- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الثلاثاء, 25 نيسان/أبريل 2017 16:01

يُـثيــر إستغرابي ولاء بعض الناس للمسؤولين الحكوميين رغم أن ظاهر هذا (الموالي) لا يدل على (نغنغه) ونعومة عيش أو سعة جاه، والطامة الكبرى أنه ملكي أكثر من الملك.
على صفحات التواصل الإجتماعي كتب أحدهم عن وضع عائلة عراقية تعاني الأمـرّين، وتصدى له أحدهم مشككاً بإدعائه، داعياً إياه إلى إستصحاب هذه العائلة لمكتب المسؤول(س) ليحصلوا على كُل ما يحتاجون إليه، إن كان ما يدعيه صحيحاً!
معرفتي الشخصية بهذا المتصدي جعلتني أشعر بالدهشة، فحاله لا يُحسد عليه، والكثير من أقربائه تحت خط الفقر.. فما الذي يجعله يتأخــر عن إستصحابهم لمكتب (حلّال المشاكل)؟.
طبيعي جداً أن لا يكون هذا الشخص قد عرف معنى حقوق الإنسان! ومسؤولية الدولة عن مواطنيها بتأمين أسباب الحياة الحرة الكريمــة، وطبيعي أيضاً أن لا يكون عارفاً بمعنى عـزّة النفس عند الكثير من أهلنا ممن يرفضون الأعطيات والهبات، ويريدون إستحقاقاتهم كما ينالها أي مواطن في أية دولة، أغلب الظن أن التابع المسكين ليس أكثر من نسخة ثانية للمرحوم (جعاز) الذي ترك زراعة قطعة الأرض التي ورثها عن والده، ورافق (المومن) كما يسمى الخطيب بلهجة أهل القرية، حيث أصبح مثل ظله يرافقه في حله وترحاله، وحين سأله أحد أصدقائه من أبناء القرية: (هل أن تركه الفلاحة ومرافقته الشيخ سببه كثرة ما يمنحه له من مال؟) .. أجاب جعاز: (والله خويـــه وارد الزرع أكثر، بس أريد أضمن آخرتي).
وبعد شهور إلتقيا ثانيةً وبادره صديقه بالسؤال: شلونك خويه جعاز؟ إن شاء الله بخير؟ ...أجابه:
جعاز ماهو بخيـــر يصاحبي، المومن تعبني، كل ساعه مطلعلي شغله، وآخرهن تنظيف (الجومه) وريحتها خنگتني، وهدومي إنترسن سيان، ومدري شلون أصلّي وهدومي بيهن هالبلاوي؟ قال له صاحبه: چــا شموازيك على تنظيف (الجومه)، يبعد إخوك؟ لو ظال بگاعك وتصلّي بيها مو أحسنلك؟