ابدى الكثير من المواطنين تخوفهم من هطول الامطار الذي استمر خلال الايام الثلاثة الماضية، معربين عن خشيتهم من تكرار ماساة العام الماضي، حين تسببت الامطار في غرق الكثير من المناطق وسقوط بعض البيوت فوق ساكنيها، وتشريد قسم كبير من العوائل.
فقد احالت الامطار بعض احياء بغداد الى ما يشبه المستنقعات، مما تسبب في قطع بعض الطرق. فيما شهدت احياء عدة انقطاع الكهرباء عنها. علماً ان المناطق الاكثر تضررا هي الاحياء الفقيرة التي تعاني كثافة سكانية كبيرة فضلا عن ضعف الخدمات فيها، وتهالك شبكات الصرف الصحي او عدم وجودها، وكذلك بيوت التجاوز او العشوائيات التي تكون سقوفها عادة من "الجينكو". وهي تفتقر الى الخدمات الاساسية وعلى راسها الماء والكهرباء وشبكات المجاري والصرف الصحي.
العدو الاول
يقول اسعد فاضل : لقد تحول المطر الى نقمة من وجهة نظر العراقيين، فكنا ننتظر المطر بفارغ الصبر ليغسل شوارعنا وتتكاثر فيه محاصيلنا الزراعية، اما اليوم فقد تغير الحال بالكامل وصرنا نرى في المطر عدونا الاول، حيث غرقت معظم شوارع بغداد، في العام الماضي، مما ادى الى شل حركة السير فيها. ويضيف فاضل قائلا: لم تقتصر تاثيرات المطر على غرق الشوارع فقط، بل تعدته الى سقوط البيوت فوق رؤؤس اصحابها وتشريد الاف العوائل وخاصة في محافظات البلاد الاخرى. وبهذا يحق لنا ان نقول ان المطر في العراق تحول الى نقمة وليس نعمة.
مسؤولية امانة بغداد
يقول عباس جابر: ما يحدث لنا منذ ثلاثة اعوام، تتحمل مسؤوليته امانة بغداد والمجالس البلدية التي فشلت فشلا ذريعا في تاهيل البنية التحتية للخدمات، رغم كثرة الوعود التي يطلقها السادة المسؤولون فيها، وعلى رأسها شبكات المجاري وتصريف مياه الامطار. وكنا نتامل ان تستفيد امانة بغداد من درس العام الماضي، لكن يبدو ان الحال سيتكرر هذا العام. ويضيف جابر: ان فشل الاجهزة البلدية في توفير الخدمات للمواطنين يتطلب وقفة جادة لمحاسبة المقصرين منهم، للنتائج الخطيرة التي ترتبت على هذا الفشل، فقد خسر الكثيرون ارواحهم واموالهم وممتلكاتهم نتيجة لهذا التقصير.
بيوت الحواسم
كامل افريح من سكنة منطقة المعسكر وهي بيوت للمتجاوزين، ملاصقة لمنطقة البلديات، يقول: لم تشهد المنطقة اهتماما من المسؤولين لتوفير ما ينقصها من خدمات، عدا ايام الانتخابات لكسب اصواتنا الانتخابية. ففي الانتخابات الماضية قام احد المرشحين بجلب "كرينات" لتسوية الشارع، لكنه تركه على حاله دون تبليط بعد انتهاء موسم الانتخابات، وكما ترى فان شوارع المنطقة بدون تبليط منذ اعوام، وهذا هو حالنا في الصيف، اتربة وغبار، وفي الشتاء تغرق بيوتنا ولانستطيع ان نخرج منها الا للضرورة القصوى.
انقطاع الكهرباء
يقول عبد الامير فنجان من سكنة حي الاعلام: الكهرباء انقطعت عن الحي مع هطول الامطار، الامر الذي ضاعف من حجم معاناتنا، فنحن نلازم بيوتنا خوفا من غرق الشوارع فكيف تصبح البيوت بدون كهرباء. واضاف فنجان قائلا: ان انقطاع الكهرباء اعاد شكوك المواطنين في وعود وزارة الكهرباء، التي اكدت ان ازمة الكهرباء في البلاد انتهت بدون رجعة! اما وزارة الكهرباء، فقد عزت من جانبها اسباب الانقطاعات التي حدثت في التيار الكهربائي في عدد من مناطق بغداد والمحافظات خلال الايام الماضية الى هطول الامطار والتجاوزات على الشبكة، قائلة ان هذه العوارض الفنية تحدث في جميع منظومات دول العالم!.