ادب وفن

عبد الرحمن القيسي: يغضبني التعامل مع الدخلاء على الفن / حاورته: شهد مولود الرفاعي

يعتبر الفنان المسرحي عبد الرحمن القيسي أحد الفنانين الذين قدموا منجزا إبداعيا على صعيد التأليف والإخراج والتمثيل وحصدت مسرحياته جوائز فنية أشارت الى أهمية عطائه وثرائه فضلا عن جهوده الحثيثة في تفعيل الحركة الثقافية والفنية في محافظة صلاح الدين وتشجيعه للشباب في سعيهم لتقديم خطاب مسرحي متميز يستقرىء الواقع ويضع للمشكلات حلولا ويرتفع بذائقة المتلقي الى مستوى الادراك والوعي الذي يستدعي القدرات والهمم لمواجهة المعضلات وتحديها.. أول اسئلتنا كان:

كيف يقدم الأستاذ عبد الرحمن القيسي نفسه لقراء صحيفتنا؟

عبدالرحمن القيسي مؤلف ومخرج وممثل مسرحي . خريج كلية الفنون الجميلة بغداد ـ قسم المسرح عام 2000/2001 وحاليا مدير تحرير جريدة ديوان تكريت.

أنت مخرج مسرحي... ما هي المسرحيات التي قمت بإخراجها؟

المسرحيات هي: طبول تحت الوسادة تأليفا وإخراجا وتمثيلا ـ انتظار كودو لصومائيل بكت إخراجا ـ ومملكة النفايات، تأليفا واخراجا وتمثيلا ـ ورقصة مع الذات تأليفا ـ وسمفونية التحرير تأليفا وتمثيلا ـ واحزان مضحكة، وحين تحلق الطيور تأليف جمال نوري وإخراجي، وهناك العديد من المسرحيات الأخرى..

هل بإمكان الفنان تغيير مفاهيم الغرب عن العرب عن طريق المسرح.. وكيف؟

يعد الفن المسرحي رسالة فنية وانسانية كبيرة يطرح من خلاله الفنان قضيته وقضية بلده ويستطيع من خلالها التعبير عن رأيه وطرح موضوعه عبر خطاب جمالي يثير المتلقي .نعم نستطيع القول ان المسرح مع باقي الفنون هو جدير بتغيير المفاهيم .

المسرح "فن مقدس" كيف تفسر لنا ذلك؟

في البدء كان المسرح طقوسا دينية كما ان المسرح هو خطاب مباشر ليس بينه وبين الجمهور من حواجز ولهذا يتفرد بخصوصيته وقدسيته في آن واحد .

يقال بأنك شديد الانفعال، كيف ومتى يظهر انفعالك وغضبك على المسرح؟، وما هو الأمر الذي يثير غضبك؟

أنا لا أغضب على خشبة المسرح أبدا لأن الممثل ملك الجمهور وليس ملك نفسه، ولا يحق له إظهار انفعالاته على الخشبة إلا إذا كان الدور يتطلب ذلك، أما أكثر ما يثير غضبي هو التعامل مع أناس ليس لديهم الوعي الكامل وليس من السهولة أن أتعايش معهم وكذلك الدخلاء على الفن فهم متعبون جدا ومن الصعب التعامل معهم وهذا يشعرني بالغضب .

الطاقات الشابة ثروة ثمينة، فهل لديكم برامج لاحتضانها؟

أنا لا أعمل في مؤسسة فنية محددة ولا أستطيع ان احقق لهم شيئا، ولكنني مهتم بالشباب كثيرا وأعطيهم من وقتي الكثير كونهم يمثلون الديمومة والاستمرار وخصوصا الموهوبين.
هل تعتقد بضرورة التحصيل الدراسي للفنان، أم أن موهبته الفنية تكفي لتحقيق ذاته؟

ابدا لن تكون الموهبة لوحدها كافية، على الفنان أن يتسلح بالعلم كي يكون قادرا على مواكبة العمل الفني ويتماشى مع التطورات ومعطيات الخطاب الثقافي بكل مشاربه ليعكس بالتالي وبوعي مختلف كل ما يجري في مجتمعه متوسلا بالفن وسيلة راقية في مخاطبة الوعي وتغييره.

