- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأربعاء, 23 آذار/مارس 2016 21:05

عقدت مساء يوم الجمعة الموافق 11 آذار في مدينة ملبورن ندوة متخصصة بعنوان" نظرة في الواقع العراقي" تحدث فيها نخبة من الباحثين والأكاديميين المتخصصين في شؤون الشرق الأوسط عامة والشأن العراقي على وجه التحديد. الندوه هي جزء من فعاليات المهرجان الثقافي العراقي الذي اعد له ونظمه منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي على مدى يومين متتاليين 19 و 20 من آذار الحالي في مدينة سيدني.
الندوة في ملبورن كانت بالتنسيق بين منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي ومركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة ديكن وبالتعاون مع المنتدى العراقي الأسترالي.
قدم للندوة الدكتور خيري السعد نائب الرئيس و منسق الشؤون الثقافية في المنتدى العراقي الأسترالي والذي رحب بالحضور واشار باختصار الى هدف الندوة في تسليط الضوء على المتغيرات الإجتماعية والسياسية والثقافية بضمنها التخندقات والإنقسامات الدينية والطائفية والفئوية التي حدثت في العراق بشكل خاص وفي المنطقة بشكل عام خلال السنوات الأخيرة من القرن المنصرم وبدايات القرن الحالي والى يومنا هذا.
أدار الندوة الاستاذ فراس ناجي منسق المهرجان الثقافي العراقي ورئيس الصالون الثقافي في منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي والذي أشار بشيء من الإيجاز الى دور منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي ومنذ تأسيسه في ترسيخ الثقافية العراقية المتنوعة في بلاد المهجر من خلال اقامة النشاطات الثقافية المتنوعة والتي توجها هذه السنة من خلال اقامة المهرجان الثقافي العراقي المتنوع والذي يعكس التنوع الثقافي في الجالية العراقية في المهجر.
تضمنت الندوة ثلاث متحدثين وهم من الشخصيات الأكاديمية المعروفة عالمياً في مجال دراسات الشرق الأوسط والعراق على وجه التخصيص والتي ساهمت بحوثهم ودراساتهم في اغناء المعرفه في الشؤون السياسية والإجتماعية في الشرق الأوسط عامة والعراق خاصة.
كان المتحدث الأول الدكتور اندريه تيتي الأستاذ والباحث في جامعة أبردين في أسكتلندا والمتخصص في دراسات الشرق الأوسط والذي يقود حالياً فريق من الباحثين لإجراء دراسة اجتماعية ميدانية شاملة تتضمن سبع بلدان عربية بضمنها العراق هدفها التعرف على المتغيرات في القيم الإجتماعية والمعتقدات والمتبنيات في المجتمع والتي رافقت المتغيرات السياسية في السنوات الأخيرة وبالتحديد ما بعد ما سمي بالربيع العربي. وقد تناول الدكتور اندريه تيتي في محاضرته النتائج الأولية للبحث والتي اشارت بوضوح لا يقبل الشك وبالإحصائيات المبنية على استطلاع شامل الى المستوى العالي من الإحباط الذي ينتاب الشارع العراقي بشكل عام فيما يتعلق بأداء السياسيين ومستوى الخدمات وفي قدرة الحكومة ومؤسسات الدولة المتنوعة في مواجهة التحديات الأمنية والإقتصادية والإجتماعية الكبيرة التي تواجه البلد.
أما المتحدث الثاني في الندوة فكانت الدكتورة لوشيا سوربيرا المحاضرة والباحثة في قسم الدراسات العربية في جامعة سدني والمختصه في تاريخ الثقافات والسياسات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي القت الضوء على الدور الذي تضطلع به المرأة في المجتمعات العربية بشكل عام وفي العراق بشكل خاص في إحداث التغيير السياسي والإجتماعي على سبيل بناء المجتمع المدني في المنطقة.
ثم جاء دور المتحدث الثالث في الندوة وهو الدكتور بنيامين ايزاخان الأستاذ والباحث في جامعة ديكن ورئيس منتدى دراسات الشرق الأوسط في جامعة ديكن في ولاية فكتوريا والمختص في الشؤون العراقية تحديداً والذي نشر العديد من البحوث والدراسات والإصدارات عن الواقع السياسي العراقي بضمنها احدث إصدار وهوالكتاب المعنون "العراق من حرب 2003 حتى قيام الدولة الإسلامية" والذي يتناول فية الواقع السياسي العراقي والمتغيرات والتحديات الإجتماعية والثقافية التي تهدد النسيج العراقي وتهدد كيان العراق كدولة منذ التغيير السياسي في عام 2003 لحين سيطرة المجاميع الإرهابية على اجزاء من العراق في حزيران من عام 2014. وقد اشار المتحدث الى جملة من التحديات التي تواجه العراق كبلد بجانب التحدي الأكبر بوجود المجاميع الإرهابية متمثلة بما يسمى ب "الدولة الإسلامية في العراق والشام". وتتلخص التحديات من وجهة نظر الدكتور بنيامين ايزاخان - كمختص في الشأن العراقي - بالتالي:
• النفوذ المتزايد للفصائل الشيعيه المقاتله والتي اسماها المحاضر " بالمليشيات الشيعية"
• النفوذ المتزايد للاحزاب الكردية في اقليم كردستان وفي كيان الدولة العراقية
• الشعور المتزايد لسنة العراق بشكل عام بالتهميش والإقصاء
• انخفاض اسعار النفط وانعكاسه على الوضع الإقتصادي العراقي وقدرة الحكومة على مواجهة التحدي الأقتصادي
• تهديم بنية المجتمع العراقي المتعدد الأديان والثقافات من خلال هجرة الأقليات الدينية والأثنية
• التخندقات الطائفية وانعكاسها على البنية المجتمعية وبشكل خاص الصراع الشيعي السني المتزايد
• تفاقم مشكلة النازحين العراقيين وتلبية احتياجاتهم المتزايدة
• تزايد النقمة على الوضع السياسي الحالي والحنين الى الوضع السياسي قبل التغيير السياسي في 2003
• انعدام الثقة بالطبقة السياسية وبالنظام الديمقراطي الحالي اجمالاً
• تفشي الفساد في الطبقة السياسية وفي مؤسسات الدولة وعدم الجدية في معالجته
• انعكاسات نتائج الأنتخابات الأمريكية القادمة على الوضع في العراق
وكانت هناك العديد من المداخلات والمناقشات التي اتسمت بالصراحة في الكثير من الأحيان والنقاش البناء من قبل الحاضرين الذي تجاوز عددهم الثمانين من مختلف شرائح المجتمع الأسترالي بشكل عام ومن الطيف العراقي المتنوع تحديداً.
تبرز أهمية الندوة في كونها الإولى من نوعها في مدينة ملبورن وربما في أستراليا، وجاءت في وقت أختلطت فيه الأوراق في الواقع العراقي. لهذا كانت الندوة فرصة ثمينة للحاضرين في رسم صورة اوضح لما يحدث في الواقع العربي على وجه العموم والواقع العراقي تحديداً من خلال الأستماع الى وجهات نظر الباحثين والمختصين والذين هم خارج المشهد.
ملاحظة: تمثل الآراء التي يتضمنها هذا التقرير وجهات نظر المتحدثين حصراً ولاتمثل بالضرورة رأي كاتب التقرير او منظمي الندوة في اي حال من الأحوال لذا وجب التنويه.