مدارات

65 ألف تفجير في 6 سنوات.. والمؤسسة العسكرية موعودة بأقمار صناعية حديثة

 طريق الشعب

كشفت جريدة بريطانية واسعة الانتشار أرقاماً وإحصاءات مرعبة تتعلق بأعداد الشهداء والجرحى الذين سقطوا في آلاف التفجيرات والعمليات المختلفة التي شهدها العراق خلال السنوات الست التي تلت سقوط النظام السابق.
وبينما ذكرت لجنة الامن والدفاع النيابية، امس، ان هناك توجها داخل اللجنة لإعداد تشريع وقوانين لاستيراد اجهزة حديثة واقمار صناعية للمؤسسة العسكرية لتؤدي عملها بشكل صحيح يلائم ما موجود في العراق من تحديات، بينت وزارة الداخلية ان العراق سيتسلم مطلع الشهر القادم وجبة من عجلات متطورة تعمل بالأشعة السينية لكشف المتفجرات.
ونشرت "الغارديان" خارطة للعراق ولمدينة بغداد تبين فيها المواقع التي تم استهدافها بالسيارات المفخخة أو العمليات المسلحة ليظهر أن الخارطة مغطاة بشكل شبه كامل بالنقط الحمراء التي تمثل كل واحدة منها تفجيراً أو عملية مسلحة أو هجوماً إرهابياً، بما يعني في النهاية أنه لم يعد في العراق شارع ولا حي إلا ورأى ويلات القتل خلال السنوات القليلة الماضية.
وخلال الفترة من بداية العام 2004 حتى نهاية 2009 أُستشهد في العراق 109 آلاف و32 عراقياً، من بينهم أكثر من 66 ألف مدني، فيما اعتبرت مدينة بغداد المكان الأسوأ أمنياً في العراق، حيث سقط فيها 45 ألفاً و497 شهيداً، فيما كانت مناطق شمال شرق العراق هي الأكثر هدوءاً حيث سجلت مقتل 328 شخصاً فقط.
وأصيب في التفجيرات وأعمال العنف التي شهدها العراق 176 ألفاً و382 عراقياً، أغلبهم من المدنيين ممن لا علاقة لهم بالصراعات السياسية التي تشهدها البلاد.
وخلال فترة السنوات الست المشار إليها شهد العراق أكثر من 65 ألف انفجار بعبوات ناسفة، راح ضحيتها أقل بقليل من 32 ألف شهيد، بينما تمكنت قوات الأمن من العثور على 44 ألفاً و620 عبوة ناسفة أخرى ونجحت في تفكيكها قبل انفجارها.
أما أسوأ الشهور على الإطلاق خلال الفترة المشار إليها فكان شهر آيار 2007 الذي تم فيه تفجير 2080 عبوة ناسفة في مختلف أنحاء العراق، أدت إلى مقتل المئات وإصابة الآلاف بجراح.
وفي سياق متصل، قال ماجد الغراوي، عضو لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب، لوكالة "الغد برس"، إن "من ضمن لقاءاتنا بالقادة الامنيين وطرح معاناتهم واحتياجاتهم للجنة تم طرح موضوع استخدام العمل التكنولوجي المتطور والاجهزة الحديثة في العمل الاستخباراتي والعسكري، لان مؤسستنا العسكرية تحتاج لمثل هكذا معدات ضرورية، لان اغلب الجيوش العالمية اليوم ترجع قواتها وتنظيمها لما تمتلكه من تكنولوجيا متطورة".
واضاف ان "الجيش بحاجة لأجهزة تنصت ومراقبة متطورة، لان العدد اليوم غير كافٍ من دون قوة تكنولوجية واجهزة حديثة واعداد القوات الامنية غير كافية من دون تسليحها ورفدها بالتكنولوجيا الحديثة"، مشيرا الى ان "التكنولوجيا المتطورة تعد اليد اليمنى للجيوش ويدها الضاربة".
واوضح الغراوي ان "هناك توجها داخل اللجنة بالتعاون مع الوزارات لإعداد تشريعات او قوانين او توصيات لاستيراد اجهزة حديثة بضمنها اقمار صناعية للمؤسسة العسكرية لتؤدي عملها بشكل صحيح يلائم ما موجود بالعراق من تحديات".
وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية، العميد سعد معن، لوكالة في "السومرية نيوز"، إن "العراق تعاقد مع شركات عالمية رصينة لتجهيزه بأجهزة حديثة ومتطورة لكشف المتفجرات"، مشيرا الى أن "وجبة من عجلات الطاقة العالية التي تعمل بالاشعة السينية وتسمى (M16) سوف تصل مطلع الشهر القادم، حيث تمتاز بوضوح الصورة والدقة العالية وتختلف عن الاجهزة السابقة بصورة كلية من خلال الدقة والكفاءة".
وأضاف معن أن "الشهر القادم ايضا ستصل دفعة من العجلات ذات الطاقة الواطئة بعد إنهاء بعض الإجراءات لدخولها للبلاد"، لافتا الى أن "هناك لجان فنية من البلد المصنع ستقوم بعمل مشترك مع العراق لتطوير كفاءة هذه العجلات وادخالها والعمل بها داخل البلاد".