مدارات

كانت في العراق.. صناعة سكر

عادل عبد الزهرة شبيب
سبق وأن أُنشئت في العراق عدة مصانع لإنتاج السكر وذلك لتوفر مقومات هذه الصناعة المهمة في شمال وجنوب العراق . حيث يوجد مصنع للسكر في مدينة الموصل ينتج السكر من البنجر السكري الذي يزرع في سهل نينوى والجزيرة , واليوم توقف المعمل عن الانتاج بسبب احتلال داعش الارهابي لمدينة الموصل والتي تسعى قواتنا العسكرية بكافة فصائلها الى تحريرها .
ومعمل السكر الآخر هو في مدينة السليمانية الذي ينتج السكر من البنجر وقد توقف المصنع عن الانتاج عام 1980 بسبب تعرض المنطقة للقصف الايراني ابان الحرب العراقية الايرانية (1980 – 1988 )
وأُعيد تشغيل هذا المعمل عام 2014 وهو بحاجة الى اعادة تأهيل وتطوير لزياد الانتاج لتغطية حاجة السوق المحلية خاصة وان السكر يدخل ضمن مفردات البطاقة التموينية . وهناك معمل للسكر انشئ في المدحتية في محافظة بابل وهو تابع للقطاع الخاص وينتج السكر من قصب السكر المستورد وبعض المزارع القريبة من المعمل .
المعمل الآخر للسكر والذي سيدور الحديث عنه هو معمل سكر ميسان الواقع في قضاء المجر الكبير في محافظة ميسان جنوب العراق على مسافة 400 كم جنوب العاصمة بغداد و 180 كم شمال مدينة البصرة . أسس المعمل في مايس 1965 من قبل الشركة المنفذة الرئيسية للمشروع شركة ( هاوايان اكرونومكس ) العالمية الأمريكية مع المقاول الثانوي شركة ( امبيانتي ) الايطالية , حيث استغرق الانشاء خمسة سنوات وبدأ التشغيل في اذار 1970 بطاقة تصميمية وفقا للعقد بمقدار ( 100000 ) طن سكر ابيض في السنة .ويشتمل المعمل على مزرعة بمساحة (42 ) ألف دونم ( 10500 ) هكتار لزراعة قصب السكر , وتتكون المزرعة من قسمين : الجانب الشرقي بمساحة ( 25000 ) دونم , والجانب الغربي بمساحة ( 17000 ) دونم , كما يمكن للمعمل ان يستفاد من مخلفات التصنيع من المولاس في انتاج العديد من المنتجات الصناعية الاخرى مثل الكحول المثيلي وغيره, و المولاس يعني ( دبس السكر او العسل الأسود , وهو سائل بني لزج غامق وهو الناتج الثانوي من عملية البلورة النهائية لتصنيع السكر ويدخل في صناعات عديدة اهمها الكحول والغليسرين وصناعة التخمر والأعلاف .) . بعد أحداث 2003 توقف المعمل عن الانتاج كغيره من المعامل في العراق وكان من اسباب ذلك : انقطاع الكهرباء وأزمة الوقود والتجاوزات على مزرعة المعمل ما مقداره 17 ألف دونم من مساحة المزرعة , اضافة الى عدم استقرار الوضع الأمني بعد 2003 وعدم اهتمام وعجز الحكومات المتعاقبة منذ سقوط النظام الدكتاتوري عن تأهيل المعمل والمزرعة وتزويد المعمل بالمكائن الحديثة والمتطورة وعدم توفر الصيانة بشكلها الصحيح وسوء الادارة وتفشي الفساد المالي والاداري مع التعرض الى عمليات النهب والتخريب التي حدثت في العام 2003 اثر الغزو الامريكي للعراق... وتقول الشركة العامة لصناعة السكر بأنها قد اعتمدت على قدرتها الذاتية لإعادة التأهيل . وفي الوقت الحاضر توقف المعمل عن استخلاص أي كمية من السكر لكنه يعمل حاليا بخطين انتاجيين : الأول لإنتاج العلف الحيواني والسماد , والثاني لتعبئة السكر المستورد . وتشير التقارير الى أن شركة الصناعات الغذائية في ميسان تسعى لاستثمار معمل سكر ميسان من خلال التعاقد مع احدى الشركات المتخصصة لتدخل كشريك مع الشركة العامة للصناعات الغذائية وتزودها بالسكر الخام ليتم تكريره باستخدام معدات المعمل ليعود للعمل بكامل طاقته التصميمية , اضافة الى الاتفاق مع شركة ايرانية متخصصة في مجال توليد الطاقة لنصب وحدة توليد كهرباء بكلفة 13 مليون دينار حيث تم فتح الاعتماد لها .
ان النهوض بصناعة السكر في العراق بشكل عام وفي ميسان بصورة خاصة , يتطلب :
1. استخدام المكننة الحديثة والتكنولوجيا المتطورة في معامل انتاج السكر واعادة تأهيل معاملنا .
2. توفير الطاقة الكهربائية بشكل مستمر .
3. زيادة انتاج السكر المحلي ليغطي حاجة البطاقة التموينية كونه يدخل ضمن مفردات البطاقة وسيكون لذلك دوره في تقليل الاستيراد والحفاظ على العملة الصعبة .
4. توفير الأمن والاستقرار والقضاء النهائي على داعش سيكون له دوره في اعادة تشغيل معمل سكر الموصل بعد اعادة تأهيله وتطويره .
5. التعاقد مع الشركات العالمية الرصينة المتخصصة لتطوير معامل السكر وزيادة طاقتها الانتاجية.
6. زيادة التخصيصات المالية لهذه الصناعة المهمة.
7. تأهيل مزارع قصب السكر في المجر ومزارع البنجر السكري في الموصل والسليمانية لتتمكن من زيادة انتاجها بهدف سد حاجة السوق المحلية .