تصريحات اعلامية غير مبررة / حيدر سعيد

شنت الادارة الامريكية حملة اعلامية جاءت رياحها الصفراء على لسان وزير الدفاع اشتون كارتر ورئيس اركان الجيوش الحربية مارتن ديمبسي، ظاهرها القلق والخوف من التدخل الايراني في العراق التي يشهد انطلاق حملة عسكرية !! ، بدات من تكريت وستستمر لتحرير كل الاراضي المغتصبة من قبل داعش وحواضنها . كانت دوافع الحملة الاعلامية تلك كما جاء على لسان الصقور: ان تدخل ايران هذا قد يشجع على الفتنة الطائفية في مناطق العراق الغربية ، لكنها بالحقيقة جاءت في وقت يمكن تفسيرها على انها تثبيط للهمم وبث الشك والريبة ، خاصة وانها تزامنت مع الحملة العسكرية الوطنية ضد داعش وحواضنها من خونة الشعب والوطن ، الذين راهنوا على الطائفية السياسية ونجحوا في الفترات السابقة حيث كانت الاجواء التي رافقت نظام المحاصصة تسمح بمرور هذا الرهان . اما اليوم وامام اماطة اللثام عن وجوه الطائفيين ، لم يكن سهلا تمرير اية لعبة طائفية مقيتة تريد تمزيق وحدة الشعب العراقي وتفرقته، والدليل ان فرسان الطائفية والمحاصصة لم يجدوا بداً الا باستنكار الطائفية المقيتة !!مما يعني ان هناك رأيا عاما ضاغطا في العراق بضرورة مغادرة الطائفية والمحاصصة يتطلب تعميقه بالنضال المتواصل من قبل كل المخلصين لهذا الوطن .
ان الحكومة العراقية التي اوعزت للقوات العسكرية الى بدء الهجوم ضد داعش انطلاقاً من تكريت لاعتبارات حددتها في حينها ، هي وحدها التي تضبط ايقاع طلب المساعدات ونوعها وحجمها ،و من اية جهة كانت بعيداً عن الشروط التي تثلم استقلال العراق وسيادته، وعلاقة الحكومة العراقية مع الاخرين تدخل ضمن هذا الفهم ، ان النصح من قبل الادارة الامريكية على لسان الصقور وارد، ولكن لايدخل ضمناً بمثل تلك الحملة الاعلامية التي تضر اكثر ماتنفع ، خاصة وان هناك حلفا عسكريا كبيرا معلنا لمجموعة من الدول لمساعدة العراق ضد داعش ابرزها امريكا.
ان العراق يحتاج بالوقت الحاضر الى مساعدة الدول جميعاً بدون شروط ، وهذه حقيقة قد لا تغيب عن الادارة الامريكية، وآخرها ماقامت به الحكومة التركية ، حيث سارعت بارسال مساعدات عسكرية جاءت متزامنة مع زيارة وزير الدفاع التركي ، مع ان المخابرات الامريكية قد اشارت في وقت سابق الى ان 60 % من المتطوعين لداعش يتسللون عبر الاراضي التركية ، ومع ذلك طلبت الحكومة العراقية المساعدة العسكرية من تركيا وقد لبتها الاخيرة .
ان قلق الادارة الامريكية من ايقاظ الطائفية غير مبرر ، لان وحدة العراقيين وتراصهم ووطنيتهم وغيرتهم هي اليوم اكثر تجسيدا على الواقع ، من خلال هذا التلاحم الوطني بين الجيش والشرطة والبيشمركة والحشد الشعبي وابناء العشائر المخلصين ، و دليل على ان الطائفية قد انحسر تأثيرها وستتلاشى مع هزيمة داعش الارهابية وحواضنها من الطائفيين وانصار التفرقة والفتنة وسيعزز ذلك مبدأ المواطنة ليسموا فوق الطائفية والمحاصصة .
ان القوى العراقية الوطنية المخلصة لتربة هذا الوطن راهنت وستراهن على الشعب العراقي وقواته العسكرية وارادته في الدفاع عن حياض الوطن، و ان معركة تكريت هي البوصلة التي ستقود الى الاصطفاف والفرز بين القوى الوطنية الديمقراطية المخلصة وبين الاعداء على مختلف شواربهم ,و ان مارتكب بتكريت وغيرها من مجازر بشعة من قبل داعش والزمر الخائنة كشف حقيقة الاعداء وقربت بين ابناء الوطن بمختلف طوائفهم ومشاربهم ،وقلبت الموازين لصالح وحدة الشعب العراقي وقواه الوطنية .