- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأحد, 21 كانون1/ديسمبر 2014 19:20

لهم المجد وجميل الذكرى، انهم معلمونا وأساتذتنا ومربونا.. وهم من أورثنا تأريخا زاخرا بالبطولات والأمجاد. وعلمونا كيف نحافظ على هذا الأرث المجيد.. وكيف نواصل المشوار حتى تأذن لنا الحياة لنسلم الأمانة لمن سيخلفنا ويواصل الطريق حتى تتحقق الأهداف والغايات السامية في عراق خالي من البؤس والظلم والأضطهاد والجوع والجهل والمرض. عراق لا وجود فيه لاستغلال الانسان لأخيه الانسان، عراق حر وسعيد.
وهذه نص الرسالة التي قمت بنقلها من علي اليساري.. ولكني لم أستطع استنساخ الصورة المرفقة مع الرسالة التي تم نشرها. فعذرا للصديق علي اليساري.
رسالة من نقرة السلمان
هذه الرسالة وجدتها مع مقتنيات والدي ايام سجن نقرة السلمان عندما تم نقلهم في قطار الموت ورغم المأساة لم يتنازلوا عن الحياة والأمل بغدٍ أجمل.. وإليكم نص الرسالة:
زوجتي الحبيبة تحية شوق وحنين
حبيبتي قبل عام غيبتني عنك عشر صحارٍِ. وقد كان وجهك الباسم في عيوني . وبعد أن ابتلعتني أفواه الوحش الأسود ذي الأنياب السوداء ..أخذت أعيش على أمل لقيآك على شرفات الخيال في نجمة أرى فيها وجها مثل وجهك .فحينها أضم بريق النجمة بأذرع إحساسي وتتجه أحرفي راكضة عبر النار لتصل الى أناملك الزجاجية ..لتلتهمها عيناك ..وانتظر عودة الجواب الذي تحمل أحرفه حرارة الأنفاس المتكسرة على الشفاه . فيكبر وجهك ويكبر الى ان يمسي بحيرة تطفو عليها خدودك كالزنابق وردية مشبعة بالحمرة فتعانقك أنفاسي وأعود في الليل الطويل من رحلة الخيال البراقة الجدران متعبا بعد ان حصدت جدائل الليل اشجار الحناء لأرش بها الصحاري العشر حتى لا تدمي اقدامك الريح والشوك وازرع الريحان على شرفات المغيب حتى تهيم نفسك، روحك دوما في جواري. ان خيالي دوما يحضر للقياك تحت ظلال غابات النخيل التي يقطر من سعفها لون شمس الشروق. اني دوما احصد الليل وانا ممتط جوادي الذي عرفه دم. واضعاً جدائل الليل تحت الوسادة لعله يدعني اشم فيه رائحة شعرك العزيزة الى نفسي يا اغنية عمري الخضراء. اني مشتاق للعودة على اجنحة الشمس على ظهر مهرة حشيشية الشعر الى ذلك الحب الذي لم اسبر غوره إلى الان في هذي الصحاري التي لا عمل لنجومها الا التفاخر بالعيون الزجاجية ولا عمل لها الا سرقة جدائلك والتلويح بها لي في كل ليلة.
عزيزتي استلمت رسالتك التي تتكلمين فيها عن الجنية وعن أقراطها وعن رغبتها في القلائد والخرز . وتمنيت لو اني قريب منها لغمرتها بكل شيء طفولي.
أرجو ان يكون سفرك مع بعض العوائل القادمة ألينا ليسهل عليك السفر طبعا بعد اخذ موافقة الحاكم العسكري .. ولكني ارى ان تنتظري فترة أخرى تكون فيها المواجهة طويلة، لان المواجهة الآن 6 ساعات فقط اي بقدر المسافة بين السماوة والنقرة.
المخلص زوجك الملازم الطيار عدنان السامرائي .
5/8 /64