- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الخميس, 11 كانون1/ديسمبر 2014 18:57
كتابة / اديسون هيدو
تصوير / كامل حميكا
اقام البيت الثقافي العراقي وجمعية المرأة العراقية مساء يوم الجمعة الخامس من ديسمبر / كانون الاول 2014 وعلى قاعة البيت امسية حوارية لمناقشة موضوع ما تسمى ( الدولة الاسلامية في العراق والشام ) والمعروفة بـ (داعش) وتداعيات دخولها للعراق وسيطرتها على اجزاء واسعة من اراضيه ومدنه وقصباته في آب الصيف الماضي 2014، بمساندة فصائل أخرى متطرفة، وأتباع النظام المقبور من البعثيين ومن لف لفهم، أدت نتائجها الى تعميق الانقسام الطائفي، وتنامي قوة الحركات الإسلامية المسلحة، وتدفق اعداداً كبيرة من اللاجئين على المناطق الشمالية الاكثر أمناَ وعلى دول الجوار .

حضر الندوة التي أدارها الزميلان علي الراعي ومحي العبيدي، جمع من مثقفي الجالية العراقية في مدينة كَوتنبيرغ السويدية من ناشطين سياسيين ومهتمين بالشان الوطني العراقي، الذين قدموا افكاراَ ووجهات نظر ومداخلات قيمة عن الارهاب عموماَ في العالم وفي منطقة الشرق الاوسط والعراق تحديدا، والتي ركزت جميعها على موضوع تنظيم (داعش) الارهابي وأصوله ومسارات تأسيسه، ونشأته وممارساته واهدافه وارتباطاته، باعتباره تنظيماَ اثار جدلا طويلاَ منذ ظهوره الاول في سوريا لتضارب المعلومات حول منشأه، فمنهم من اعتبره أحد فروع تنظيم القاعدة، وفئة اخرى تراه تنظيماَ مستقلاَ يسعى لاقامة الدولة الاسلامية، وثالثة تراه صنيعة اميركا، أو صنيعة النظام السوري لضرب المعارضة وفصائلها فيه، وغيرها من التكهنات ووجهات النظر المختلفة، التي اتفقت جميعها من خلال رؤيتها ومشاهداتها للمعطيات التي ظهرت من على مسرح عملياتها الاجرامية على انه تنظيم مسلح ارهابي يتبنى الفكر السلفي الجهادي (التكفيري).
ظهر كقوة متطرفة مع غيره من التنظيات الاسلامية الاصولية بعد انهيار المعسكر الاشترلكي في العالم وانفراد القطب الواحد اميركا وتحكمها بمقدرات الدول وشعوب العالم، يهدف المنضوون اليه الى إعادة ما يسمى بـ (الخلافة الاسلامية وتطبيق الشريعة)، وعلى الرغم من انه تنظيم حديث الظهور على الساحة الا انه ليس بتشكيل جديد، تعود اصوله الى العام 2004 حين شكل الارهابي أبو مصعب الزرقاوي تنظيماَ أسماه (جماعة التوحيد والجهاد) معلنا مبايعته لتنظيم القاعدة، ليصبح من بعدها ممثلا لها في المنطقة من خلال ما سمي بـ (تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين)، الذي برز ابان الاحتلال الاميركي للعراق على انه تنظيم جهادي ضد القوات الاميركية، الأمر الذي جعله مركز إستقطاب للشباب العراقي الذي يسعى لمواجهة الإحتلال الأمريكي لبلاده، سرعان ما توسع نفوذ التنظيم ليصبح من أقوى الميليشيات المتطرفة المنتشرة والمقاتلة على الساحة العراقية، الى عام 2006 حيث تم القضاء على الزرقاوي في عملية استهدفت مقره، ليتم بعدها تشكيل تنظيم عسكري آخر جمع كل الشكيلات الاصولية المنتشرة على الأراضي العراقية، وهو الدولة الاسلامية في العراق بزعامة ابو عمر البغدادي، وبعد مقتله هو الاخر اختير ابو بكر البغدادي خليفه له ليصبح اميراَ لما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)
وفي سرد مختصر لاحد الحاضرين عن تنظيم (داعش) اشار قائلاَ ( للدولة الإسلامية في العراق تاريخ دموي طويل، فمنذ تولي أبي بكر البغدادي زعامة هذا التنظيم قام بتنفيذ عدد كبير من العمليات والهجمات الإرهابية التي حصدت ارواح الآلاف من العراقيين من رجال الجيش والشرطة والمواطنين، وتبنى اكثر من 100 هجوم انتحاري، وعدة عمليات في العراق كعملية البنك المركزي، ووزارة العدل، واقتحام سجني أبو غريب والكوت وغيرها، وتحت قيادة البغدادي، فقد نمت داعش بشكل ملحوظ، وحصلت على الدعم في العراق بسبب التمييز الاقتصادي والسياسي ضد العرب السنة العراقيين كما يزعمون، حيث استطاعت خلال ساعات من الاستيلاء على العديد من المدن المحاطة بموقع البترول، وعلى مساحات شاسعة غرب البلاد تمتد من محافظة نينوى وقصباتها ومدنها، مروراً بمدن وبيجي وتكريت وسامراء والفلوجة إلى الجنوب على مقربة من العاصمة العراقية بغداد، بالاضافة الى تحكمها في بعض القواعد العسكرية ومواقع المدفعية وبعض طائرات الهليكوبتر، حيث أن هدفهم التالي هو مدينة كركوك الواقعة على بعد 200 كم شمال بغداد الغنية بالنفط، بعد ان تجاوز عددهم الان حسب مصادر اعلامية عالمية الى حوالي 30000 مقاتل إضافة إلى جيش من المتطوعين .
وقد تم طرح سؤال من خلال الحوارات المكثفة والنقاشات وهو هل يستطيع العراق المقاومة ؟ وماهي السبل الكفيلة لمحاربة داعش والقضاء عليها او اخراجها منه ؟ في ظل التطورالملحوظ للتدهورالامني والفوضى الذي تعاني منه البلاد، والصراعات السياسية والتوترات الطائفية بين السنة والشيعة إضافة إلى الصراع في سوريا، وكذلك تم مناقشة دور الاحزاب الوطنية واليسارية والمثقفين والناشطين السياسيين ومنظمات المجتمع المدني والاعلام في المهجر في التصدي والوقوف ضد كل من يسعى للترويج للفكر الطائفي والسلفي والجهادي التكفيري ويسانده، والسبل الممكنة لدعم شعبنا في الداخل، وغيرها من المواضيع المهمة التي تخص موضوع الارهاب وداعش التي اغنت الجلسة كثيراَ .
شكرا للبيت الثقافي العراقي وجمعية المرأة العراقية على اقامة هذه الندوة والى المزيد منها مستقبلاَ