مدارات

الأرجنتين: التحالف الحاكم يحتفظ بالأغلبية / رشيد غويلب

شارك حوالي 30.6 مليون ناخب في الانتخابات الجزئية لمجلسي النواب والشيوخ، التي جرت يوم الأحد الفائت في الأرجنتين، وجرى خلالها انتخاب نصف أعضاء مجلس النواب، وثلث أعضاء مجلس الشيوخ، وسيجري وفق النظام الانتخابي المعمول به في الأرجنتين انتخاب المقاعد الأخرى في المجلسين في عامي 2015 و2017 على التوالي. ولأول مرة شارك في التصويت ما يقارب 600 ألف ناخب في سن 16 و17 عاما.
وكان النظام الانتخابي يلزم المواطنين بين 18- 70 عاما بالمشاركة في عملية التصويت.
وعلى الرغم من خسارة حزب "جبهة الانتصار" بزعامة رئيسة الجمهورية كريستينا كيرشنر للكثير من الأصوات، إلا انه استطاع الاحتفاظ بالأغلبية التي يتمتع بها في مجلسي السلطة التشريعية، بحصوله على 33.2 في المئة، متقدما بوضوح على الائتلاف الاجتماعي الديمقراطي المعارض، الذي حصل على 21.4 في المئة، ومع ذلك تحدثت وسائل الإعلام اليمينية والمعارضة عن هزيمة انتخابية لرئيسة الجمهورية، علما أن كيرشنر حصلت في الانتخابات الرئاسية الأخيرة على 54.2 في المئة.
وقد تراجعت أصوات "جبهة الانتصار" في 5 محافظات بينها العاصمة بوينس ايرس أكثر مدن الأرجنتين من حيث الكثافة السكانية، والتي حصل فيها حزب "جبهة التجديد المحافظ بزعامة سيرجيو ماسا، الذي كان في وقت سابق مقرب لرئيسة الجمهورية، على 43 في المئة من أصوات الناخبين، ويعتبر الآن أهم خصوم كريستينا كيرشنر، واستطاع حزب "المقترح الجمهوري" اليميني الشعبوي أن يتقدم القوائم الانتخابية في العاصمة، ولكنه حصل على المستوى الوطني على 9 في المئة فقط. وحافظ التحالف الحاكم على الصدارة في 19 محافظة من أصل 24 محافظة.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه الحكومة على نجاحاتها الاقتصادية، تحملها المعارضة مسؤولية وصول معدل التضخم الى أكثر من 25 في المئة، فضلا عن انتشار الفساد المالي وجرائم العنف. والمعروف ان الحكومة الحالية تتمتع بدعم الفئات الأكثر فقرا، بسبب مكافحتها للفقر، وتحسين مستوى الرعاية الصحية، والرواتب التقاعدية.
وشكل دخول الائتلاف اليساري "جبهة العمال اليسارية"، الذي يضم مجموعة من الأحزاب المنحدرة من التيار التروتسكي، البرلمان لأول مرة مفاجأة انتخابية، بعد ان حصل على 5 في المئة من أصوات الناخبين، وقد حصل هذا الائتلاف في العديد من المحافظات على أكثر من 10 في المئة، ومنها محافظة سالت، التي حصل فيها على 19.1 في المائة.
وقد وصفت وسائل الإعلام المعارضة الانتخابات قبيل إجرائها بـ"نهاية المرحلة"، التي بدأت بانتصار الرئيس السابق نستور كيرشنر، الذي نجح في قيادة البلاد للخروج من الأزمة الاقتصادية الخطيرة إبان الانهيار المالي في عام 2001. وبعد وفاته في عام 2007، واصلت زوجته كريستينا كيرشنر سياسته. وتتوقع مصادر المعارضة هزيمة التحالف الحاكم في الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2015. ولكن النتائج الفعلية تقول ان هذا التوقع سابق لأوانه. ومع ذلك، فان الأغلبية التي يتمتع بها أنصار رئيسة الجمهورية في البرلمان، تجعل تمرير تعديل دستوري يسمح للرئيسة بالترشيح في الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2015 لدورة ثالثة غير ممكن. وتعتبر رئيسة الجمهورية الحالية شخصية جامعة مهمة، ولهذا ستكون الانتخابات الرئاسية تحديا كبيرا يواجهه أنصارها.
وكريستينا كيرشنر شخصية يسارية ديمقراطية، وتحتفظ بعلاقات طيبة مع حكومات اليسار في أمريكا اللاتينية، وقد استطاعت عبر تحالفها الحاكم "موحدين ومنظمين" ان تحصل على دعم الحزب الشيوعي الأرجنتيني، في حين أن المعارضة ظلت منقسمة على نفسها.