غالي العطواني
بحضور عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي محمد جاسم اللبان، وحشد من المثقفين والناشطين المدنيين، ضيف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، صباح السبت الماضي، عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الكاتب حسين الجاف الذي ألقى محاضرة بعنوان "المقاهي التراثية الوطنية في بغداد.. مقهى الشهيد فهد انموذجا".
أدار المحاضرة الشاعر فاروق بابان، الذي قدم السيرة الذاتية للضيف المحاضر، وعرض لأهم أهم مؤلفاته وترجماته.
(وما تعرض له من ملاحقة وسجن على أيدي أزلام النظام الدكتاتوري المباد، بسبب انتمائه لوطنه).
بعد ذلك تحدث الجاف عن "مقهى فهد" قائلا: "في عام 1959 وبعد شهور من انتصار ثورة 14 تموز المجيدة، وعلى بعد أمتار من مبنى جريدة "اتحاد الشعب" الكائن في شارع غازي (الكفاح حاليا)، ظهرت مقهى صغيرة كانت في الأصل مخبزا تابعا لرجل كردي اسمه ابراهيم المندلاوي، وقد حوّله إلى مقهى أطلق عليها اسم مؤسس الحزب الشيوعي العراقي الشهيد الخالد فهد".
وأضاف إلى ذلك قائلا: "أصبحت مقهى فهد وقتذاك نقطة مهمة للقاء المثقفين والأدباء والشرائح العمالية والفلاحية الثورية، إلى جانب مجاميع أخرى من طلبة الجامعات والمدارس الثانوية".
وتابع الجاف قائلا: "كذلك اختلفت إلى المقهى مجموعات من الرموز الوطنية الكردستانية ومن أرياف الجنوب، كان بينها قاسم جلاب من الديوانية، والشيخ معروف البرزنجي من كركوك، والاستاذ عز الدين مصطفى رسول".
وأوضح المحاضر ساعات الذروة في المقهى كانت تبدأ بعد الثالثة عصرا. إذ كان يتوافد عليها العشرات، بل ربما المئات من روادها القادمين من مختلف أطراف بغداد والمناطق المحيطة بها، وكان معظمهم من الديمقراطيين والشيوعيين وأنصارهم، كردا وعربا وتركمانا وسريانا. ولم تكتظ تلك المقهى بروادها حد الاختناق وحسب، بل شمل ذلك الأرصفة الملاصقة لها، حيث كانت توضع (الكرويتات) الخشبية والكراسي على الأرصفة، وتفرش الأرض (بالحصران) لتسع أكبر عدد من الرواد".
ولفت الجاف إلى ان المقهى أصبحت علامة وطنية بارزة في بغداد، مشيرا إلى ان صاحب المقهى تعرض للتعذيب والتهديد مرات عديدة من قبل النظام الدكتاتوري المباد، رغم انه لم يكن منتميا للحزب الشيوعي العراقي.
وعلى هامش المحاضرة قدم عدد من الحضور مداخلات وأسئلة، وهم كل من الباحث رفعت مرهون الصفار، الشاعر عريان السيد خلف، الفنان حسين السلطاني، الشاعر ألفريد سمعان، السيد عبد القادر حسين، السيد جاسم يونس، والإعلامي عباس الكعبي.