مسيرة ظافرة وعطاء متواصل / لفته عبد النبي الخزرجي

تواصلت احتفالات الشيوعيين العراقيين بالذكرى 81 لميلاد حزبهم المناضل .. الحزب الشيوعي العراقي .. وفي هذه المناسبة التاريخية العزيزة على قلوب المناضلين من أبناء وبنات شعبنا ... يتجسد أمامنا تاريخ معمد بالتضحيات .. ونستعيد ثمانية عقود من النضال المجيد في سبيل الوطن الحر والشعب السعيد ، ثمانون عاما وعاما .. مطرزة بأسماء الرعيل الأول من قادة الحزب والذين أعدمهم نظام نوري السعيد .. «يوسف سلمان يوسف – فهد – وحازم وصارم « . إن هذا السفر المعطر بالشهادة في سبيل الوطن والشعب والطبقة العاملة والكادحين والمحرومين وهذا المسار المعبد بالتضحيات والدماء في سبيل الوطن الحر و?لشعب السعيد ، وهذا الإصرار من الشيوعيين العراقيين على التمسك بحزبهم والانضواء تحت لوائه وحمايته والحفاظ عليه والدفاع عنه وعن مسيرته وعدم التهاون في رفع رايته في كل محفل وساحة ومحطة .. ليظل الحزب نخلة عراقية مزهوة بالخضرة والنماء والثمر .. نخلة تطاول الزمن في صمودها بوجه الرياح العاتية ..
الدكتور صالح ياسر وضع تعريفا بسيطا جدا للحزب الشيوعي العراقي . وهو تعريف مستوعب لظروف المرحلة بجميع تعقيداتها ، حيث يقول ( الحزب الشيوعي العراقي ، هو حزب وطني ديمقراطي يساري اشتراكي ، يناضل من اجل حقوق الطبقات والفئات الكادحة والفقيرة والمسحوقة والمهمشة وفي المقدمة منها العمال وفقراء الفلاحين وشغيلة اليد والفكر عموما .. ويسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية)1 وهذا مرهون بطبيعة المرحلة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها العراق .. وعلى مدى اتضاح الخارطة السياسية مستقبلا ، لان (الحزب الشيوعي العراقي يرى ،?ان النظام الاجتماعي والاقتصادي الذي يكفل تحقيق هدف العدالة الاجتماعية في بلادنا هو على المستوى البعيد ، النظام الاشتراكي المنسجم والواقع العراقي )2
وهذا يعني أن على الحزب الشيوعي العراقي .. وبموجب هذا الموقف .. أن يتحمل ( مزيدا من الأعباء على صعيد الصرع السلمي في جبهة الوعي ،أي ذلك الضرب من النشاط الفكري والسياسي الرفيع الذي لا تناسبه غير أوسع مساحة من الحريات والحقوق للحركة الجماهيرية وتنظيماتها الديمقراطية المستقلة )3 .
ولذلك فإن الخيار الاشتراكي .. هو خيار استراتيجي طويل المدى .. بمعنى انه خيار المستقبل البعيد ربما .. لأن ( الاشتراكية عملية حياتية وتنموية مستقبلية ومتجددة مع تجدد الحاجات البشرية وسبل توفيرها ، فهي ليست لحظة ، بل عملية بناء متدرج ومتواصل قائم على تفعيل طاقات وإبداع المنتجين الأحرار وعامة الجماهير )4 .
والأمر المهم في هذا ، هو أن الهدف النهائي ليس على المديات القريبة .. بل انه مرهون بالنضال متعدد الجبهات وبالتواصل الفعال مع ما يطرحه الواقع الملموس من تحديات وأخطار وتعقيدات .. وان المتراكم من الدروس والتجارب ، سواء داخليا أو خارجيا .. لابد أن يخضع لمعاينة تستوعب الظروف الموضوعية والذاتية كما (ويتطلب الأمر مرحلة طويلة من البناء الديمقراطي في المبادئ السياسية والاجتماعية والنضال ضد اللامساواة فيها وضد مظاهر اللاديمقراطية والتوزيع غير العادل للثروات وغير ذلك )5 .
لقد اثبت الشيوعيون خلال السنوات التي أعقبت سقوط النظام الشمولي والديكتاتورية أنهم يمتلكون تجربة نضالية رائدة، كما يحملون برنامجا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتربويا بفضاءات واضحة المعالم وبرؤية ناضجة .
وسيبقى الشيوعيون كما عهدناهم، نهرا زاخرا بالعطاء، ونخلة سامقة باسقة تطاول عنان السماء بخضرتها وزهوها وبهاء ألوانها الباذخة، ومسيرة ظافرة بالمزيد من السمو والرفعة والجلال، والمطاولة والتحدي والثبات على النهج العلمي والطريق العراقي الخاص، دون إغفال أو نسيان للتجارب التي عاصرناها وما زلنا نعاصر الكثير منها.
المجد للحزب الشيوعي العراقي في عيده الحادي والثمانين الخلود لشهداء الحزب الشيوعي العراقي والحركة الوطنية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - الحزب الشيوعي العراقي في (2.) سؤال وجواب
د. صالح ياسر / منشورات الحزب الشيوعي العراقي