حسد وسحر.. عناوين بارزة / سهاد ناجي
- التفاصيل
- نشر بتاريخ الإثنين, 02 كانون1/ديسمبر 2013 20:34
سؤال طالما راودني مرارا وتكرارا، ما هي المواضيع التي تتداولها النسوة في المجتمعات باللقاءات والمناسبات الاجتماعية؟ قد يتبادر الى ذهن القارئ بان أحاديثهن تتمحور في الأحداث المهمة للخارطة السياسية في البلد، او عن خطوات العمل لتأمين مشاركتهن الفاعلة في الميادين السياسية والثقافية والاجتماعية كافة، على اعتبار ان البلد يعيش في حالة حرب متواصلة معلنة وسرية بين الكتل السياسية للاستحواذ على السلطة وإدارة البلد وفق أبجديتهم هم، حتى وان جاءت على حساب تضرر المواطن البسيط. لا اقصد بالحديث النخبة النسوية من السياسيات والناشطات، لكن ما اخص بالحديث هو النسوة الجاهلات وذوات التعليم البسيط من المناطق الشعبية الفقيرة. وسأروي لكم مثالين من أحاديثهن، حينما قالت أحداهن بان سبب وفاة ابنتها الصغيرة " النظرة" ما يعني الحسد، رغم معرفتي الأكيدة بان سبب وفاة الطفلة إهمالها بتلقي العلاج بالسرعة الممكنة ما أدى لتدهور حالتها الصحية الى جانب خطا التشخيص الطبي لحالتها. وروت أخرى حكاية عن رجل تطارده اللعنة، وحين تزوج بفتاة جميلة جدا "تحولت في ليلة الزفاف الى حوتة والتهمته،" فغرت النسوة الجالسات افواهن وتجمدت أعينهن انبهاراً بما يروى من أحاديث.
يمكننا ان لا نستغرب كثيرا باعتقاد النسوة البسيطات، بالحسد والسحر والجن والذي يظهر تأثيره جليا في تعاملهن مع الآخرين، كاستخدام الأمثال الشعبية حجة لمن يعارضهن الرأي مثل " ثلثين المقابر من العيون.. وعضة أسد ولا نظرة حسد "، ولا بقناعتهن بان السوء الذي يصيبهن هو بسبب أحداهما، او سعيهن لإتباع طرق لطردهما كوضع خرزة على شكل سبع عيون زرقاء اللون،او ارتداء الخواتم والتمائم وغيرها، رغم أننا في مطلع الألفية الثانية من القرن الحالي وعصر الثورة التكنولوجية والمعلوماتية. بل الغريب حقا هو افتتاح مكاتب الروحانيات لممارسة أعمال الشعوذة والتنويم الإيحائي وطرد الجن والمس والعارض وأبطال السحر والحسد وختم الأحجار وغيرها، وبشكل علني وفي مختلف المناطق في البلد، عبر استغلال الغافلات ممن يلجأن للتخلص من أي معاناة وضغوط نفسية عليهن. في حين كانت سابقا تعد من الأعمال غير الشرعية دينيا وغير القانونية وتعرض ممارسيها لمساءلة القضاء.
الا يتوجب من المنظمات النسوية الحكومية والمدنية التحرك لانتشال المرأة من هاوية الجهل بإيجاد حلول واقعية لمشاكلها، وأعداد برامج خاصة بتوعية المرأة وتثقيفها في وسائل الأعلام الوطنية على العكس من بعض الفضائيات التي تروج للسحر والسحرة.