خمسة وثلاثون عاما على استشهاد الرفيق اسعد لعيبي منصور (ابو جنان) في بيروت

عادل حسين
في يوم 19 تشرين الاول من عام 1980 حصلت جريمة بشعة بحق احد مناضلي حزبنا الشيوعي العراقي في بيروت هو الشهيد اسعد لعيبي منصور (ابو جنان) قامت بها مخابرات المجرم صدام حسين.
كان اول يوم من ايام عيد الاضحى كنا مجموعة من الرفاق والرفيقات على موعد للخروج في نزهة الى اطراف بيروت طلبت منه ان يأتي معنا لكنه فضل البقاء في المكتب (مكتب الحزب في بيروت) حيث كنا نعمل سوية مع رفاق اخرين.
عصرا عند عودتنا من السفرة فوجئنا ان الوضع غير طبيعي , الشوارع اشبه ما تكون خالية من المارة والحركة بطيئة جدا عندها قدرنا ان هناك شيئا قد حصل وبعد دقائق معدودة عرفنا من احد الرفاق ان الرفيق "ابو جنان" استشهد في وسط بيروت في منطقة (الجامعة العربية) المكتظة بمقرات ومكاتب الاحزاب والمنظمات اللبنانية والفلسطينية وعلى مقربة من مكتب خليل الوزير (ابو جهاد) وقد حصلت الجريمة في الشارع الخلفي للملعب البلدي بينما كان الرفيق يسير مع شخص عراقي هو (محمود البحراني) عندما تفاجؤوا باطلاق الرصاص عليهم من مسدسات كاتمة للصوت من قبل مجرمي البعث ورجال مخابراته.
استقرت الطلقة الاولى في قلب الرفيق ابو جنان ذلك القلب الذي كان ينبض بحب العراق والعراقيين لتنهي حياته في حين اصيب محمود البحراني باطلاقات عدة في انحاء جسمه وتشافى منها بعد فترة .
شييع الرفيق ابو جنان تشييعا مهيبا وكان التشييع عبارة عن تظاهرة تضامنية مع حزبنا في وقتها حيث أسهم في التشييع ممثلون من كل المنظمات والاحزاب اللبنانية والفلسطينية المتواجدة في بيروت الغربية ودفن في مقبرة الشهداء في مخيم صبرا والتي تضم رفات عدد من رفاقنا واصدقائنا الذين استشهدوا او رحلوا عنا وتضم قبور بعض القادة الفلسطينيين منهم غسان كنفاني , ابو يوسف النجار ,كمال ناصر وكمال عدوان وآخرون. وفي كلمة التوديع التي ارتجلها الرفيق فخري كريم ( ابو نبيل ) لم يستطع تكملة الكلمة وبكى كثيرا لشدة وقع الحدث عليه..
نم قرير العين ايها الشهيد البطل اسعد لعيبي منصور (ابو جنان) ورفاقك يسهرون من اجل تكملة المشوار من اجل بناء عراق خال من الارهاب وكواتم الصوت,
عراق تتحقق فيه الديمقراطية الحقيقية والحرية والعدالة الاجتماعية
نبذة مختصرة عن الشهيد (ابو جنان )
الشهيد اسعد لعيبي منصور من اهالي البصرة مواليد عام 1956 كبر وترعرع فيها, انهى دراسته الاعدادية في المعقل وكان الرفيق عنصرا نشطا وقد عمل في المنظمات الديمقراطية (اتحاد الطلبة العام - اتحاد الشبيبة الديمقراطي) وكان احد كوادرها، كما كان، قبل خروجه من العراق عام 1979 اثر الهجمة الشرسة والمجرمة من البعث الفاشي على منظمات ورفاق الحزب، طالبا في معهد البتروكيمياويات بالبصرة .
كان شابا وسيما وواعدا وطموحا، له مواهب عديدة منها الرسم حيث كانت اعماله تعكس معاناة والام شعبنا العراقي وهمومه, وكذلك اسهامته في الفرقة الفنية لمنظمة الحزب في البصرة , كان هادئ الطبع خلوقا متسامحا نشطا وحيويا, يؤدي واجباته بكل اتقان وهدوء. وقد دخل دورة عسكرية في بيروت على امل الالتحاق في صفوف الانصار بكردستان , بعدها حصل على زمالة دراسية إلى الاتحاد السوفيتي في وقتها وكان يعد نفسه للسفر لكن مجرمي الفاشست أزلام البعث المقبور انهوا حياته قبل سفره.