ادب وفن

يحيى الشيخ يعيد اكتشاف "اللباد" في عمّان

احتضنت قاعة الاورفلي في العاصمة الأردنية عمّان، أخيرا، معرضا شخصيا بعنوان "لباد" للفنان التشكيلي المغترب يحيى الشيخ.
ضم المعرض الذي يستمر لغاية 15 أيار المقبل، أعمالا انجزت بمادة اللباد، وعكست مدى تأثر الفنان ببيئته في مدينة العمارة التي ولد ونشأ فيها.
وقال الشيخ ان معرضه هذا يأتي استمرارا لما قدمه في معرضه السابق عبر استخدام مادة اللباد نفسها في أعماله، والتأكيد على قيمتها الجمالية، مبينا ان بعض أعماله نفذها بالألياف الزجاجية.
وفي قراءة نقدية لاعمال الفنان الشيخ كتبت الاديبة والناقدة مي مظفر: "ينتمي الشيخ الى جيل الستينيات من القرن الماضي، ونشأت تجربته وتكونت في خضم مرحلة محتدمة سياسياً بقدر ما كانت غنية بالإبداع والانفتاح الفكري على نزاعات الحداثة الغربية بأشكالها المختلفة وتمردها على المدارس الفنية الشائعة في العراق آنذاك، وهو ايضا من جيل تفتح وعيه على قيم تراثه الثقافي الممتد في عصور سحيقة، وذلك ما تمخض عنه ظهور تجارب فنية تنوعت بأساليبها واتجاهاتها ما بين الواقعية والانطباعية والتعبيرية والرمزية واللاشكلية".
وابدى الحضور من ابناء الجالية العراقية في عمّان والعرب اعجابهم بالاعمال الفنية المعروضة، من بينهم الفنان التشكيلي ابراهيم العبدلي الذي وصف تجربة الشيخ بـ "العالمية"، "كونها من التجارب النادرة والفريدة في المشهد التشكيلي العربي المعاصر، لا سيما انه اول فنان استخدم مادة اللباد في أعماله، وتمكن من التعامل معها وتلوينها، واخرج لوحات فنية غاية في الجمال من ناحية الشكل والمضمون".
اما الفنان التشكيلي هاني الدله علي فقال ان "اعمال الفنان تثير المشاهد، ذلك انه استخدم مادة خارجة عن المألوف، وصنع منها لوحات بسيطة تحمل مضامين فكرية عديدة.. الشيخ تأثر وبحكم غربته الطويلة بالفنون الغربية، وهذا واضح على أعماله من ناحية الأساليب لا المضامين التي استلهمها من بيئته وتراثه".
والفنان يحيى الشيخ من مواليد مدينة العمارة عام 1945، درس الفن في معهد الفنون الجميلة في بغداد، ثم اكمل دراساته العليا في يوغسلافيا وروسيا. وغادر العراق في ثمانينيات القرن الماضي بسبب اضطهاد النظام البعثي المباد المثقفين والمبدعين، وتنقل من منفى الى آخر حتى استقر به المقام في النرويج. وشارك الشيخ في العديد من المعارض الفنية داخل العراق وخارجه، واقام عشرات المعارض الشخصية في دول عربية وأجنبية.