- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الثلاثاء, 07 شباط/فبراير 2017 21:23

كلما عدت بذاكرتي إلى الثامن من شباط الأسود من العام 1963، اشعر أن عجلة الحياة تتوقف، وان الحرس القومي، كان شكلا من أشكال عناصر داعش ، التي كبلت بلادنا بفتاوى وتخرصات وعقائد استعادت ما سطره الإرهاب الذي مارسه الحرس القومي من جرائم فاقت في رعبها وكراهيتها كل ما يتوقعه الإنسان.
هكذا أتصور الأمور، ولا اعتقد أنني أجانب الحقيقة في ذلك، فقد كانت مخالب البعث الدموية تنشر رعبها وحقدها ودمويتها في أرجاء الوطن الذي تكالبت عليه مخالب الشر من كل حدب وصوب، التي استهدفت الشيوعيين وأنصارهم ومؤازريهم والوطنيين والأكاديميين ورجال المعرفة والثقافة والأدب، وكل شريف يعمل لخدمة بلده وشعبه ومهنته.
الثامن من شباط يوم اسود كالح السواد وتاريخ ممهور بالعهر والفاشية والظلام، انه تاريخ ملطخ بالدم، وموشوم بالكراهية والسوداوية.
الثامن من شباط، يوم لا يمكن أن ننساه، لأنه أشاع الخراب والدمار والموت والقتل والتشنيع، كما أنشب مخالبه السوداء في كل منعطف وخاصة بعد البيان رقم 13 المشؤوم.. ذلك البيان الذي أطلق العنان لأوكار البعث وغيلان الحرس القومي، والحاقدين والموتورين، ليمارسوا القتل والذبح والمطاردة والاعتقال وكل أشكال القمع والتعدي على الحقوق العامة والخاصة. ولم تسلم من ذلك الوحش المنفلت، مختلف الشرائح الاجتماعية في بلادنا، وتعطلت الدراسة في الجامعات والتعليم الثانوي ودوائر الدولة المختلفة، وشملت تلك الحملة البربرية، كل مناحي الحياة السياسية والثقافية والعلمية والاجتماعية.
إلا أن اكبر الخسارات التي تعرض لها حزبنا (الحزب الشيوعي العراقي) هو الجرائم التي طالت قيادة الحزب ممثلة بالقائد الشيوعي البارز وسكرتير اللجنة المركزية الشهيد سلام عادل، كما شملت تلك الحملة الدموية القذرة العديد من قيادات الحزب ولجنته المركزية وكوادره على مختلف الصعد، حيث شمل الاعتقال والمطاردة والقتل قيادات وأعضاء المحليات والخلايا القاعدية والمناطقية بشكل لا مثيل له.
وفي هذه المناسبة الحزينة والمثقلة بالألم والأسى ، نستذكر شهداء الحزب الأبطال الذين كانوا وما زالوا شموعا تنير طريق الحزب وهو يواصل مسيرته المعطاء على طريق الوطن الحر والشعب السعيد.
الثامن من شباط رمز للجريمة المنظمة، ولتاريخ القبح والرعب والسوداوية.
الثامن من شباط جريمة خططت لها دوائر الامبريالية الأمريكية ، ونفذتها عصابات البعث المجرمة، وأسهمت في تأجيجها واستفحالها كل قوى الشر والرجعية والعداء لشعبنا وقواه الوطنية.
الثامن من شباط تاريخ ملطخ بدماء الأبرياء من أبناء شعبنا، تاريخ أولئك الأشرار الذين استباحوا الدماء الزكية لأبناء شعبنا وقادة ثورة 14 تموز المجيدة.
الثامن من شباط يوم لا يمكن أن ينساه شعبنا، لأنه تاريخ يعود بنا إلى أيام جنكيز خان وهولاكو وغيرهما من أعداء الإنسانية على مر التاريخ الطويل للبشرية.
وعلى السياسيين أن يأخذوا العبرة من ذلك اليوم الأسود، ويفسحوا الطريق أمام القوى الوطنية والمدنية المخلصة، لبناء العراق بعيدا عن نظام التحاصص وتقاسم المغانم والطائفية والاثنية، ويستنيروا بما سطره الدستور في تقاسم السلطة بطريقة سلمية وديمقراطية.. وعلى مجلس النواب أن يشرع قانونا للانتخابات يتسم بالعدالة والإنصاف، ليتحقق الهدف من النظام الديمقراطي في بناء دولة مدنية ديمقراطية اتحادية تسودها العدالة الاجتماعية.