شهيد الدين والجياع والعطاشى والمحاصرين / خدر ديرو الخانصوري

يقال ان الجود بالنفس اقصى غاية الجود ؛ والجود بالنفس هو التضحية وهي رتبة عالية من الايثار يقف في قمتها اولئك الذين يضحون بأرواحهم في سبيل ان يعيش الآخرون ؛ ويمنعون عنهم الموت والاذى. ومن بين الذين اتخذوا مثل هذا الموقف شهيد الايزيدياتي شهيد المحاصرين والجياع والعطاشى الشهيد البطل ميرزا ابراهيم بدل البازوئي الآلدخي (ابو فيرو).
كان يحاول انقاذ المحاصرين في الجبل من الموت ومن الخوف والجوع والعطش و كان يحسبه ذلك شرفاً وفخراً كبيراً وعظيماً ومميزاً له . واثناء تقديم الاطعمة والمياه للمحاصرين في الجبل بينما كان يسوق ساحبة زراعية ( تركتور ) انقلبت الساحبة وكان ذلك في يوم 17 آب 2014 واستشهد على اثره المغفور له المرحوم شهيد المحاصرين الشهيد ايزيدي ميرزا .
لقد بقى صامداً في الجبل يدافع عن الارض والعرض والشرف وعن الدين والمزارات الى آخر لحظة من حياته الغالية.
نعم ان الكثير من الايزيديين سطروا اسمائهم بأحرف من ذهب في التاريخ الايزيدياتي، اولئك الذين ضحوا بارواحهم وفضلوا الموت والاستشهاد على التخلي عن ابناء جلدتهم نعم انهم كثيرون..
واثناء الغزو الهمجي لخنازير الدولة الاسلامية ( داعش ) ضحى الآلآف من الشعب الايزيدي بأرواحهم من اجل البقاء على مبادئ وعادات والتقاليد الايزيدية وفضلوا الاستشهاد.
ونعتبر ذلك فخراً كبيراً لنا جميعاً بأن هناك الكثير ممن يضحون بارواحهم. وان داعش رغم وحشيتهم وهمجيتهم فقد زاد تمسكنا بديننا الحنيف ..لكن ما ضحى به الشهيد ايزيدي ميرزا يختلف كثيراً عن ما ضحى به الشهداء الايزيديون الآخرون.. انه الشهيد الذي اتصلت (انا الكاتب) به شخصياً عدة مرات قبل استشهاده وقد وعد بأن لا ولم ولن يسمح بأن يسرح ويمرح داعش في جبل الصمود والتحدي، جبل الفرمانات، جبل شنكال حسب مزاجهم الخاص الى آخر لحظة في حياته. وانه كان يفتخر بالشهادة من اجل ايصال المياه والاطعمة الى المحاصرين والجياع والعطاشى.
لقد وقف في وجه همجية وعنجهية داعش، وكان المنقذ لمئات من الجياع والعطاشى من الموت المحتم ونحن نفتخر به وسيبقى اسمه خالداً في ضمائرنا. ونطالب اهالي شنكال الكرام بتخليد اسمه عبر تسمية المنطقة التي استشهد فيها بأسمه او وضع تمثال له في مكان استشهاده ..
كان الشهيد ايزيدي ميرزا شجاعاً ومخلصاً ووفياً ومحباً لدينه وابناء جلدته وملته وشنكاله مضحياً لأجلهم وقد استطاع ان يسكت صوت الكفر والظلم من خلال تضحيته بروحه.
نبتهل الى المولى أن يسكنه فسيح جناته، وأن ينعم العالم أجمع بالأمن والسلام والاستقرار.