ادب وفن

احتفاءً بالفنان الرائد عبد الوهاب الدايني وبسيرته الإبداعية والنضالية / عبد العزيز لازم

احتفت الشعبة المسرحية في نقابة الفنانين العراقيين، الاحد الماضي، بالفنان والمناضل الوطني عبد الوهاب الدايني، بحضور عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي، ونقيب الفنانين العراقيين صباح المندلاوي، والشاعر ألفريد سمعان، والنائب محمد الشمري، إلى جانب حشد من الفنانين والمثقفين.
أدار جلسة الاحتفاء التي أقيمت في مقر النقابة في ببغداد، الفنان جمال الشاطي، الذي استعرض سيرة المحتفى به، ومساهماته المميزة في مجال المسرح والتلفزيون والسينما، موضحا انه درس المسرح في ايطاليا بعد ان كان من بين الاوائل من خريجي معهد الفنون الجميلة، وقدم مسرحيات مهمة مثل "العطش" و"البيت الجديد" و"الحفار" وغيرها.
وأضاف الشاطي قائلا: "اما في مجال التلفزيون فقد قدم الدايني اعمالا درامية ما زالت تعيش في ذاكرة الناس، مثل "أيلتقي الجبلان؟"، "الصرخة", "عبود يغني" وغيرها، فضلا عن ذلك انه مثل الدور الرئيس في فيلم "عروس الفرات"، من إخراج عبد الهادي مبارك".
وتابع قائلا: "تعرض الدايني لمحاولة اغتيال في زمن الدكتاتورية وحكم عليه بالاعدام، ثم خفف الحكم الى المؤبد واودع في السجن حتى العام 1991".
من جهته أوضح المحتفى به انه كان من بين الفنانين الذين قالوا "لا" لأجهزة القمع الدكتاتورية، رافضا عروض النظام في الانتماء لحزب السلطة على الرغم من الاغراءات الكبيرة التي قدمت له، فكانت النتيجة السجن والتعذيب ومحاولة الاغتيال. وتابع قائلا: "لكنني لست نادما على مواقفي على الرغم من المرض العصيب الذي سببه لي ذلك".
وتحدث الدايني عن تجربته الفنية والنضالية، مبينا ان مدينة المحمودية التي ولد ونشأ فيها وشب، هي من علمته حب الناس والحماس في خدمتهم، مشيرا إلى انه مارس الفن بالصدفة بعد ان جاءت مجموعة من طلبة الفنون الى مدينته لتقدم مسرحية فرنسية مطلع خمسينيات القرن الماضي، وراحت تبحث عن ممثل يؤدي دورا نسويا، ما وقع الاختيار عليه على الرغم من انه لم يكن يستند إلى أساس فني أكاديمي بسبب صغر سنه.
وتطرق الدايني إلى سنوات الغربة التي عاشها بعيدا عن بلده، وأشار إلى انه بعد عودته من الخارج أسس "فرقة اتحاد الفنانين"، وأخرج مسرحيات عديدة، "إلا ان اضطرار الفنانين الشيوعيين إلى مغادرة البلاد بسبب الهجمة الإجرامية الدكتاتورية التي وجهت إليهم، ولد فراغا كبيرا في الكادر الفني، فلم أجد من أعمل معه بعد غيابهم".
وتحدث في الجلسة الشاعر ألفريد سمعان، عن منجز المحتفى به، وأشاد بقوة مواقفه الوطنية، وقدرته على تحمل الصعاب التي يعجز الكثيرون عن تحملها، معتبرا إياه نصيرا للفقراء والكادحين.
فيما اشاد النائب محمد الشمري بمسيرة الدايني الوطنية، موضحا إنه ولد من رحم المعاناة ولم يستسلم للظلم، "بل قدم عصارة إبداعه الفني، وظل إنسانا مؤمنا بمبادئه".
وتحدث عن منجز المحتفى به أيضا كل من الفنانين والكتاب عادل كاظم، فاضل قزاز، ميمون الخالدي، فخري عرب، زهير البياتي، وكفاح عباس.
وفي الختام قدم النقيب صباح المندلاوي لوح النقابة إلى الفنان الرائد عبد الوهاب الدايني.