أرهاب أيلول ألأسود في ألعراق / عبد الجبار نوري

شهد ألعراق في هذا الشهر ألدموي (أيلول ألأسود ) عددا هائلا وكبيرا من التفجيرات في مناطق من ألعاصمة بغداد و ألحزام ألذي يحيط بها، بسيارات مفخخة يقودها أنتحاريون سميت (بالقنابل ألمتحركة ) وعبوات ناسفة ولاصقة وكواتم وأحزمة ناسفة مع بهائم من أنتحاريين ، وسأذكر ما حدث في هذا الشهر *ايلول * فقط ، أخترت من ايلول بعض أيام عصيبة ورهيبة مبكية مشحونة بالقتلى والجرحى والأشلاء المتناثرة والمعوقين وسط صراخ وعويل الأمهات وسرادقات المآتم(ألتي سوف تنسف)حينها تزيد ألمصيبة ألف غصة وحسرة ، نتساءل أين منظمات حقوق ألأنسان؟أين الضمير ألعالمي ؟ أين ؟ من هذا ألعبت بأرواح البشر بهذا الشكل ألرخيص ودم بارد؟؟
1- مذابح أللطيفية-شمال ألحلة- ألسبت 14-9 نقلا عن متحدث رسمي حكومي في وزارة ألداخلية ألعراقية : اقتحمت عصابات من ألقاعدة الإرهابية دار عائله وقتلت جميع أفرادها ألمتكونة من 16 شخص بدم بارد ، وبعد أسبوع حدثت المجزرة ألثانية قتل عائلة مكونة من 18 فرد وهدم الدار على رؤوسهم ، وتهجير 200 عائلة من مساكنها وديار آبائها وأجدادها قسرا .
2- وفي يوم الأثنين 16-9 فجرت عصابات الأجرام من ألقاعدة الإرهابية مجلس عزاء في مدينة الثورة وكان من ضحاياها 275 أنسانا بين قتيل وجريح وأشلاء مبعثرة وكان يوما أسودا ورهيبا.
3- وفي يوم 23 أيلول تفجير عزاء بالدورة وجرح وقتل أكثر من 80 شخصا ، وتلاه تفجير عزاء في ألأعظمية راح ضحيتها 58 قتيلا وجريحا ومعوقا ، يتبين لكل منصف أنها ليست حرب طوائف ومذاهب بل أنها من أساليب ألقاعدة الإرهابية لأحياء الشحن ألطائفي وثم الحرب ألأهلية .
4- تفجيرات كركوك وخاصة ألمدينة ألمنكوبة(طوز خورماتو) ألي يقطنها أخواننا ألتركمان وتكاد تكون التفجيرات أسبوعية .
5- وفي يوم الثلاثاء 24-9 -حسب أخباررسمية- أن ألقاعدة أحتلت مدينتي عنه وراوه لمدة اربع ساعات وهدمت مراكز الشرطة وقتلت أفرادها ، وتمكن الجيش من أخرجهم .
6- أفاد مصدر في شرطة محافظة بغداد الأربعاء 25 أيلول بأن عائلة من 6 أفراد ذبحوا في حي سومر في بغداد لكون الزوجة تعمل في رئاسة الوزراء .
7- حصيلة ( اليوم ألأمني) الخميس 26 أيلول في تفجير انتحاري يرتدي حزاما ناسفا في سبع ألبور وقتل وجرح 91 شخصا حسب مصدر أمني في تصريح لوكالات الأنباء العراقية.
8- يوم 29-أيلول حصل هجوم انتحاري بحزام ناسف على مجلس عزاء في مسجد الحسين في قضاء ألمسيب(جنوب بغداد) وضحايا الهجوم الانتحاري 24 قتيلا و 27 جريحا وهجوم انتحاري سابق في نفس ألشهر وعلى مجلس عزاء ونفس المسجد وضحيته 18 قتيل وجريح .
9- ويوم ألأحد 29-9 –في كردستان ألعراق- أعلنت وزارة ألداخلية في الإقليم مع بيان ألأسايش : حصل هجوم انتحاري بسيارة ملغومة مدخل وزارة ألداخلية وحصيلة الهجوم 7 قتلى من الشرطة ورجال ألأمن و36 جريحا، ونشر ألموقع الإلكتروني (كوردستان TV .) أن ما يسمى بدولة ألعراق والشام تبنت الهجوم الانتحاري في أربيل.
وعن عمليات بغداد { تصاعدت ألعمليات الإرهابية في هذا الشهر الدموي ألمخيف ، وهو الأسلوب ألحاقد للقاعدة الإرهابية بإشعال نار ألفتنه بين ألعراقيين- وهذه اللعبة ألقذرة انكشفت للشعب ألعراقي ، وأرتفع ضحايا هذا الشهر ألمؤلم ألي ألف قتيل وألوف الجرحى والمعوقين فاق ما شهده ألعراق من الإرهاب ألدموي منذ خمس سنوات ، وشملت كل فئات الشعب ألعراقي * الشيعة، ألسنة ، المسيحيون ، ألأيزيديون ، الشبك * الجوامع والكنائس وكل دور العبادة وملاعب كرة القدم والمقاهي والمسيطرات ألعسكرية ومراكز الشرطة .
فأية كارثة أبتلى بها ألعراق يا ترى ؟؟؟ ليتها كانت من كوارث الطبيعة كالزلازل ، البراكين ، تسونامى اوطوفان او حتى وباء فتاكا لكانت محدودة ألأثر زمنا ومكانا ،يمكن تلافيها بخسائر محدودة ، ولكننا نقاتل اليوم عدوا له حواضنه في ألداخل ويرتبط بأجندات خارجية من دول الجوار تموله ماديا بملايين الدولارات ومعنويا بالفتاوي ألمضللة ، ومع هذا كله أني غير متشائم لأني عايشت شعبي منذ ألخمسينات فوجد ته صلبا متماسكا في السراء والضراء وصبورا ولكنه يمهل ولا يهمل وسوف ينتصر.
