- التفاصيل
-
نشر بتاريخ السبت, 28 آذار/مارس 2015 09:53
اديسون هيدو

اقام البيت الثقافي العراقي وجمعية المرأة العراقية مساء السبت الحادي والعشرين من مارس / اذار 2015 وعلى قاعة البيت، حلقة جديدة من حوار الطاولة المستديرة لمناقشة موضوع (عملية تحرير تكريت .. دراسة الواقع الراهن وتأثيره على مستقبل العراق السياسي والاجتماعي )، ادارها الزميل علي الراعي، وحضرها جمع من مثقفي الجالية العراقية في مدينة كَوتنبيرغ السويدية من ناشطين سياسيين ومهتمين بالشان الوطني العراقي .
في البداية رحب الزميل الراعي بالحضور الكريم مثمناَ تجربة الطاولة المستديرة التي تساهم في تسليط الضوء على ما يجري في الوطن، وتقريب الصورة وايصالها الى ابناء الجالية العراقية في السويد، مقدماَ نبذة مختصرة عن ما الت اليه الاوضاع بعد العاشر من حزيران العام الماضي، ( واعتبار هذا التاريخ نقطة تحول كبرى في مسار العراق السياسي والاجتماعي، عندما سقطت مدينة الموصل ثاني اكبر مدن العراق ومن ثم معظم المنطقة الغربية واجزاء واسعة من محافظة ديالى بعد اجتياح عصابات ما يسمى بدولة الخلافة الاسلامية في العراق والشام المعروفة باسم ( داعش ) ووصولها الى تخوم بغداد في ظل انهيار تام للجيش العراقي وهروب جميع القادة العسكريين والمسؤولين الحكوميين في هذه المناطق الى الأقليم، مما افرز حالة جديدة واوضاعاَ استثنائية في العراق تمثلت بنقاط عديدة اهمها ..
ــ سقوط ثلث مساحة العراق بيد داعش وحلفائها البعثيين والقاعدة ومن لف لفهم، مما اعطى مؤشرا واضحاَ بان النسبة الأكبر من التنظيم هم من العراقيين السنة، بسبب سياسات التمييز الطائفي والتهميش المتعمد التي مارستها الحكومات العراقية السابقة بحقهم بالاضافة الى غيرها من الاسباب، ومخاطر محاولات تقسيم العراق الى ثلاثة مناطق شيعية وسنية ومنطقة للأكراد .
ــ بروز الاكراد ودورهم في الاحداث، باعتبارهم القوة الوحيدة التي بقت في المنطقة تقاوم العصابات المسلحة ، فقاموا بموجبها ضم محافظة كركوك واجزاء كبيرة من سهل نينوى او ما سمي بالمناطق المتنازع عليها الى اقليم كردستان، معلنين بان قانون 140 اصبح من الماضي .
ــ ممثلو المكونات العراقية اعطوا لنفسهم الحق لطلب العون والمساندة من القوات الاميركية للتدخل عسكرياَ ( جوياَ وبرياَ ) لايقاف امتداد داعش وتحرير المناطق التي تسيطر عليها .
ــ تدخل ايران بشكل واسع من خلال الامداد بالسلاح والخبراء والقادة الميدانيين في اقليم كردستان وكل مناطق القتال بموافقة ضمنية من الولايات المتحدة الاميركية .
ــ تشكيل جبهة واسعة للتحالف الدولي، مع محاولات للضغط على تركيا ودول الخليج لأيقاف دعمها لداعش، ومحاولات أخرى متباينة لتشكيل حرس وطني من ابناء المناطق الغربية والعشائر، واصدار السيستاني لفتواه باعلان الجهاد، تشكلت على اثرها قوات الحشد الشعبي التي حققت مع بقايا القوات العسكرية والداخلية والأمنية تقدماَ واضحاَ في المناطق المحتلة، اوقفت بموجبها اندفاعات داعش وأخذوا زمام المبادرة منهم، واستطاعوا من طردهم من محيط بغداد وسامراء، ليبدأو من بعدها عملية تحرير تكريت التي مازالت المعارك فيها جارية بعد ان فقدت داعش زخمها وبدأت تنهزم من بعض القرى والنواحي والقصبات، في الوقت الذي حققت فيه قوات البيشمركَة تقدماَ واضحاَ بعد دفاعها عن كركوك
المحاور اعلاه وغيرها كان موضوع النقاش في حلقة الطاولة المستديرة التي شارك فيها الحضور بمداخلات قيمة، عبروا فيها عن افكارهم ووجهات نظرهم ورؤاهم التي تركزت جميعها حول الصراع الطائفي السني والشيعي، وموقف دول الجوار ايران وتركيا والسعودية ودول الخليج عامة في تأجيج هذا الصراع، ومحاولات تقسيم العراق ودوافعها، واعتبار اميركا اللاعب الرئيسي في كل ما يجري كونها هي التي خلقت هذه العصابات الارهابية، وموضوع الحاضنة السنية في المنطقة الغربية، ودور السياسيين العراقيين والاحزاب الوطنية وقوى اليسار والديمقراطية وموقفها من كل ما يجري في العراق، ومن ثم موضوع الدستور، والبرنامج السياسي للكتل المشاركة في العملية السياسية، موضوع دعوة التفاوض مع داعش، ودور الجانب السني وقواه العسكرية في المشاركة في معارك التحرير، وغيرها الكثير من المواضيع والمحاور المهمة المتعلقة بمجمل ما يجري في الوطن الان من احداث وتداعيات سياسية وامنية وعسكرية .