سكرتير اتحاد الطلبة العام لـ" طريق الشعب": : نناضل من اجل قضايا الطلبة وضمان حرية التعبير / اجرى الحوار حسين النجار

يُعد اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق من الفصائل الطلابية المهمة في تاريخ العراق الحديث ومن صفوفه تخرج مئات المثقفين والناشطين والسياسيين والمناضلين، وخلال مسيرته الطويلة التي تمتد الى اكثر من ستة عقود قدم الى العراق مئات الشهداء والراحلين في سبيل حرية الفكر والديمقراطية وسعادة الشعب.
تعرض اعضاء الاتحاد وكوادره كبقية القوى الوطنية والديمقراطية الى المطاردة والتصفية والترحيل بسبب مواقفه الوطنية كونه نشأ كحاجة موضوعية تعبر عن تطلعات مئات الاف الطلبة المتطلعين الى ديمقراطية التعليم ومستقبل افضل، ولم يشكل تغيير النظام المباد اي تحسن لحرية العمل الطلابي بل عمدت الحكومات المتعاقبة الى منع النشاط المهني الطلابي في المرافق الدراسية بذريعة استقلالية الحرم الجامعي وابعاده عن النشاط السياسي، وهذا ما ولد فراغاً كبيراً بل هو احدث شرخاً واسعاً بين الطلبة والادارة بسبب ابعاد ممثليهم عن ممارسة دورهم في الدفاع عن قضايا الطلبة المشروعة.
" طريق الشعب" اجرت هذا الحوار مع سكرتير الاتحاد السيد طلعت كريم للحديث عن دور الاتحاد ومكانته بين الطلبة وايضاً عن الحراك الطلابي الاخير والنتائج التي وصل اليها.
تمر هذه الايام الذكرى 68 لتأسيس اتحاد الطلبة العام، وبأعتبارك سكرتيراً للجنة التنفيذية ، ما هي استعداداتكم للاحتفال
في هذه الذكرى.
- ذكرى تأسيس الاتحاد تمثل لنا محطة تقييم وتجديد للعمل بغية تحقيق الاهداف التي نناضل من اجلها وتحقيق شعارنا " في سبيل حياة طلابية حرة ومستقبل افضل " الذي رافق عمر الاتحاد منذ لحظة التاسيس في 14 نيسان 1948 في مؤتمر السباع الخالد الذي حضره مئات الطلبة الذين مثلوا مختلف المرافق الدراسية ليسطروا ملحمة نضالية مهمة في تاريخ العراق السياسي، اذ تحدى الرعيل الاول من الخالدين السلطة وعقدوا بشكل علني اول مؤتمر طلابي واسع، وحينها تمت بلورة الاهداف والبرنامج الذي نسعى إلى تحقيقه. وتأتي الذكرى ونحن نواصل النضال ونسعى ونحرص في ظل الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية الصعبة التي يمر بها بلدنا إلى اظهار الخصوصية لهذه المناسبة في كل الوسائل والفعاليات.. واليوم يستعد الزملاء والزميلات في بغداد وعموم المحافظات لإحياء هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا وقلوب كافة بإمكانات الطلبة والوسائل المتاحة لهم رغم بساطتها فتجد الزملاء حريصون على إحياء هذه الذكرى من خلال العلاقات الطيبة مع الاصدقاء والمؤازرين في توفير الاجواء التي تساعد على القيام بفعاليات تتناسب وهذه الذكرى العطرة.
