شامل عبد القادر: الشيوعيون هم من كان يعذب ناظم كزار ! / جمعة الحلفي

تنشر صحيفة "المشرق" البغدادية، منذ فترة، حلقات من كتاب السيد شامل عبد القادر، عن الجلاد المعروف ناظم كزار، عنوانه "سيرة أقوى مدير أمن عام في تاريخ العراق السياسي الحديث".
وقد قرأت أربع حلقات من هذه السيرة "غير العطرة" وجدت فيها عودة غير محمودة لتبييض صفحة كزار، وإعادة تقديمه للعراقيين بوصفه شخصية سياسية عصامية متعلمة ومن عائلة فقيرة كادحة، كانت لديه مواقف معارضة لسياسة البكر / صدام.
أي أن سجل كزار الإجرامي الطويل والعريض ومسؤوليته عن قتل وتعذيب المئات من الوطنيين والتقدميين العراقيين، في أقبية الأمن العامة وزنازين قصر النهاية، لن تعدو أكثر من صفحة عابرة أمام ايجابيات السيرة العطرة، فيمر عليها السيد عبد القادر مرور الكرام.
ولست معنياً هنا بدوافع السيد شامل لاختيار مثل هذه الشخصية وإعادة البحث في سيرتها الشائكة وشبه المعلومة للأجيال التي عاصرتها، لكني معني، مهنياً واخلاقياً، بفضح الأكاذيب والترهات التي يريد السيد شامل عبد القادر، من خلالها، تشويه سمعة الشيوعيين والحزب الشيوعي، عبر الصاق اتهامات باطلة وغير اخلاقية بهم.
يقول شامل عبد القادر "في عهد عبدالكريم قاسم (...) فصل (كزار) من كليتي الطب والهندسة وبالتالي اعتقل لمرات كثيرة، وفي معتقل سرية خالد للخيالة مارس الجلادون معه اسلوباً قذراً كالذي مارسه زبانية بهجت العطية مدير الامن العام في العهد الملكي (...) وذلك باللجوء الى ما يسمى بطريقة (الخازوق) وهو اسلوب عثماني استخدمه الجندرمة مع المعتقلين الاشداء وذلك باجبارهم على الجلوس عراة على قنينة زجاجية وكان ناظم يحقد على الشيوعيين الذين مارسوا معه اسلوب (الخازوق) عام 1959!!"
تصورا أية كذبة وقحة هذه .. الشيوعيون هم من مارس مع ناظم كزار اسلوب الخازوق، وليس هو بطل هذا الأسلوب القذر الذي مورس مع المئات من الشيوعيين، خلال سنوات وجوده على رأس مديرية الأمن العامة، سيئة الصيت والسمعة. وإذا لم يكن السيد شامل يعرف هذا فهناك من الضحايا الذين مورس بحقهم هذا الفعل الشائن، من أعلن عنه، بعد ذلك، في مؤتمرات صحفية علنية في أوروبا.
ويضيف السيد شامل، متأسياً ومبرراً لكزار بالقول: "ما الذي يمكن ان ننتظره من شاب عقائدي متعلم وطالب في الطبية، يتعرض الى هذه المهانة المذلة على ايدي قوة زعمت لنفسها التقدمية واليسارية انذاك؟!"
ترى هل سمع أو قرأ أحد، من قبل، عن ان الشيوعيين كانوا يوماً ما قادة لمراكز الشرطة أو دوائر الأمن، على مدى تاريخهم الطويل؟ بل حتى في الفترة التي تلت انتصار ثورة 14 تموز 1958 وهي فترة قصيرة شهدت المد الكاسح للشيوعيين في العراق، وكانوا يتمتعون بحضور عظيم وكبير في الجيش والقوات المسلحة وفي العديد من المؤسسات، إلا أنهم ظلوا بعيدين ومبعدين عن أجهزة الأمن والشرطة، التي كان يتولاها القوميون وغيرهم. فمتى وكيف وأين، إذن، مارس الشيوعيون التعذيب ضد خصومهم؟
ويمضي عبد القادر في المغالطات فيقول ان "موقف كزار من الشيوعيين كان سببه خصومة فكرية وسياسية وليست وليدة احقاد شخصية"، لكنه وبعد اسطر قليلة ينسى ما كتبه عن "الخصومة الفكرية" فيقول "ان كزار تأكد انه (أي صدام حسين) يسعى لعقد تحالف مع الشيوعيين، الذين كان يكرههم وحاقداً عليهم حتى النخاع..". إذن لم تكن خصومة فكرية يا سيد شامل بل كانت كرهاً وحقداً حتى النخاع، كما تقول أنت؟
شامل عبد القادر هل تمزح أم تضحك على عقول الناس.. الشيوعيون هم من كان يعذب ناظم كزار؟!