ادب وفن

الشيوعيون العراقيون ويم المسرح العالمي* / نضال عبد الكريم

مر أمس يوم المسرح العالمي، هذا اليوم الذي يتجدد فيه التفاؤل على تحفيز الهمم من اجل منح هذا الكائن المتكون من خشب وأحاسيس طاقة أكبر على خلق الجديد، وبعث الروح بكل ماهو جميل من تراث ماض ٍ، حتى تتقلص حلقات التاريخ وتصبح أسطورة خلق الجمال ناصعة البياض قابلة على التغيير نحو الأفضل، لأن المسرح هو حياة تزخر بالحب والعطاء والجمال مثلما يتنفس كل هموم الناس ويتناولها في اسئلة تحفز المتلقي على أيجاد الحلول لها، والمسرح كبرياء ما بعده كبرياء، وقد جسد ذلك قبل أيام رائد المسرح العراقي يوسف العاني عندما صعد على خشبة المسرح لاستلام جائزة الشارقة قائلا(عيبٌ عليَّ أصعد الخشبه وبيدي عصا أتوكأ عليها، أعطيت العصا إلى مدير المسرح وركضت بأتجاه الخشبة وشعرت بي أطير)، وهذه القدرة على تجاوز التعب تمنحها خشبة المسرح للممثل مثلما تمنح المتلقي القدرة على البحث عنالأجوبة التي تحدث التغيير.
لقد مر يوم امس وربما أحتفل العالم اجمع بيوم المسرح، وأشر على مسار المسرح وما قدمه ولكن الغصة تستحوذ على أحاسيسنا نحن المسرحيين العراقيين، فمنذ منتصف السبعينات بدأت حالة التراجع في مسرحنا العراقي واضحة للعيان، وذلك بفعل النظام السياسي الذي سعى وبكل إمكانياته من أجل تهميش وعي الجماهير، ثم جاءت حروبه المتواصلة والتي أجهزت على معنويات الفنان العراقي وصار تفكيره يتركز على توفير لقمة العيش له ولعائلته، وبعد أن تم تغيير النظام، دخل المسرح في بوابات من الممنوع جديدة، حيث لازالت العقول التي تتحكم بدفة الثقافة تعيق حركة وتطور مسرحنا العراقي، ناهيكم عن الاوضاع الأمنية الرديئة التي تفرش جناحها على كل مناحي الحياة.
ونحن في غمرة احتفالنا بالذكرى الثمانين لتأسيس حزبنا الشيوعي العراقي، لابد أن نشير وبفخر إلى الدور الذي لعبه المسرحيون الشيوعيون العراقيون في تطوير ودعم المسرح العراقي، فمثلما قلنا بأن المسرح هو حياة وبما أن الشيوعيين العراقيين يحبون الحياة لهذا هم يقدسون المسرح، فقد استشهد العديد من المسرحيين الشيوعيين على يد النظام الدكتاتوري مثلما استشهدوا أثناء خوضهم الكفاح المسلح ضد نظام صدام حسين المقبور، ولم يدخروا جهدا أينما كانوا في العراق أو في بلدان الشتات من أجل تقديم أعمالهم المسرحية بروح يملؤها التفاؤل من أن العراق وطن يحتمل الكثير من الأهوال، إلا أنه لا يحتمل احتراق خشبة المسرح.
المجد لشهداء حزبنا
وليتجدد العزم في بناء مسرح تقدمي في عراقنا.

القيت هذه الكلمة في احتفال مكرس ليوم المسرح العالمي حيث تم تقديم مسرحية الخادمات اخراج حيدر ابو حيدر وتمثيل بورسعيد هادي ومها عبود على خشبة احد مسارح كوبنهاكن