكتاتورية سابقأ ، يتربون اليوم في حضن داعش الفاشي ، وقد اخذوا من التجربتين ماهو معاد ومناهض للديمقراطية وآلياتها ، والذين يمقتون الطائفية يجب ان يمقتوا اكثر الطائفيين الاكثروحشية ودموية متمثلين في الارهابيين على مختلف مسمياتهم . ان اعداء الديمقراطية يلبسون اقنعة متعددة ومنها قناع داعش الجديد القديم ، الذي لم يعد خافيا على المواطنين العراقيين . لذلك وامام هذه الاجواء الملبدة بالغيوم السياسية ، لايسع القوى الوطنية والديمقراطية الحريصة على الديمقراطية الحقيقية الا ان توحد جهودها لصد الهجمة الفاشية الشرسة لقوى الارهاب والبعثيين الصداميين معاُ ، واضعين مسؤولية حماية راس الديمقراطية الوليدة التي بها يزهو الوطن والمواطن شامخاُ ، هدفهم تعميق الديمقراطية وفضح اعدائها .
ان الديمقراطية الوليدة لايمكن ان ترى النور طالما بقي نظام المحاصصة الذي يتناقض جوهرياُ مع آليات الديمقراطية ، والذي احتمى به بعض الاعداء ليساهموا في ذبح الديمقراطية وتقديمها على طبق من دم الى الارهابين وقوى الردة .