 لماذا لا نجد دوراً كبيراً للاتحادات الطلابية على الساحة التعليمية والتربوية بعد 2003 خصوصاً؟
 خرج العراق من نظام شمولي دكتاتوري سيء العلاقة مع التنظيمات الطلابية والنقابية وكل الحياة السياسية ولكونه اي النظام السابق لم يدخر جهداً في محاربة كل فصيل وتيار ونقابة واتحادات مهنية ديمقراطية.. لهذا كانت هناك قطيعة امتدت لعقود طويلة وحين ولى الدكتاتور الى غير رجعة، وبسبب طبيعة التغيير والخراب الذي تمثل بانهيار تام لمؤسسات الدولة عقب الغزو الخارجي وطبيعة المرحلة الانتقالية التي لم نلمس منها اي تعزيز للبناء المؤسساتي والديمقراطي، فكان نصيب العمل الاتحادي المهني التضييق والمنع، اضف الى ذلك ان قادة البلد استمروا في العمل بالقرارات التي اصدرها النظام المقبور ثم الحقت باصدار قرار مجحف رقم 8750 جمد فيه اموال الاتحادات والنقابات.. غير هذا انتهجت الكتل السياسية المحاصصة كوسيلة للحكم وابتعدت الحكومات المتعاقبة عن الفهم الحقيقي والتصور الواضح في تطوير التعليم وفهم المرتكزات التي من شأنها دعم ورفع المستوى العلمي والتربوي في العراق. ومن اهم المعايير لذلك هو اعطاء الحق للطلبة في اختيار التشكيل الطلابي الذي ينسجم مع تطلعات الطلبة ويتبنى الدفاع عن حقوقهم.
 كيف ينشط اتحادكم وكيف يعمل بين صفوف الطلبة في ظل المنع الحكومي لعمل الاتحادات والمنظمات الطلابية؟
 في الواقع ان عمل الاتحاد لم ينقطع في احلك الظروف واسوئها بل استمر بكوادره وتنظيمه الطلابي في النشاط عبر جميع السبل والوسائل المتاحة وضل قريباً من الطلبة وتبنى مطالبهم الحقيقية ونسج علاقات بين الزملاء والتدريسين. وفي الواقع ان قرار منع عمل الاتحادات يخرق الدستور الذي قال بالحق في تأسيس الاتحادات والمنظمات والانضمام اليها، لذا يتجه نضالنا اليوم بموازاة العمل على تنبي مصالح الطلبة الى تنبي مطلب حرية العمل الطلابي المهني، هذا المطلب الذي لاقى الكثير من الرفض غير الواضح والذي عرض الكثير من زميلاتنا وزملائنا الى مضايقات كثيرة.. ومع ذلك فإن نشاطنا مستمر ولدينا برنامج يستوعب كل القضايا التي نريد ان نعمل عليها، ففضلاً عن تبني مطالب الطلبة هناك فعاليات ثقافية ومبادرات وحملات.
 الان في أدراج البرلمان مسودة لقانون الاتحادات الطلابية هل اطلعتم على هذه المسودة، وهل من جهود ضاغطة كي يشرع هذا القانون ؟
 سمعنا عن مسودة ولم نطلع عليها وكنا من الداعين الى تشريع قانون ينظم عمل الاتحادات وكان الاجدى بمن يفكر في مشروع كهذا سواء الحكومة او البرلمان العودة الى الطلبة و ممثليهم او الاتصال بالاتحادات العاملة للمساهمة في صياغة القانون. نحن نريد قانونا يتيح الحق للطلبة بتأسيس المنظمات والجمعيات والاتحادات الطلابية والعمل في صفوفها، ونحن كاتحاد نسعى الى عقد مؤتمر طلابي عام يشترك فيه كل من له صة بقطاع التعليم من الجهات الحكومية والطلابية وكذلك الاكاديميين والاساتذة، لوضع ستراتيجية لنهوض بواقع التعليم والتربية.
 لماذا لا نجد حضوراً واسعاً للطلبة في الاحتجاجات الجماهيرية التي اندلعت في نهاية تموز 2015
منذ اندلاع الاحتجاجات اشترك جمهور كبير وواسع من الشباب والطلبة، اي منذ 31 تموز الماضي وسبقه في احتجاجات 2011 ومازال الكثير منهم منخرط فيها، نعم انه لم يكن للطلبة حضور يعبر عنهم كطلبة بالتحديد لكن الكثير من الطلبة كانوا حاضرين ورفعوا شعارات المطالبة باصلاح النظام السياسي ومحاسبةالفاسدين وتوفير الخدمات ، وان تحقيق هذا المطالب سينسحب بالتأكيد على القضايا التعليمية كونها جزءا من النظام السياسي. وفي هذا الصدد فأن حضور الطلبة عبر عدد من الناشطين في التنسيقيات وكانوا مساهمين بصورة فعالة في الحراك الجماهيري.
