بمناسبة 8 آذار عيد المرأة العالمي / حكمت شناوة السليم

في - 8 - آذار عام 1857 أضربت عاملات مصنع الغزل والنسيج في نيويورك مطالبات برفع اجورهن ، ولكن قوبل الأضراب برصاص الشرطة ، وفي عام 1908 نظمت في نيويورك مسيرة نسائية تحت شعار- الخبز والورد- وكانت تطالب بزيادة الأجور ، وتقليل ساعات العمل ، وحق المشاركة والتصويت في الانتخابات البرلمانية.
في عام 1910 عقد أول مؤتمر عالمي للمرأة في كوبنهاكن حضره مندوبات عن -17 دوله- وأقر المؤتمر اعتبار يوم 8 آذار تخليدا لأضراب عاملات مصنع الغزل والنسيج عيدا عالميا للمرأة ، وفي عام 1945 تبنت ألأم المتحدة اعتبار اليوم الثامن من آذار عيدا عالميا في ميثاقها . تحتفل به جميع نساء العالم.
وفي عراقنا كما يشير الرفيق عزيز سباهي في كتابه –عقود من تأريخ الحزب الشيوعي العراقي ج2 - في أوائل الخمسينيات قدم طلب الى الحكومة للحصول على أجازه منظمة نسائية باسم – رابطة الدفاع عن حقوق المرأة العراقية--، وكان في مقدمة من نشطن في العمل هذا الدكتورة نزيه الدليمي والدكتورة خالده القيسي والدكتورة عدوية أديب ، الا ان وزارة الداخلية رفضت طلبهن ، فنصح الحزب مقدمات الطلب ان يواصلن نشاطهن سرآ ، حتى قيام ثورة 14 من تموز اجيزت الرابطة واصبح عملها بشكل علني بدأت معاناة المرأة بشكل عام منذ الانقسام الطبقي للمجتمعات ، واصبح الرجل هو المسيطر على الإنتاج والتحكم بأدارته ،اما المرأة ففرض عليها أن يكون وجودها في البيت ، تابعة للرجل كأي اداة أنتاجية مهمتها الرئيسية أنتاج الاطفال وتغذيتهم ، واشباع رغبات الرجل.
ففي عالمنا العربي والإسلامي ، ساهم الخطاب الديني بأذلال المرأة ، وكثيرا ما فسرت النصوص الدينية من قبل فقهاء الديانات السماوية وفقا لما يرغب به الرجل ، واخذ ت الفتاوى تعامل المرأة على انها جسد خلق لإشباع غريزة الرجل فله الحق ان يتزوج ما يشاء ، بما ملك من أموال ، ووضعت بنود الأنظمة لتقيد المرأة ، وأنها ملك للرجل ، كالجوهرة الثمينة التي يجب عليه المحافظة عليها لمصلحته وتحقيق رغباته الجنسية ،و نظر الى المرأة في عالمنا الإسلامي انها – عورة - يجب تغطيتها بارتداء ألباس والنقاب ، كما امر رجال الدين في قسم من المجتمعات بفحص بكارة المرأة قبل زواجها إمعانا في أذلالها ، وللرجل الحق في تأديبها بالوسيلة التي يراها - تحفظ كرامته وشرفه- علما أنه هو الذي يعين بنود الشرف والكرامة، وتأديب المرأة في مجتمعاتنا لا يقتصر على الزوج فيحق للأخ والأبن وأبن العم والوالد لا بل جميع الرجال في البيت المساهمة في هذا التأديب ، لأن شرفهم يأتي من اسم المرأة ، بينما يحق للرجل ان يرتكب ما يشتهي من موبقات بدون القيام بفحصه قبل الزواج.
ان تحرر المرأة يتوقف على تحررها اقتصاديا ،وحرية العمل ،وهذا مرتبط بالتطور الاقتصادي للمجتمع فله الدور الحاسم في تقدم أو تأخر المرأة . ، كذلك على المرأة ان تنتفض بوجه الأغلال التي تكبل بها ، وان تنتفض بوجه الإرهاب الاجتماعي لتحقيق حريتها.
وأخيرا نقدم تحياتنا الى المرأة الأم والزوجة والأخت بمناسبة عيدها ألأغر.