مدارات

"وحدة اليسار" يندمج بالشيوعي الفرنسي

رشيد غويلب
في مؤتمر صحفي عقد في العاشر من ايلول الحالي في المقر الرئيس للحزب الشيوعي الفرنسي في باريس، اعلن بيير لوران السكرتير الوطني للحزب و كريستيان بيكويت رئيس حزب "وحدة اليسار"، اندماج حزب "وحدة اليسار" بالشيوعي الفرنسي. واوضح لوران ان اعضاء "وحدة اليسار" سيحتلون موقعهم الطبيعي في حياة الحزب الشيوعي وهيئاته التنظيمية". ومن جانبه وصف رئيس "وحدة اليسار" القرار بانه "خطوة سياسية بالغة الأهمية".
وكان حزب "وحدة اليسار" في الأصل احد تيارات "حزب معاداة الرأسمالية الجديد"، الذي تاسس عام 2009 من مجموعات تروتسكية ويسارية راديكالية. وعندما قرر المجلس الوطني لـ"حزب معاداة الرأسمالية الجديد" غداة انتخابات البرلمان الأوربي في عام 2009 ، انهاء المفاوضات مع الحزب الشيوعي، والإعلان عن قائمته الإنتخابية بشكل منفرد، قرر بيكويت ومئات من اعضاء الحزب الخروج من صفوفه وتاسيس حزب "وحدة اليسار". وشكل الحزب الجديد مع الحزب الشيوعي الفرنسي، و"حزب اليسار الفرنسي" الذي انشق بدوره من الحزب الإشتراكي، شكلوا مجتمعين "جبهة الي?ار"، التي كانت ومرشحها جان لوك ميلنشون مفاجأة الإنتخابات الرئاسية الأخيرة في فرنسا.
وفي نهاية حزيران من هذا العام، وبعد مناقشة شاملة للوضع الراهن ولحالة اليسار الفرنسي، قرر المؤتمر الثالث لـ"وحدة اليسار" وضع تصور لإمكانية الإتحاد مع الحزب الشيوعي الفرنسي. واعقبت ذلك حوارات معمقة مع قيادة الأخير، تمخضت عنها نتائج ايجابية. وفي 6 ايلول الحالي اتخذت فروع "وحدة اليسار" في اجتماع لها قرارها النهائي بالإندماج بالحزب الشيوعي. وفي العاشر من ايلول وافق المجلس الوطني للحزب الشيوعي بالإجماع على عملية الإندماج.
وبموجب الإتفاق سيشارك اربعة قياديين من "وحدة اليسار" كضيوف دائميين في اجتماعات المجلس الوطني للشيوعي الفرنسي، وسيشارك كريستيان بيكويت في اجتماعات اللجنة التنفيذية الوطنية للحزب. وفي المؤتمر الصحفي شدد الأخير بوضوح على ان اعضاء "وحدة اليسار" سيصبحون اعضاء اصلاء في الحزب الشيوعي الفرنسي، وسيحل التنظيم المستقل لـ"وحدة اليسار".
وشهدت خيمة الحزب الشيوعي الفرنسي الرئيسة في مهرجان جريدته "اللومانتيه" قبل أيام فعالية للتعريف بهذا النجاح المميز. وستعمل جميع منظمات الحزب الشيوعي الفرنسي مباشرة على تنفيذ قرار الإندماج عمليا.
وفي بيان مشترك صدر في الثامن من ايلول، اكد الطرفان على القناعات السياسية الأساسية المشتركة، كذلك "تقييمهم المتماثل" لأخطار الليبرالية الجديدة المعتمدة اليوم، وعلى مناهضة نهج الرئيس الفرنسي هولاند ورئيس الوزراء فالس. وبالنظر للمخاطر المرتبطة بصعود اليمين المتطرف فان "من غير المسموح به استمرار تبعثر اليسار". ولهذا قرر "وحدة اليسار" الإندماج بالحزب الشيوعي الفرنسي". وفي ظل هذه الظروف من الضروري نشر وتعميق سياسة بديلة بين الناس، وتجميع وتوسيع القوى العاملة في "جبهة اليسار" الفرنسية.
وياتي هذا الحدث ليثبت من جديد صحة النهج الذي تبناه الحزب الشيوعي الفرنسي والداعي الى التقارب مع قوى اليسار، والإنفتاح عليها للوصول الى اشكال متعددة من التنسيق والعمل المشترك. وسيعزز الإندماج دور وفعالية "جبهة اليسار"، ويدفع بالنقاش الدائر في اوساط اليسار الى الأمام. وسيكون لروح التضامن والتعامل الرفاقي الديمقراطي مع الرفيقات والرفاق القادمين عبر بوابة الإندماج الى صفوف الشيوعي الفرنسي، الدور الأهم في تعزيز دور الحزب ونشاطه على الصعيد الوطني والقاري والعالمي.