ادب وفن

كلمة اتحاد أدباء العراق في افتتاح مهرجان (الكميت) الرابع

كلمة الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق التي ألقاها عضو المكتب التنفيذي الناطق الإعلامي باسم الاتحاد الشاعر إبراهيم الخياط في افتتاح مهرجان "الكميت" الثقافي الرابع صباح الخميس 16 تشرين الأول 2014 بالعمارة:

السادة المسؤولون الكرام
أساتذتي الأجلاء..
زميلاتي العزيزات..
زملائي الأعزاء..
أيها الطيبون.. أهل ميسان الأثيرة..
السلام عليكم..
أحييكم وأحمل إليكم تحيات قيادة وأعضاء الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق كلّه.. وأتمنى وأعمل معكم على أن يكون هذا المهرجان نوعيّا، غنيّا، ناجحا، دائم الانعقاد، ومبارك شعاره (ميسان والكلمة: أفقُ ثقافةٍ وراهنُ إبداع(.
بدءا أوجه الشكر لوزارة الثقافة على دعمها للفعاليات التي تقام في المحافظات وما تمثله هذه الفعاليات والمهرجانات من نموذج راق ومتقدم كـ (الكميت) الذي يثير اهتمام مسؤولي المحافظة وجمهور المحافظة.. ونتمنى أن يغدو هذا المهرجان مَعلما قرينا للرصيف المعرفي، وأن يكون مناسبة للقراءة وإشاعة المكتبات وإشراك الجامعة.. ونشدّ على أيدي القيّمين والقائمين على (الكميت) الرابع إذ اختاروا محورا مهما ألا وهو الرواية العراقية المعاصرة وتقنيتها السردية لاسيما أن نتائج متقدمة وباهرة نالها الروائيون العراقيون سواءً على صعيد الروايات المهمة المنجزة أم على صعيد حصد الجوائز الثقافية الرفيعة.. وهذا يثري تفاؤلنا بأن للعرب أصبح ديوان للسرد أيضا.. مع تأكيدنا أن لا يكون الانجاز على الصعيد الشكلاني الصرف فحسب بل أن تكون الثورة السردية في المحتوى الاجتماعي ـ التاريخي العام.

أيها الحضور الكريم..
إن النظام الفاشي السابق لم يُهمل الكميت الشاعر فقط بل أساء إليه كثيرا، فأيام القادسية السوداء كانت أعداد غفيرة من العوائل تأتي وتقف عند سيطرة تدعى (سيطرة الكميت) أيام احتدام المعارك في جبهة الحرب والموت والأحزان بانتظار أبنائها الضحايا، حتى تحول الاسم إلى لعنة.
واليوم، يأتي الشعراء والأدباء والمثقفون ليعيدوا لهذا الشاعر الكريم الكبير مكانته.. ونحتفي معا بـ (الكميت) شاعر المعارضة العلوية الشريفة وغرّيد ثورة الإمام زيد..
وعاد اسم "الكميت" أليفا في أحاديث عوائلنا، وتحولت العمارة بفضله إلى محج لمثقفي العراق، ولا غرو فهذه المحافظة قدمت الكبار: عبد الجبار عبد الله، لميعة عباس عمارة، عبد المطلب الهاشمي، عبد المنعم الفرطوسي، د.إبراهيم السامرائي، الشيخ عبد الواحد الأنصاري، أنور خليل، د.عبد الواحد محمد، خليل رشيد، حسب الشيخ جعفر، جمعة اللامي، د.مالك المطلبي، عبد الرزاق المطلبي، حنون مجيد، عيسى حسن الياسري، وجاسم الهاشمي، وأيضا من علامات هذه البقعة السخية: فرج عثمان، شياع صبار السوداني، سلطان كاظم السدخان، نعيم بديوي، غضبان الرومي، صويحب ملا خصاف، عبد الرزاق الزبير، أحمد عبد اللطيف العاني، وصالح ياسين الصكر، ومعهم هذه الكوكبة المبدعة المعاصرة الحاضرة، وتطول القائمة لأننا في بلدة عجنت ثقافتها بالحبر والدم.. لأننا في بلدة الانتفاضات الشعبية المباركة والماء المقدس والهور الأبي الحميم، والوشائج تترى من الشهيد غيلان ازيرج إلى الشهيد قاسم عبد الرضا.
كلّ الشكر للعمارة ولأهلها ومثقفيها وحكومتها المحلية واتحاد أدبائها المثابر الذي أقام هذا النشاط الثقافي الإبداعي المهم وهو الردّ الحقيقي على الإرهاب الأسود وثقافة الموت المجاني.
وختاما أقول: إنّ بغداد بخير لأنّ العمارة بخير، فللإثنتين هيبة دجلة الخير.
والسلام عليكم...