نواب يشككون في جدية التحالف الدولي لضرب العصابات الإرهابية / أحمد علي


أثار تصوير فيديوي لطائرة مجهولة وهي تلقي ما يعتقد أنها معونات عسكرية سقطت على مكان يسيطر عليه عناصر تنظيم داعش الارهابي بالقرب من قضاء بلد في محافظة صلاح الدين؛ اثار ردود أفعال واتهامات للولايات المتحدة تشير إلى تعاونها مع التنظيم الارهابي وتعكس عدم جديتها في محاربته.
غير أن السفارة الأميركية في بغداد، نفت أمس الاثنين، الإنباء التي تداولتها بعض وسائل الاعلام بشأن إلقاء إحدى الطائرات الأمريكية مساعدات عسكرية لتنظيم "داعش" في منطقة الخضيرة قرب قضاء بلد شمال غرب بغداد، واصفة اياها بـ"غير الدقيقة".
وفي حديث مع "طريق الشعب" أمس الاثنين، قال النائب عن التحالف الوطني ماجد جبار أن "الجميع يعلم أن أمريكا ومن لف لفها من الدول المتعاونة معها غير جادة في محاربة داعش"، لافتا الى انه "لو كانت هناك نوايا جادة لما صرح المسؤولون الامريكيون في الفترات السابقة ان القضاء على داعش يحتاج الى ثلاث سنوات".
واضاف ان "أمريكا تمتلك معدات وتقنيات متطورة جدا مثل أجهزة المراقبة والتنصت والأقمار الصناعية التي بامكانها رصد اي شخص في أي مكان على الأرض، غير أنها (أي امريكا) تفاجئنا اليوم بالأخطاء التي ترتكب من قبيل إلقاء المعدات والتجهيزات العسكرية والمواد الغذائية إلى عصابات داعش.. وهذه تحدث بين الحين والأخر بحجة الخطأ".
وتابع ان "أمريكا تستطيع القضاء على تلك العصابات بطرق عدة، منها قطع طرق الامداد وتنقل الإرهابيين بين العراق وسوريا ومتابعة التحويلات المالية، وهذه الامور ليست بالصعبة على الولايات المتحدة لانها تمتلك التقنية المتطورة، وجهاز مخابراتها الذي يتواجد في اغلب الدول".
واضاف ان "الضربات الجوية غير ملبية لطموحات الشعب العراقي والقوات الأمنية"، موضحا ان "أمريكا عندما خاضت الحرب على العراق كانت هنالك دقة في تصويب وتحديد الاهداف وحتى في مساحات صغيرة محددة، لكننا اليوم لا نرى امريكا جادة في خوض المعركة بدقة".
كما صرح عدد من النواب من كتل مختلفة، لوسائل الإعلام، مشككين بجدية واشنطن في محاربة الإرهاب في العراق، مؤكدين أن ما تقدمه أمريكا غير كاف ولا يعكس تحملها وحلفائها للمسؤولية.
إلى ذلك، قالت السفارة الأمريكية ببغداد، في بيان اطلعت عليه "طريق الشعب"، إنه "لم يكن هناك، من جانب الولايات المتحدة الأميركية، إلقاء أي مواد من الجو في أو حول المجال الجوي لقضاء بلد"، مشيرة الى أن "هذه التقارير الإعلامية خاطئة".
وجددت السفارة "دعم الولايات المتحدة الأميركية ووقوفها مع حكومة العراق والشعب العراقي ضد المتطرفين الذين يمارسون العنف، ودعم استمرار التقدم نحو بناء عراق موحد".
يشار إلى أن عدداً من وسائل الإعلام المحلية نشرت، في (26 كانون الأول 2014)، مقطع فيديو يعرض قيام إحدى طائرات التحالف الدولي المناهض لـ"داعش" بإسقاط بالون لم يعرف لغاية الآن محتواه على منطقة الخضيرة الشرقية جنوبي صلاح الدين.
كما أكد قائممقام قضاء بلد مفيد البلداوي، في (27 كانون الاول 2014)، أن طائرة تابعة للتحالف الدولي أسقطت بالوناً على منطقة تخضع لسيطرة تنظيم "داعش" جنوبي محافظة صلاح الدين، فيما دعا الحكومة إلى فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحادثة.