- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأربعاء, 17 حزيران/يونيو 2015 18:28

بعد سقوط الموصل المدوي وبعض المحافظات العراقية اصدرت الاحزاب كافة والفئات المتواجدة على الساحة العراقية بمختلف اهدافها واتجاهاتها بيانات وتصريحات لقادتها يعزون الاسباب الرئيسة لهذا الحدث الجلل الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ العراق لاسباب ثانوية لا تتعلق بجوهر الحدث وتداعياته الكارثية على مجمل اوضاع العراق وكانت تلك التصريحات مجرد اقوال كلامية واعلامية، الغرض منها تغطية الحدث وايجاد تبريرات غير مقنعة وغير واقعية وهذه التصريحات والبيانات لم تلمس الجرح وتضع الدواء له لمعالجته من جذوره والتخلص منه نهائيا، والوحيد الذي شخص هذا السقوط وبصورة موضوعية وعلمية ووضع الحلول العملية للخروج من هذا النفق المظلم هو الحزب الشيوعي العراقي حيث عبر في بياناته المستمرة وتصريحات قادته وكوادره ومنظماته في عموم العراق ان الخلل الرئيس في العملية السياسية برمتها والتي بنيت على اساس نظام المحاصصة الطائفية سيىء الصيت. وان الازمة السياسية التي تلف العراق تتطلب التخلي عن نمط التفكير العقيم السائد الان واستبداله بنمط تفكير سياسي جديد يعتمد معالجة المرض الخطير الذي تعاني منه العملية السياسية والتصدي للمحاصصة الطائفية والاثنية والتخلص منها نهائياً واشراك الجميع في صناعة القرار السياسي عبر بوابة المصالحة الوطنية الحقيقية البعيدة عن الاستعراضات الاعلامية والبهرجة الكلامية ورأب الصدع في الوحدة الوطنية على قاعدة مبدأ المواطنة. واقامة الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية بالاضافة الى رفع كفاءة القوات المسلحة واعادة هيكلتها وتطهيرها من العناصر الفاشلة ومن الفضائيين، وتجهيزها وتسليحها بالمستوى المطلوب وان تخضع الى قيادة موحدة. ويكون السلاح حصراً بيد الدولة، والاستعانة بكل الطاقات والامكانيات الكبيرة في الحشد الشعبي والبيشمركة وابناء العشائر لتوجيه الضربة القاصمة لداعش ولكل الارهابيين في عراقنا الحبيب والعمل بالتزامن مع هذه الاجراءات بتفعيل الاقتصاد والتنمية الصناعية والاجتماعية والثقافية والاعلامية وتوفير القناعة للجماهير العراقية الغفيرة. بأن هذا النظام يمثلهم ويعمل لصالحهم حتى يمكننا دحر الارهاب ومن لف لفه ونضع بلادنا على قاعدة رصينة تتحطم عليها جميع محاولات وخطط اعداء العراق واعداء العملية السياسية ونبني مستقبلا واعدا لشعبنا الذي عانى في السابق، وبعد التغيير من الجوع والفقر والبطالة والتهجير والخطف والقتل والفساد بأنواعه، وانعدام الخدمات والمشاريع التنموية وابسر امور الحياة الكريمة التي تعمل من اجلها الشعوب وتتطلع اليها.
واذا لم نطبق هذه الاجراءات نكون قد خسرنا عراقنا وانفسنا ومستقبلنا وثرواتنا وشبابنا.. ونبقى نحرث في البحر. والله يرحم والتاريخ والشعوب لا ترحم والحق يؤخذ ولا يعطى كما اثبتت تجارب الشعوب. فالعراق ومستقبله أمانة بيد شعبه، وخيانة الامانة جريمة لا تغتفر. والشعوب الحية هي التي تأخذ الدروس والعبر.