- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الثلاثاء, 13 كانون2/يناير 2015 19:43

استرعى انتباهي خبر العاصفة الثلجية التي هبت على المنطقة العربية انطلاقا من البحر المتوسط ومرورا بغزة وعمّان ثم سوريا. وقد اطلقت على العاصفة أسماء نساء كـ هدى وزينة، وذلك على ضوء القرار الموحد لدائرة الأرصاد الجوية العربية في العام الماضي، المتضمن تعريب أسماء العواصف الشتوية التي تهب على البلدان العربية، وجعلها تحمل معاني وهوية عربية وليس أجنبية.
وعن سبب تسمية العاصفة بـ هدى عزاه مسؤول في دائرة الارصاد الجوية بغزة لما يحمل من معان تشير للخير والارشاد والصلاح، وتبشير بموسم ممطر وزراعي مقبل. اما عن تسمية زينة في الأردن، فيعزو سببه مسؤول دائرة الارصاد هناك، لتلطيف آثار العاصفة كونه اسما مؤنثا جميلا.
وعن تاريخ التسمية، يقال انها جاءت من عالم الأرصاد الجوي الاسترالي كليمنت راج حين اطلق على الأعاصير أسماء النساء اللواتي يكرههن. فيما يذكر اخرون ان التسمية تأتي نتيجة التشابه بين الاعاصير والنساء! ويعتقد اخرون ان التسمية كانت بدافع الأمل بأن تكون أعاصير المستقبل ناعمة ولطيفة وغير مخربة كحال النساء!
الغريب ان الكثير من المطلعين على الأحداث الجارية في المنطقة العربية انشغل بأحوال العاصفة التي أطفأت لهيب الاخبار في المناطق كالعراق وسوريا التي تشهد حروبا ونزاعات. فيما تنادت دولة الأمارات العربية لإطلاق حملة واسعة النطاق بمشاركة جهات حكومية وأهلية، من أجل اغاثة اللاجئين السوريين المتضررين من العاصفة الثلجية في لبنان، بعد ان اودت بحياة العشرات منهم وبينهم اطفال. والأغرب في بلدنا العراق الذي لامسته آثار العاصفة فقط بانخفاض درجات الحرارة بشكل كبير، اذ لم يسترع هذا الأمر انتباه المعنيين، الذين تناسوا النازحين مقيمين في خيم مصنوعة من القماش والنايلون، وتخلو من ابسط شروط مواجهة البرد القارس، بل لم يبادروا إلى إنقاذهم.
ربما كانت هدى او زينة مجبرتان على زيارة مناطق اللجوء في سوريا والعراق، كنتيجة حتمية للتغيرات المناخية الحاصلة في المنطقة. وقد أجبرتا، دون قصد أو تعمد أو قسوة، على أن تخلف آثارهما جمودا في الاجساد الهزيلة الهاربة من الإرهاب، لكن ما عذر الجهات الحكومية والمدنية التي هجرها الواعز الانساني في تقديم خدمات إغاثة حيوية، ومن أبرزها الحصص الغذائية والمحروقات والمفروشات والأدوية والملابس الشتوية للاجئين؟
أقول.. هل نحتاج لهدى وزينة أن يهبا على العراق كعاصفة وليس موجة برد، لكي نهتم بأناس عزل، نزحوا من بلدهم هربا من وحوش إرهابية كاسرة؟ ام ماذا أقول!؟