ادب وفن

ورشة لمسرح المقهورين في الناصرية / زكي عطا

أقامت جماعة الناصرية للتمثيل عبر ورشة الدكتور ياسر البراك المسرحية ورشة لتعليم "تقنيات الممثل في مسرح المقهورين" ، حيث بدأت أعمالها منذ ثلاثة أسابيع ومن المؤمل أن تستمر لثلاثة أسابيع أخرى قادمة ، وعن فكرة هذه الورشة وتفاصيلها حدَّثنا الدكتور ياسر البراك مدير الجماعة والمدرب الرئيس فيها قائلاً : تأتي هذه الورشة ضمن سلسلة من الورش المسرحية التي أقامتها الجماعة بهدف تطوير القدرات المعرفية والتكنيكية لأعضائها فضلاً عن فتحها المجال أمام الطاقات الشابة من كلا الجنسين لمعرفة أبجديات فن التمثيل وخصوصية تقنيات الممثل في مسرح المقهورين ، وقد اخترنا هذا المنهج المسرحي بسبب قربه من طبيعة مجتمعنا العراقي الذي يعاني حالات قهر كبيرة بعضها فكري وسياسي وديني وبعضها الآخر اجتماعي ونفسي وحتى جسدي ، وقد وجدنا في آليات هذا المسرح خير وسيلة للالتحام بالجمهور المسرحي وزجه في اللعبة المسرحية ومشاركته في صناعة العرض عبر تدخله المباشر في الأحداث وتحويله من متفرج سلبي إلى متفرج ممثل يساهم في البحث عن حلول للمشكلات المعروضة أمامه على خشبة المسرح متخذين من صيغة الحوار التفاعلي وسيلة من وسائل إقحام المتفرج في الحدث المسرحي ، ويتضمن برنامج الورشة التي تستمر ستة أسابيع محاضرات نظرية للتعريف بهذا المنهج ومرجعياته المعرفية وأهم سماته ، فضلاً عن خصائصه الأدائية من ناحية أشكال العرض وتقنياته ، كما يتضمن البرنامج تدريبات عملية يومية تعتمد بشكل أساس على ما تمَّ اختباره من قبل البرازيلي أوجستو بوال الذي أسس على مدى أكثر من أربعين عاماً ملامح هذا المنهج المسرحي ، كما نتطلع إلى إعتماد تقنية الارتجال في الاتفاق على فكرة مسرحية وصياغة أحداثها وشخوصها وحواراتها من أجل أن تكون أحد مخرجات هذه الورشة العملية . وعن الاستجابة المنشودة من قبل المتدربين في الورشة أو الجمهور الذي سيُقَدَّم له خلاصة الورشة في صيغة عمل مسرحي حدَّثنا البراك قائلا: على الرغم من أن أغلب المتدربين في الورشة ليسوا ممن مارسوا العمل في المسرح ، إلا أنني وجدت تفاعلاً حقيقياً منهم عبر مشاركاتهم اليومية الثرية سواء في مناقشاتهم النظرية أو في تدريباتهم العملية التي بدأوا يجتهدون فيها يوماً إثر يوم ، ما يعني فاعلية هذا المنهج حقيقة على مستوى الاختبار والتطبيق العملي ، أما بالنسبة لاستجابة الجمهور فبالتأكيد سوف تحددها طبيعة المسرحية التي سنقدمها له ، فضلاً عن طبيعة المكان فيما إذا كان مغلقاً أو مفتوحاً ، ولكن جلَّ ما نطمح إليه هو المشاركة في تغيير مسارات العرض بحسب قناعات الجمهور واجتهاداته فيما يراه من حلول للمشكلات المعروضة أمامه . يُذكر أن جماعة الناصرية للتمثيل كانت قد تأسست عام 1992 وقدَّمت على مدى أكثر من أربع وعشرين عاماً أكثر من ثلاثين عملاً مسرحياً وشاركت في العديد من المهرجانات العراقية التي حصدت في بعضها جوائز متقدمة .