ولنكن أذن واقعيين ونقدر قوة ألعدو: ألعراق يواجه أشرس عدو ألمتمثل بالقاعدة مسلحة بانواع الأسلحة – وحتى السلاح ألكيمياوي ألذي أستعمله ( جبهة ألنصرة في سوريا ) حليفة ألقاعدة في ألعراق .
فأن ألعراق اليوم أمام الجيل ألثاني والثالث الإرهابي بقيادة ألمجرم أيمن ألظواهري ألذي أباح قتل (ألكافر) يقصد بها الغرب ، والشيعة لأنهم رافضه وألسنة لأنهم مرتدون والمسيحيون لأنهم رفضوا ألأسلمة ، ولا ننسى في بداية هذا ألعام وحدت ما تسمى بالدولة الإسلامية في ألعراق مع جبهة ألنصرة ألمجرمة تحت أسم دولة ألعراق والشام .
وان هذه الفئة ألضالة-القاعدة الإرهابية- ذات آيديولوجية متشددة ومتغيرة تخضع لفتاوى أئمة الضلالة والكفر في ألسعودية بالذات ، فهم يندفعون كقطعان البهائم ألي سفك دماء كل البشر بعقل ملوث ومهوس بشغف للقاء ( ألحواري) إإإ تكبير. ففي لغة العنف والذبح والخطف والإتاوات وسرقة نفط ألعراق وانفجاراته ألعشوائية يربك الوضع ألسياسي والاجتماعي والاقتصادي والتعليمي والصحي والاستثماري ، ولنكن أكثر واقعية بأنها تطورت أكثر فأكثر بسبب التناقضات السياسية والمحاصصة بين الكتل والأحزاب ألحاكمة وبأذرع متعددة ولديها مبدأ ألمبادرة والمباغتة في اختيار الزمان والمكان، وهنا يبرز لنا ألعدو التقليدي والتاريخي (البعث ألظالم) ألذي تحالف مؤخرا مع ألقاعدة وهو حزب ميكافيلي له خبرات أجرامية عبر أربعين سنة .
أذن ما العمل ؟؟؟ ، لتحليل الوقائع ألمذكورة نجد :
وقبل أن نستعرض الخنادق التي فرضها علينا ألعدو يجب قبل ان نبني السواتر أمامها أن نوحد صفوفنا ونتفق على مشتركاتنا ألكثيرة لأننا – وأقسم لكم – في مركب واحد أذا غرق ألمركب كونوا على ثقة تامة {{ نغرق جميعا }}
1 – ألمشكلة ليست في عسكرة ألمجتمع بل في معالجة وطنية مجتمعية في أنعاش اقتصاد البلاد في تصفية جذور الفساد ألأداري والمالي ومكافحة (الرشوة ) ألتي كانت من الجرائم ألمخلة بالشرف إإ واليوم أصبحت عادية مع ألأسف ألشديد ، ومعالجة البطالة وتوفير الخدمات * لأن الإرهاب يستمد طاقته من تدهور الظواهر ألمذكورة ، ثم ما هذه ألعشوائية في العدد ألمليوني لسيارات ألمنفست القسم ألكثير منها مجهولة ألمالك وقسم بدون لوحات ، يجب معالجة المشكلة ألمرورية وتثبيت عائديتها لكي لا يستعملها الإرهابيون في التفجيرات ألتي ازدادت في المدة ألأخيرة .
2- وأكرر ان نكون واقعيين أكثر في تشخيص العدو ، فبقايا النظام المباد لا يزال يحلم بالرجوع ألي استعباد رقاب العباد – وهم قوة لا يستهان بها من جمهور وعساكر يأويهم ألأردن في عمان ، وأهدافهم مع ألقاعدة الإرهابية مشتركة يجب توحيد الصفوف والوقوف بحزم في مجلس النواب لإقرار قانون{ تجريم البعث} وإدخال ألقاعدة الإرهابية في الحظر ألدستوري بشكل قانوني ،ويجب تطبيق القصاص ألعادل بالمدانين وتنفيذ الأحكام ( لأن من أمن العقاب أساء ألأدب) وكذلك مراقبة السجون بشكل دقيق لا يسمح في أدخال ألموبيل ووضع عقوبة صارمة على إدخالها لأنها وسيلة فعالة في توجيه القيادات الإرهابية من داخل السجون للإرهابيين في تنفيذ عملياتهم الإجرامية.

.
3- يجب ان نعترف أن الهجمات الإرهابية ليست فقط خروقات أمنية بل أخفاق في أدارة الملف ألأمني وتكون ألمعالجة في سد الخروقات من خلال الارتقاء بالجانب التسليحي واستيراد أٍسلحة متطورة لكشف ألمتفجرات ، وأن تكررت الخروقات عند ذلك يكون محاسبة ألمسؤولين ألأمنيين وقبلهم محاسبة ألسلطتين ألتنفيذية والتشريعية ، وإدخال ألعقيدة ألعسكرية في تدريب الجيش والشرطة وهي {{ الولاء للوطن والشعب فقط }}، و أدعو جميع ألمثقفين ألطيبين ألأحرارأن ينبروا بأقلامهم الشريفة ألوطنية في فضح أفكار ألقاعدة الإرهابية ألوهمية والكاذبة ألتي تتقاطع مع الحداثة وحرية الأنسان.
وعاش العراق ألحبيب معززا ومكرما مهابا