 اندلعت مؤخراً المظاهرات الطلابية والتي اطلق عليها في بداية الاندلاع ثورة القمصان البيض ما هي العوامل التي دعت الى انطلاق هذه المظاهرات؟
كثيرة هي العوامل. والطلبة هم اكثر الفئات التي يقع عليها تأثير الواقع السياسي المزري ولا بد من الاشارة مجدداً الى ان نظام المحاصصة همش الشباب والطلبة وأبعدهم عن اداء دورهم في صناعة القرار واضعف تواجدهم في مؤسسات الدولة، وبالتالي غيبت هذه الشريحة من ان تأخذ الدور الحقيقي. فالطلبة يعانون بشكل مستمر تردي الاوضاع التعليمية والتربوية وهناك مشاكل تتعلق بالحريات الطلابية وفرض هيمنة اطراف غير معنية بالتعليم، فضلاً عن المشاكل في طرق التدريس والمناهج، اضافة الى تردي الاقسام الداخلية وسوء الخدمات وعدم القدرة على استيعاب اعداد الطلبة والمتخرجين. كل هذا وغيره يجعل شرارة اندلاع الاحتجاج متوقعة في اي وقت بوجود وعي كاف، ونحن نشجع ونحث على الاحتجاج بطريقة سلميه ونحرص على ان لا تؤثر على مسيرة التعليم.
 هل انطلقت الاحتجاجات بصورة عفوية ام هناك محرك تنظيمي لها؟
 لاتوجد عفوية بالمعنى الحرفي للكلمة بل هناك الكثير من التراكمات والاحتجاجات حيث لم يمر عام دراسي من دون ان يكون هناك احتجاج وتظاهر في هذا المرفق وفي تلك الجامعة او الكلية. كما قلنا فالعملية التعليمية في العراق تعاني تركة ثقيلة وسوء ادارة ونهجا خاطئا وهناك حاجة تزداد يومياً الى ايجاد طرق بديلة عن المتوفر. والاحتجاج اتخذ اشكالاً وصيغاً مختلفة للتعبير.. وهنا العفوية والتنظيم يلازمان بعضهما.
 ما هي ابرز المطالب التي خرج الطلبة لأجلها وما هي الشعارات المرفوعة؟
 المطالب كانت واضحة ولم يكتنفها الغموض او شيء غير عقلاني او خارج قدرة وامكانية المؤسسات التعليمية، بل كلما رفعت شعارات ملموسة وحاجة ماسة للطلبة زاد تعذر وتملص الادارات عن تنفيذها وتلقي باللوم على القرار السياسي فلا يوجد شعار لم يكن في محله ومن صميم الحاجة رفعت شعارات الخدمات، المنحة الطلابية والمماطلة في توزيعها، الاقسام الداخلية ورداءتها، اصلاح التعليم والمنظومة القائمة عليه التي اعتمدت نهجا خاطئا زاد من تردي الواقع التعليمي وانعكاسه بالتاكيد على الواقع الطلابي بشكل كبير
برأيك لماذا لم تتسع التظاهرات الطلابية وها هي تقل او تنتهي بعد شهر تقريباً من اندلاعها.
الاجواء الدراسية لها طبيعتها المعروفة وهي مليئة بالحياة والاندفاع والامل والحيوية والطموح هو سلاح الطلبة في النظر بجانب التفوق والحرص على استمرارهم في تحصيل العلم والمعرفة. وهذا يدل على رغبتهم الشديدة في أجواء دراسية مناسبة. القول انها تنتهي ليس صحيحاً بل هي تستمر حيث لا تزال الكثير من الامور التي لم تحققها الاحتجاجات رغم ما انجز في بعض منها على مستوى بعض طلبة الكليات والمعاهد ويلاحظ الطالب ويشعر الان ان استمرار الاوضاع بشكل ترقيعي من دون رغبة حقيقية في الاصلاح وتنفيذ مطالبهم العادلة سيجعل من قادم الايام فورة جديدة واحتجاجات اكثر ولكن هذه المرة ستكون اوسع واكثر تنظيما.
