مدارات

الحزب الشيوعي والصحافة الكردية / أحمد رجب

يتذكر المواطنون الكوردستانيون بأحترام وتقدير مساهمة ونضال الحزب الشيوعي العراقي من اجل الحقوق القومية المشروعة والعادلة للشعب الكوردستاني في كوردستان وحقه في تشكيل النقابات العمالية والجمعيات الفلاحية واصدار الصحف بلغته الأم لتوعية الجماهير وتطوير مداركها ودفعها للمطالبة بتحسين ظروفها المعاشية وحقها في التظاهر إزاء التحديات والمخاطر وتصرفات الاجهزة القمعية للسلطات الحكومية.
في الاربعينيات من القرن الماضي وبالضبط في كونفرانس الحزب عام 1944 وضمن اهتمام الرفيق الخالد يوسف سلمان يوسف ــ فهد السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي بالقضية الكوردية تشكلت منظمة (الفرع الكوردي) للحزب "وهي منظمة خاصة بالشعب الكوردي في كوردستان العراق" وبمبادرة من الشيوعيين العراقيين تم اصدار صحيفة ئازادي (الحرية) في عام 1945، وهي أول صحيفة سياسية تصدر باللغة الكوردية في العراق، وفي السنوات اللاحقة وبفضل نشاطات وتنظيم الحزب الشيوعي العراقي انتشر الوعي الاجتماعي والسياسي والثقافي في المجتمع العراقي، وتم اصدار العديد من الصحف والمجلات من قبل الشيوعيين، ومنها : جريدة ده‌نگی داس (صوت المنجل).
كانت جريدة صوت المنجل تطبع باليد، وصدرت في منطقة "وارماوا" في لواء السليمانية عام1951 ثم صدرت بالرونيو ووزعت في مختلف مناطق كردستان، واستمرت ثلاث سنوات إلى عام 1954، وصدرت بصورة متقطعة واهتمت بقضايا تثقيفية للعمال والفلاحين، وللعلم تشمل منطقة وارماوا الواسعة جغرافيا (قرى ديوانة، باوه خوشين، امام قادر، فقية جنة، جمركة، كاني سارد، بانىخيلان و ده ره دوين في دربندخان، وقرى بيركى، سيارة، جنارة، عازبان، احمد برنده، ميره دى وده ق وقرى اخرى في منطقة شاره زور).
لعبت جريدة صوت المنجل دورا متميزا من خلال ابراز نشاطات الخلايا والمنظمات الحزبية في وارماوا ودربندخان وقرى هورين شيخان العائدة اداريا لقضاء خانقين بالحفاظ على وحدة الفلاحين، وساهمت بالنشاطات الفلاحية والشعبية، واثر تلك النشاطات تم تأسيس مجالس فلاحية في العديد من القرى، واسست تلك المجالس {مجلس فلاحي عام} ليكون باستطاعته تنظيم المطالب الاجتماعية للفلاحين، والضغط على الحكومة باتجاه اعطاء الفلاحين سندات الطابو وتسجيل الاراضي باسمهم بدلا من الاقطاعيين والآغوات، والمطالبة بفتح مدارس ومستوصفات والاهتمام بعيون وينابيع المياه، والعمل على تكثيف الجهود ومطالبة الاقطاعيين والآغوات بالكف عن التدخل في شؤون زواج الشباب والشابات، واعطائهم الحرية لتكوين حياتهم الأسرية الجديدة، وقامت هذه الجريدة بدور فعال في نشر أهداف الحزب وسياسته ونشرالوعي الطبقي، وتجدر الاشارة إلى أن الجريدة نشرت اخبار ومطالب انتفاضتي هورين و شيخان وعربت.
عندما نتذكر جريدة صوت المنجل المناضلة، نتذكر الكوكبة المضيئة واللامعة من رفاقنا الذين دأبوا على كتابتها واصدارها وتوزيعها ومنهم الفقيد ملا احمد بانيخيلاني (ابو سرباز)، و الفقيد ملا اسعد بانيخيلاني، والشهيد احمد محمود الحلاق، والفقيد الشيخ سعيد البرزنجي والملا حسن الملا كريم .