الشراكة المجتمعية في قضايا التربية والتعليم اصبحت ضرورة ملحة / نعمت الاغا

لا نريد ان نكرر المآسي والآلام التي خلفتها لنا السنة الدراسية الماضية والتي لا زال مجتمعنا بكل فئات شعبه من اطفال وشباب وشيوخ رجالا ونساء يعانون الأمرين بهذا القدر او ذاك، فالتلامذة والطلبة على مختلف المستويات هم الأكثر تجرعاً لتلك المآسي والآلام. ومن اجل ان نخفف من مآسيهم ونضع حداً لآلامهم علينا ان نجعل التعليم يشير بشكل صحيح للسنة الحالية بقيادة الشراكة المجتمعية التي تجعل التعليم يستفيد من جميع خبرات كوادر وزارة التربية المسؤولين المباشرين عن المسيرة التربوية التعليمية والكوادر التربوية الموجودة في الاحزاب والقوى الوطنية وكل المفكرين من جمعيات ومنظمات العمل المدني الذين لديهم اهتمامات في التعليم والاعلام بصحافته وفضائياته، وكل اصحاب الراي والفكر، وأن نجد من اللجنة التربوية في مجلس النواب العمل المتواصل والدؤوب من اجل الاصلاح الجذري للتعليم. وان يتقبل قادة السياسة التعليمية والعاملون في مجالها لشركائهم من الاحزاب والنقابات والمنظمات، وتبنيهم لوجهات نظرهم، واستعدادهم للتعاون معهم.
وان نؤمن بحقيقة لاجدال فيها وهي ان قضايا التربية والتعليم ومواجهة مشكلاتهم المتعددة والمتنوعة، وما يواجه مسيرتها من تحديات، هي قضية وطنية كبرى، اكبر من ان تلقى على عاتق وزارة او مؤسسة لوحدها، وانما هي قضية مجتمعية، يجب ان يشارك فيها جميع ابناء المجتمع، وتتكاتف جهود كوادره ومربيه ومثقفيه واحزابه ومنظماته، لدعم القضية التربوية وجعلها فعالة، قادرة على تحقيق اهداف المجتمع الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية، وارساء مبادئ الديمقراطية بين افراد المجتمع، والوصول الى احداث التغييرات المنشودة في المجتمع.
مفهوم الشراكة المجتمعية في التعليم:
هي بناء وتثبيت علاقات عمل وتعاون بين المسؤولين عن السياسة التعليمية والاحزاب السياسية والمنظمات والنقابات ورجال الفكر والكوادر التربوية، وجميع فئات المجتمع تقوم على تبادل الافكار والاهتمام بمعالجة المشكلات والمعوقات التي تعترض مسيرة العملية التربوية التعليمية، والعمل على تحديث التجارب والخبرات المشتركة وتطويرها وتعزيز الثقة والقناعة والاندفاع للعمل بممارسات تهدف الى التغلب على نواحي القصور والضعف والتخلف في المسيرة التعليمية، بتقديم الاسهامات الناجحة المتبادلة التي توصل الى التجديد والتحديث، واعداد الخطط ودعم البرامج وتنفيذها.
ان الشراكة المجتمعية تساعد على بناء تعليم له مغزى بتطابقه مع مواقف الحياة المعاصرة ومتطلباتها، قادر على بناء شخصيات المواطنين الاجتماعية والثقافية والمهنية، في ضوء التحولات التي تواجه المجتمع والعالم من حولنا وتقديم ثقافة لشبابنا افضل واكثر ملاءمة للواقع المتجدد والتحديات المستقبلية وتنمية ثقافية فعالة، تجعل افراد المجتمع يتقبلون بعضهم بعضاً وتجعل للتربية امتداداتها خارج المدرسة لتقود الى نشر الثقافة والمعرفة التي تعمل على تماسك المجتمع وتطوره وتقدمه.