 في بداية انطلاق التظاهرات اتخذت الجهات الحكومية عددا من الاجراءات قيل انها ترقيعية، هل اكتفى الطلبة بهذه الاجراءات؟
 رفض الطلبة القرارات الارتجالية التي اتخذت من قبل الجامعات والكليات، وما يدل على ذلك ان الطلبة ارتدوا الزي الابيض في جميع التظاهرات وهذا يدل على رفض التسويف الذي حصل حيث اذ سعت الجامعات الى اعطاء صورة بأن التظاهرات خرجت من اجل الغاء الزي الموحد. فالمحتجون قابلوا هذا الاجراء واصروا على معنوية اللون الابيض ورفعوا شعار ثورة القمصان البيض.
ما هو دور اتحادكم في هذه التظاهرات وهل هناك جهات طلابية منظمة مهنية مساهمة معكم؟
 كانت مساهمة الاتحاد كما قيمها اجتماع اللجنة التنفيذية الاخير مساهمة مهمة في تحريك الاحتجاجات الطلابية كون الاتحاد ساهم مع بقية الناشطين في صياغة البيانات والشعار وربط الاتحاد المطالب الموحدة وعمل على التنسيق بين مختلف المرافق الدراسية التي يحتج طلبتها كون المطالب موحدة، كما انه ساهم في نشر اخبار الاحتجاجات والبيانات اولاً بأول وهذا ليس بالشيء الجديد كون الاتحاد ولد ليعمل بين صفوف الطلبة.
 هل ستستمر الاحتجاجات الطلابية خصوصاً نحن نقترب من نهاية العام الدراسي الحالي؟
 من غير الممكن طبعا فالمراحل الدراسية مختلفة والظروف تختلف من قسم الى كلية ومن جامعة الى اخرى ومع ذلك كل شيء يمكن ان يتحول الى احتجاج وصورة للتعبير فطلبتنا اليوم اكثر ادراكا ووعيا بالدور الذي عليهم ان يلعبوه .
 اتحادكم ضمن مجموعة من الاتحادات والمنظمات والشخصيات الناشطة طالبوا في بداية بتشكيل الحكومة الحالية بأبعاد اربع وزارات عن المحاصصة الطائفية ومنها وزارة التعليم والتربية...ما هي الصفات التي ترتأون ان تكون لدى وزيري التعليم والتربية؟
الكفاءة والمهنية والبرنامج الواضح الذي يرتقي الى العلمية والتخطيط والمنهج الواضح وابعاده عن المحاصصة الطائفية فهي اس البلاء على البلد وأضرت بالتعليم بشكل كبير جدا
هل لديكم ورقة اصلاحية ... ما هي القضايا الملحة التي تريدون ان تعمل على تنفيذها الوزارة؟
 خرجت مؤتمراتنا السابقة واخرها المؤتمر العاشر الذي انعقد في نهاية كانون الثاني من العام 2015 بورقة تخص الواقع الطلابي شخصت الكثير من السلبيات ووضعت الكثير من المعالجات وان كنا نريد الاصلاح فنظرتنا واسعة ومتعددة ولايمكن التركيز على شيء محدد فالمشروع الذي يتناول الاصلاح يجب ان يكون واسع الطرح والاستعراض في التشخيص والمعالجة وهذا مايميز مشاريعنا وورقة الواقع الطلابي وقمنا بالاعلان عنها في قنوات الاعلام ووزعت نسخ منها على الوزارتين وفي النية التحرك بشكل اكبر والقيام بزيارات على كافة المستويات فالورقة هي حصيلة اراء ومقترحات اكاديمين ومختصين واساتذة وطلبة.