ادب وفن

طعم الضوه .. طعم التجارب الأولى / ريسان الخزعلي

*.. انت أول عشگفك باب گلبي إو فات
ذب لون الحزن..
من ثوب ضحكاتي.
وانت أول درب حسيته..،
يگدر يختصر جهدي ومسافاتي.
قريب..
بعيني أشوفك تنلزم باليد..،
او من أنوي عليك ابمستحاي.. أعثر واحسك
مدري ليش اتصير مني إبعيد، حيل إبعيد..،
وانت إبباب خطواتي..*

( 1 )
*.. عن مجموعة /طعم الضوه/ للشاعر الشاب "محمد أبو العز"..، كتبت كلمة موجزة على ظهر الغلاف الثاني: (قصائد الشاعر، تحمل هيبة البناء الشعري الأول، بانفتاح لغوي نقي من عثرات الشوائب وصولاً الى تشكيلات صورية جديدة على مخيلة شاعر يتكون، ويتكون باستمرار، وقد منحت قصائده كل هذا الوقوف الفني في التوازي مع الكتابة الشعرية الجديدة)..، من هذه الكلمة، يصح لي ان أسطر قليلاً وأضيف.

( 2 )
*.. /طعم الضوه/..، تسمية فيها من الأنزياح ما هو غير مدرك كما يبدو للوهلة الأولى، فالطعم يرتبط بحاسة التذوق، والضوء يُدرك بصرياً، الا ان البحث عن الدلالة يشير كما أرى الى /العطش/ الروحي والجسدي، حيث لابد للشاعر أن يرتوي وأن يرى، في العطش الأول يكون للضوء مجسات تذهب عميقاً، وقد لا يراها الآخرون كما الشاعر، وفي الثاني، تعلو صيحات الجسد الذي لابد له من الأرتواء كي يستقيم ويقوى على المواجهة اليومية التي تتفاعل مع ما هو شعري. اذن كانت الحاستان (التذوقية والبصرية) تعملان بالتوازي لترتيب إنصات الشاعر الى الاشياء ا?تي يراها ويتذوقها (بالمرارة او التحلية). وبذلك يكون هذا الانزياح قد اكتسب بعده الفني والجمالي بالتخطيط الشعوري واللاشعوري على حد سواء..، وهكذا جاء /طعم الضوه/ إيقاعاً حسياً مضمر النوايا.

( 3 )
*.. في /طعم الضوه/..، لابد للبدايات ان تترك وضوحها، والشاعر هنا لا يفتعل شيئاً خارج هذه البدايات، من هنا قلت: ان قصائده تحمل هيبة البناء الشعري الأول، البناء الذي ينشغل برنين الوزن وتواتر التقفية، والتقفية متراوحة بين الأساسية والثانوية، مما يمنح الشعر انسياباً يتخطى الملل..، وبذلك يقترب من البناءات الشعرية الجديدة:
*.. لا تعتب اعله الوكت..
واتصير مثل الشمع..
غيضه يطشره ضوه..
من ياكل ابروحه.
او لا تمد روحك نهر..
تنعاف لمن تشح..
بس صير مثل الگمر..، يتمنه اليلوحه..*
ومثل هذا التوصيف يكاد ينطبق على معظم قصائد /طعم الضوه/.
أما انفتاحه على التشكيلات الصورية التي تمنح القصيدة بعدها المخيالي، فهي الأخرى، تجيء متراوحة، واثبة بين مقطع وآخر، وحين يلتفت الى الجانب الصوري كثيراً، فان القصيدة تتقدم بخطوات جمالية متجاوزة حالة الوثوب، وتلك هي اشتغالات البدايات التي تحاول ان تقطف كل شيء:
* حسرتي..
إمفرعه كلما فكّرت انساك..
عجب..
لمن درت وجهك..
ضميرك بيّه ما وصّاك..؟..*

( 4 )
* ما يُلزم الشاعر به نفسه، في تسمية عناوين القصائد، قد لا نجد فيه مضمون المتن، وتلك هي الأخرى من اشتغالات البدايات، التي تميل الى إكثار التسمية بالمضاف والمضاف اليه (طعم الضوه، حيرة البستان، شراع صفناتي، كأس الفراگ، وجه ساعة، صبر الشمع، روج الحچي، شجرة خناجر، سبحة الزهرة، عرس الشمس، چلمة الصياد، حچاية الفنجان، مهرة الغبشة، مشي النعاس)..، الا ان الشاعر قد تخطى ذلك بمحدودية مثل (لوحات، ذكريات طفولتنا الفقيرة)..، ومثل هذه الملاحظة الشكلية، لا تضر بالشاعر كحضور قدر ما تشير الى موضوعة الشكل بصورة عامة، والشكل?حين يكتمل فنياً، فان القصيدة ستحضر اكثر، ولا بد للشاعر ان يكتمل ايضاً وهو الذي يتكون ويتكون باستمرار كما قلت في الكلمة الموجزة.

( 5 )
* /طعم الضوه/ قصائد، يشع فيها الرمز الديني، والرمز الايحائي، والرمز المكاني، كما أن الواقع هو الاكثر حضوراً، وبذلك ابتعدت القصائد عن التجريد واكتسبت الوضوح، ومثل هذا الوضوح يكشف، ان الكتابة الشعرية، كانت عن تجارب (المرأة، الحياة، الموت، الأحلام، البيئة، الحزن..الخ).
*.. ألم أقل ان الشاعر "محمد أبو العز" شاعر يتكون، ويتكون باستمرار.