- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأربعاء, 04 تشرين2/نوفمبر 2015 16:43

تظاهرات الاصلاح والتغيير التي عمت معظم محافظات وطننا ، اعطت دروساً لنظام المحاصصة وكتله المتنفذة ،التي تجاوزت على حقوق المواطنين العراقيين وامعنت في سرقة اموال الشعب واعطت المجال واسعاً امام الفساد لان يستشري في كل مفاصل الدولة ، يقابله الارهاب واغتصابه لأراضي واسعة من الوطن في مقدمتها الموصل الحدباء .
لقد وضعت هذه التظاهرات السلمية هؤلاء المتنفذين في خانتهم الحقيقية وكشفت عن اقنعتهم ، وعن نهجهم الذي تمحور على النهب والسرقة، حتى وصل بهم الامر ان ينهبوا ميزانية كاملة للدولة ( ميزانية عام 2014 )!!
كل الاوضاع المزرية الكارثية التي ادخلوا الشعب والوطن بها، ليغتنوا على حساب معاناة الناس البسطاء والكادحين ، هو من فجر الصراع بين منهوبي الحقوق وناهبيهم من الكتل المتنفذة ، وقاد الى المظاهرات الصاخبة المعبرة عن الالم الدفين الذي استمر اكثر من اثنى عشر سنة ، والذي لم يستطع نظام المحاصصة خلالها ستر عورات كتله بورقة التوت !! .
اليوم وبعد ان شعرت حيتان الفساد الكبيرة بأن بوصلة الاصلاح مدعومة من الشارع العراقي والمرجعية الرشيدة تتجه لمحاسبتهم قانونياً ، اصطفوا من جديد رغم خلافاتهم على اقتسام الكعكة التي اسمها العراق !! ليقفوا ضد ارادة الاصلاح، محركين مناصريهم في داخل مجلس النواب وبعض المؤسسات ليشنوا هجومهم ضد انصار الاصلاح ووضع العراقيل امامهم مستخدمين الحجج الواهية، مفادها ان قرارات الاصلاح غير شرعية !! خاصة تلك التي تمس مصالحهم ونفوذهم وتعري فسادهم وسرقة المال العام وسوء الخدمات .
ان هذا الهجوم المعاكس ضد الاصلاح يتطلب رص صفوف جميع المخلصين للإصلاح وخاصة الجماهير التي هدر صوتها عالياً والذي مع الأسف لم تكن اجراءات الاصلاح تتناسب وقوته لحد الان ، فهي الظهير والسند في كل المنعطفات الحادة ، وهي المصد الوطني الحقيقي لأعداء الوطن جميعاً .
ان الرؤوس الكبيرة من السراق التي انحنت امام الجماهير المتظاهرة وانزوت تكتيكياً كعادتها لا تؤتمن الجانب !!، ولذلك وكما قال الجواهري :
اشدد الحبل وضيق من خناقهم فربما كان في ارخائه ضرر
وهذا يتطلب من متصدي الاصلاح ان يستمروا بجدية ومسؤولية وطنية عالية في طريق الاصلاح واجتثاث الفساد ، والا فان الإصلاح سيتعرض الى انتكاسة يقودها مناصرو الفساد والإرهاب معاً .