اعمدة طريق الشعب

"العطبة قبل الفشخة" / عاصي دالي

يعاني العراقيون معاناة كبيرة بسبب كثرة انقطاع التيار الكهربائي في صيف تصل درجة حرارته إلى 50 درجة مئوية. ومعلوم ان صيف العراق لا يوجد مثيل له في العالم إلا ما ندر, لأنه يمتد إلى حوالي أكثر من سبعة أشهر, يبدأ في نيسان وينتهي في أواخر تشرين الأول من كل عام. فمتى يحصل العراقيون على أبسط الخدمات التي تقدمها أفقر دول العالم لشعوبها, وهي الماء والكهرباء؟ في وقت عجزت فيه دولتنا ذات الثروات الكبيرة, والموارد الطبيعية المختلفة, والموازنات الانفجارية التي تجاوزت المئة مليار دولار أمريكي سنويا, منذ 2003 حتى الآن, عن توفير هذه الخدمات البسيطة إلى شعبها!
يبقى هذا التساؤل بدون إجابة، ما دام نظام المحاصصة قائما، ومستمرا في حماية الفاسدين والفاشلين وسراق المال العام والمزورين, الذين يسيطرون على مفاصل الدولة والحكومة, ويتحكمون في البلاد والعباد. فلم يجن العراقيون غير الوعود من مسؤولي الطاقة في حكومتهم الرشيدة! الذين قالوا في ما مضى، ان شهر آب من عام 2013 وما بعده سيكون عامرا بالكهرباء, يرافق ذلك ان العراق سيصدر التيار الكهربائي الفائض إلى دول الجوار! وقد أشيع اخيرا إن دولة الإمارات الشقيقة, قررت بناء فنادق على سطح القمر، وهي الآن بصدد التعاقد مع شركات أجنبية من أجل الشروع في البناء. ولا ندري هل ستسارع وزارة الكهرباء العراقية إلى التعاقد مع الإمارات، وتزويد الفنادق بالطاقة الكهربائية الفائضة من اجل زيادة أموال البلد، بعد أن انخفضت مع انخفاض اسعار النفط؟!
في أيار الماضي أعلنت وزارة الكهرباء عن ارتفاع معدل الطاقة الإنتاجية للمنظومة الوطنية إلى 12500 ميغا واط، وأكدت أن طاقات جديدة ستدخل إلى الخدمة التوليدية خلال الأسابيع المقبلة, لكنها عادت لتحذر من انقطاع الطاقة الكهربائية انقطاعا تاما! متذرعة بعدم التزام المحافظات بحصصها المقررة من المنظومة الوطنية للكهرباء، وكأنها "تحضر العطبة قبل الفشخة" والله الساتر!