كثيرون يستحقون الشهادة / خدر ديرو حسن

بدأت رحلة الهروب من تنظيم داعش التكفيري والنزوح الجماعي لكافة الايزيديين من مجمعاتهم الى اقليم كوردستان لايجاد مكان آمن لهم ولجأ عشرات الآلاف من الايزيديين الى جبل شنكال واضطر هؤلاء للبقاء اياما وليالي في الجبل تحت اشعة الشمس الحارقة وسط درجات حرارة مرتفعة تصل الى (50) درجة مئوية في النهار وتتدنى في بعض الليالي الى ما دون الصفر المئوي .
وقضى والكثير من الاطفال والمرضى والمعاقين من الجوع والعطش في رحلة الهرب من داعش ؛ وحفر النازحون في جبل شنكال قبورا جماعية بأيديهم وذلك للعديد من النازحين الذين قضوا نحبهم .
كان النازحون يسيرون في طرق وعرة ؛ وهم محاصرون بين مطرقة داعش وسندان الجوع والعطش والمرض والطقس السئ .
وان الكثير من النازحين الذين كانوا على سفح الجبل حيث كانوا لا يجدون طعاما ؛ وكانوا يأخذون من اوراق الاشجار والحشائش وثمار الفواكه غير الناضجة لسد رمقهم وتقاسم قطرات الماء ؛ وكان من الصعوبة البالغة لدى الكثير من النازحين ايجاد هذه القطرات من الماء؛ وجميع ملابس النازحين رثة ومتهرئة بسبب الطين والغبار والتراب التي تراكمت فوق ملابسهم ومن دون ان يتمكنوا من غسيلها.
وان معاناة النازحين تزداد خاصة في الليل وخاصة مع ارتفاع اصوات الاطفال وهم يبكون من شدة الجوع والعطش وشدة البرد.
تعرض الايزيدون الى القتل والتهجير والتطهير العرقي على يد ازلام الدولة الاسلامية ونحن في القرن الحادي والعشرين وامام انظار العالم اجمع وتم بيع امهاتنا واخواتنا وبناتنا وترقيق اطفالنا وذبح شبابنا واصبحنا ايتاما للعصر.
بعد وصولنا الى اقليم كوردستان فأن الكثير من النازحين لم يجدوا خيما او مكانا ليأويهم من حرارة الصيف ؛ نعم كانت ايام النازحين عصيبة حيث لا وجود لمأوى او ملبس او مسكن او مأكل اومشرب؛ وظهرت على النازحين علامات الذهول واليأس والانهاك والغضب والخوف من المستقبل والمصير المجهول .
نعم عانى النازحون ما عانوا و هم يستخدمون الاحجار وسائد لهم ويفترشون الارض ويلتحفون السماء دون ان يجدوا حتى ولو شجرة تظللهم وهم ينامون في العراء ونقص او انعدام الادوية والمستلزمات الطبية ؛ .
ان كل ما بناه الايزيديون بكل ما بناه وكذلك ما بنى الآباء والاجداد خلال المئات من السنين دمره الاشرار الدواعش خلال سويعات من الزمن.
نعم كانت معاناتنا كبيرة وتفاقمت مع بدء الشتاء حيث البرد القارس والامطار والثلوج والصقيع وان الخيم لا تصمد بوجه الامطار والبرد الشديد ؛ فأقتلعت العديد من الخيم التي يقطنها النازحون.
ولحد يومنا هذا هناك بعض النازحين لم يستلموا المدافئ والنفط الابيض للتخلص من شدة البرد ؟ انهم يتناولون وجبات طعامهم وهم يغطون انفسهم بأغطية وملابس رثة ومتهرئة خوفا من البرد .
ان كل هذه المعاناة المذكورة اعلاه واختطاف الامهات والاخوات وقتل الشباب والاطفال والمسنيين وحرق وتدمير الدور ونهب وسرقة الاموال والممتلكات والمصير والمستقبل المجهول ؛ كلها كانت السبب الرئيسي في وفاة العديد من الشباب الايزيديين والذين لا توجد في قواميسهم او موسوعاتهم او كنياتهم امراضا او او اوجاعا او آلاما (قبل النزوح من شنكال).
نطالب الحكومة المركزية وحكومة اقليم كوردستان بأدراج اسماء الشباب الذين فارقوا الحياة بعد اليوم الاسود المشؤوم( 3-8-2014) شهداءا لأنهم يستحقون ذلك اسوة بالشهداء الذين استشهدوا على ايدي وحوش داعش .