لقد ذكرت في أكثر من محفل عدم توفر مسارح ملائمة للعرض المسرحي في المحافظة.. ما هي معايير وشروط خشبة المسرح المعدة للعرض المسرحي؟

بل أكاد أجزم على ذلك .. لا يوجد مكان لعرض مسرحي مثالي الا ما توفر في بعض بنايات مديرية التربية، هم يبنون القاعات للمسؤولين لكي يروجوا لخطابهم السياسي وينسون الخشبة وهذا هو التقصير بعينه.. لا يستعينون بالمسرحيين في تأسيس المسارح التي تتوافق مع المعايير الفنية. يجب ان يكون هنالك مكان لعرض مسرحي متكامل من حيث توفير متطلبات العرض المسرحي من إضاءة وموسيقى وستارة والى اخره .

يعتمد العرض المسرحي على جملة من العناصر الجمالية كالموسيقى والإضاءة والسينوغرافيا والماكياج والستارة .. هل استطاع المسرح الفقير ان يجسد هذه العناصر عبر خطابه الجمالي؟

لا، المسرح الفقير يعتمد على الممثل وعلى تقنية الممثل في ايصال الخطاب المسرحي كون اسمه فقيرا هذا لا يعني ان لا نستخدم بقية مستلزمات العرض المسرحي خلال العرض وهذا يعتمد على طبيعة النص .

قال المسرحي الروسي الكبير ستانسلافسكي أعطني مسرحا وخبزا أعطيك شعبا مثقفا.. كيف تفسر هذه المقولة من وجهة نظرك؟

يقصد ان المسرح هو أداة التأثير الأولى على الصعيد الثقافي وأيضا يمكن القول ان للمسرح دورا مهما في توعية المجتمعات من خلال خطابه الجمالي المثير للدهشة .

الاشراقة الأولى ، أول إصدار مسرحي لك كيف وجدت صدى هذا الكتاب عند قرائك؟

رغم كونه المطبوع الأول إلا أنني وجدت صدى واسعا لم أكن أتوقعه وكان له نصيب من الدراسة والبحث في المؤسسات الأكاديمية فضلا عن تعرض بعض المعنيين بالمسرح له أيضا بقراءات نقدية مهمة.

كيف ترى واقع المشهد المسرحي في المحافظة وما سبل النهوض بهذا الواقع؟

لا يوجد مسرح في محافظتنا بالمعنى الحقيقي .. هي محاولات فردية من قبل بعض المختصين مثل الفنان جواد الساعدي والفنان عبد حبيب الخفاجي ولهم محاولات مهمة في العراق والدليل على ذلك حصولهم على المركز الأول لسنتين متتاليتين في مهرجان المسرح لفرق التربية الذي يقام في محافظة البصرة سنويا وقد كان لي الشرف ان اشترك معهم في السنة الماضية في مسرحية سمفونية التحرير وكانت من اخراج جواد الساعدي وتأليفي وفي هذه السنة ايضا حصدوا المركز الاول عن مسرحية واقع خرافي وكانت تأليف علي عبد النبي الزيدي واخراج جواد الساعدي.
اما كيفية النهوض بهذا الواقع فهو يحتاج الى وعي من قبل القائمين على الشأن الثقافي وجميع المؤسسات المعنية .

وما هي مشاريعك المستقبلية؟

أما مشاريعي المستقبلة. فأنا الآن مهتم جدا في مجال الكتابة في المسرح والقصة والرواية ولدي مشاريع كبيرة في مجال القراءة والنقد. وأتدرب الآن على عمل مسرحي من تأليفي واخراجي وتمثيلي وهي مونودراما تصور الحروب وافرازاتها على المجتمع وان شاء الله يعرض قريبا رغم المعاناة التي اواجهها في تنفيذ هذا العمل الفني.

أخيرا.. أمنية عبد الرحمن القيسي؟

أن يتطور المسرح في محافظتنا العزيزة وان يعم الأمن والأمان في بلدي الحبيب.