مصر البهيًة تقايض أحمد فؤاد نجم بدستور الثورة ..!!/ علي فهد ياسين

كـأن أحمد فؤاد نجم شاعر مصر الكبير و أشهر ما أنجبت من شعراء الحرية في القرن العشرين , كان متمسكاً بالحياة لحين اِنجاز دستور الثورة الذي قُدًمت مسودته المصوًت عليها في لجنة الخمسين هذا اليوم للرئيس المصري المؤقت عدلي منصور, ليترجل من راحلته التي أتعبها بوطنيته الخارجة عن المألوف ويُغمض عينه بعد عقود من النضال الوطني المؤذي للطغاة على أختلاف برامجهم المعلنة على أنها بيضاء والمكتنزة بسوادِ لايختلف عن المحتلين على مدى تأريخ مصر بعد ثورة يوليو الى يوم وفاته .
أحمد فؤاد نجم , فاضح المؤسسة المصرية الحاكمة منذ ثورة يوليو 1952 وهو أحد أبنائها الممهدين , لكنه عصيٌ على الترويض حين يستشعر الأنحراف, وغير مبالِ لصنوف الأذى التي برعت به ( مؤسسة الثورة الأمنية ) حين تلبست بمناهج المحتلين للدفاع عن أخطائها الجسيمة دفاعاً عن أخطاء قادتها ( المنفوخين ) برياح العظمة !.
على هذا الأساس كان أحمد فؤاد نجم ( لغم الثورة ) الفاضح لممتطيها ممن لم يكملوا طريقها المنير , أولئك الذين أسترخوا على الأرائك الوثيرة تاركين الفقراء من شعبهم يبحثون عن مايسد رمقهم دون أن يخسروا الكرامات التي بشرت بها الثورة وعصفت على اساسها بعروش الطغات , فكانت حصيلة جنيه , الأعتقال والتعذيب لثمانية عشر عاماً توزعت على جميع رؤساء مصر بعد ثورتها المجيدة في العام 1952 .
الآن وقد غفا الرجل في حضن أمه البهية ( مصر ) , من يستطيع من أنصار زعمائها السابقين والحاليين أن يجازف بالمقارنة بينه وبينهم ؟ , من يقارن بين من عاش في غرفةِ على السطح في ( حوش آدم ) ومن عاش يحكم مصر من قصور السلطة ؟ , من يقارن بين قصيدةِ للفقيد محفوظةٌ على شغاف القلوب وبين خطب الحكام البائسة التي استقرت بالمزابل ؟ .
رغم كل الألم الذي يعترينا ونحن نودًعُ أحد عمالقة الحس الوطني المجسد شعراً الذي ينهض بالعزائم , نقول أن طريق المغادر الفذ ( أحمد فؤاد نجم ) لا يحتاج خرائط استدلال ولا أسئلة خارجة عن المألوف , هو طريق الوطنيين الحقيقيين , غير المساومين على حقوق الفقراء , والمفارقين للسياسيين المراوغين المدًعين اليوم خدمة الشعب وغداً خدمة مصالحهم على حسابه .
وداعاً أيها الأنسان .. وداعاً أيها الوطني الغيور .. وداعاً أيها الشاعر الكبير
وداعاً ياسيدي .. أحمد فؤاد نجم ..