مشاهدات سائح عن صورة المسلمين في اوربا / د. أكرم مطلك

لا شك ان وسائل الأعلام الموجه والمسيسة وبأجهزتها المختلفة قادرة على خلف اجواء من الحقد والشحن العنصري والعداوات الدينية والتعبئة النفسية والفكرية للأفراد وبالتالي تحصل ردود فعل سلبية واعتداءات تجاه اللاجئين المسلمين والعرب بصورة خاصة ، لا يمكننا ايضا ان نبريء الأقليات المسلمة من تصرفات بعض من افرادها في هذه المجتمعات في عدم تجانسها او في خرق لقوانين الدول المضيفة وتهديد لسلامة مجتمعاتها .
واحدة من هذه المشاهدات في احدى المدن التشيكية انبرت احدى العجائز بهجوم كلامي عنصري ضد شابة مسلمة محجبة اعتقد انها سورية ولاقى كلام السيدة العجوز استحسان الركاب الآخرين امام هذا الموقف العنصري المقيت. انبريت لمواجهة تهجمات العجوز بكون كلامها تجاوز على الحريات الشخصية وتحمل روح العنصرية المرفوضة في قوانينهم ولكن الأمر استفحل كثيرا حيث انبرى الكثير في الهجوم المشبع بروح العداء والعنصرية مما جعلني في موقف لا أحسد عليه .
المشهد الآخر حدث في مدينة براغ عاصمة التشيك وفي مركز المدينة المزدحم بالسواح من شتى انحاء العالم حيث ظهرت فجأة ثلاث سيارات بيكب يقودها أفراد في الزي الداعشي ولحاهم الوسخة حاملين اسلحتهم والرايات الداعشية السوداء المثيرة للرعب يطلقون اصوات من اسلحتهم ويصيحون بعبارة " الله أكبر " وغيرها من الكلمات الغير مفهومة وعرضوا مشاهد تمثيلية لحالات اغتصاب امام هذه المشاهد التمثيلية والمفاجئة لمئات الناس حيث حدث الهرج والمرج وهرب الكثيرون منهم معتقدين ان الهجوم داعشي حقيقي . من خلال هذا المشهد التمثيلي اوصلوا رسالتهم بأن الدين الأسلامي والمسلمين قاطبة لا يحسنون سوى القتل والتخريب والأغتصاب.
امام هكذا اعلام منظم ومؤثر يتطلب من الجهات المعنية في منطقتنا الدينية والجهات الرسمية المعنية التوجه اعلاميا لشرح وفضح نهج وجرائم العصابات التكفيرية ، وان الدين الأسلامي بعيد عن هذه الأعمال الأجرامية، وان نحاول ان نوصل للعقل الغربي من خلال اللقاءات والمؤتمرات ووسائل الأعلام المختلفة حقيقة مجتمعاتنا كوننا اناس نحب الحياة ونسعى للحضارة ونمد ايادينا لكل القوى الخيرة في العالم من اجل تقدم البشرية وحماية الأنسان وضمان مستقيله .