معرض للآثار "من آشور إلى أيبيريا" في نيويورك / أسامة عبد الكريم

افتتح أخيرا على إحدى قاعات قسم فن الشرق الأدنى القديم في متحف متروبوليتان للفنون بمدينة نيويورك، معرض للآثار بعنوان "من الإمبراطورية الآشورية إلى أيبيريا "
ضم المعرض مجموعة كبيرة من مقتنيات فنية تعود للألفية الأولى قبل الميلاد، وإلى مناطق عدة من شمال بلاد ما بين النهرين وصولا إلى شبه جزيرة أيبيريا وأوربا الغربية. والأعمال عددها 260 قطعة، وبأحجام مختلفة، جُمعت من ٤١ متحفاً بـ ١٤ بلدا في أوربا الغربية والقوقاز والشرق الأوسط وشمال أفريقيا والولايات المتحدة الامريكية.
وجاءت من بين المقتنيات أعمال جسدت فترة انتقال السلطة إلى البابليين والميديين عقب نهبهم نينوى (العاصمة الآشورية) عام ٦١٢ قبل الميلاد، ورافقت كل عمل تعليقات تعرف بتاريخه وتشرح رموزه.
كذلك جاء بين الأعمال تمثال ضخم للملك الآشوري آشورناصربال الثاني (٨٨٣ ـ ٨٥٩ قبل الميلاد)، وقد عكس التمثال اسلوب فن النحت لدى الآشوريين من المبالغة في الهيئة البشرية مع ضبط تفاصيل الرأس لإظهار الجانبين وإبراز الأنف والعيون، وهناك أعمال سميت بـ "حراس الأبواب"، وهي تجسد هيئات الأسود والحيوانات الخرافية المجنحة، فضلا عن الجداريات التي ترمز رسومها إلى المعارك والصيد. اما الاشكال البشرية فيطغي عليها الجمود والتجرد من الملبس والشعر والذقن.
المشرفة على المعرض جوان عروس تقول ان الاعمال المعروضة تأخذ المتلقي إلى رحلات عبر قرون تاريخية طويلة، منذ انتهاء العصر البرونزي الى العصر الحديدي، ومن قلب قصور نمرود ونينوى في شمال وادي الرافدين الى الجزر الفينيقية وإتروريا وسردينيا وأيبيريا، مضيفة ان الاعمال تزخر بالأدلة المادية عن الرحلات الاستكشافية واللقاءات بين الشعوب.