داعش.. والكتب المدرسية! / عبد محمد

قد يبدو العنوان غريبا .. فما علاقة داعش , عدوة العلم والدراسة والتقدم , بالكتب المدرسية ؟ وهي راعية الفكر الذي يلغي الآخر ويغلق ابواب النقاش بحد السيف .
ربما لا يعلم الكثير من الناس الذين عانوا من عدم استلام ابنائهم كتبا مدرسية كاملة هذا العام ـ وقد لا يعلم الكثير من المسؤولين كذلك ـ بإقدام داعش على حرق الكتب المدرسية المطبوعة خارج العراق والتي تمر عند ادخالها إلى البلاد بالمناطق التي يسيطرون عليها، مما أوجد عجزا كبيرا في التوزيع على ابنائنا الطلبة .
والسؤال المطروح بالحاح هو: لماذا تطبع هذه الكتب خارج العراق اصلا رغم وجود قرار صريح من مجلس النواب يمنع ذلك ؟ ولماذا حرمت المطابع العراقية الأهلية هذا العام تماما من المساهمة في طبع تلك الكتب وهي التي تمتلك الامكانيات الهائلة والخبرة الطويلة في هذا المجال .
انها ورقة التوت التي اسقطتها داعش دون قصد، وعرّت موقف الفاسدين الذين سهلوا عملية الطبع تلك خارج العراق في موقف لا وطني صارخ، ساهم في الاضرار بعملية الانتاج الوطني في بلدنا وتدمير اقتصادنا ونشر البطالة والفقر . انه الفساد توأم الارهاب ومولده الذي لايعالج بالامنيات الطيبة وانتظار صحوة ضميرمن لا تهزه الغيرة على مصلحة شعبه ووطنه .
وها قد حدثت موجة هبوط اسعار النفط لتعري فشل السياسات المتكئة على النصائح الأجنبية البعيدة عن الرؤيا الأقتصادية الوطنية، حيث تركت صناعتنا تغرق في المخطط المدروس لمحاربتها وليقف اقتصادنا ضعيفا امام المتغيرات نتيجة تبني سياسة الأقتصاد الريعي المعتمد على النفط .
هناك حقيقة ساطعة تقول: ان من يريد محاربة داعش عليه ان يحارب الفساد, وان من يريد تجفيف منابع الأرهاب عليه دعم الصناعة الوطنية وعلى المسؤولين الجدد الانتباه الى هذه الميادين المهمة في محاربة داعش ان كانوا جادين في محاربة الفساد كما وعدوا وكما نأمل.
ويتطلع العاملون في قطاع المطابع الأهلية الى وزير التربية الجديد لتصحيح أخطاء الماضي , ودعم صناعتنا الوطنية , واغلاق منافذ السماح بطبع الكتب المدرسية خارج العراق , واشراك مطابعهم في طبع تلك الكتب مستقبلا وابتداء من العام الدراسي القادم 2015 ـ 2016 داخل العراق بعيدا عن داعش وتأثيراتها المدمرة, ليسجل لكم موقف وطني يستحق الإشادة , فهل أنتم فاعلون؟