المنبرالحر

القرابة والتعيين! / ريسان الخزعلي

شاهدته مهموماً على غير عادته، وبعد تبادل التحيات سألته عما يدور في ذهنه، وحينما عرفت بان عدم تعيين ولده الخريج هو الهم الذي يشغله، حيث حاول عدة مرات ان يتقدم للتعيين ولكن دون جدوى، مع ان بعض اقرانه قد تم تعيينهم، معللاً ذلك بانهم من اقارب المسؤولين. وقد عرض عليّ فكرة ان يدّعي بانه قريب المسؤول الفلاني عسى ان يحظى بفرصة التعيين، فما كان مني الا ان استوضحه عن ماهية القرابة التي سيدّعيها مضطراً، هل هي قرابة دموية، خيالية، مصطنعة؟ وهنا طلب مني التوضيح الدقيق لهذه المفردات كي يكون في موقف مدروس من ادعائه، وقد جاء توضيحي له من داخل معجم علم الاجتماع:
«القرابة هي علاقة اجتماعية تعتمد على الروابط الدموية الحقيقية، او الخيالية او المصطنعة، ولا يعني اصطلاح القرابة علاقات العائلة والزواج فقط وانما يعني المصاهرة ايضاً. لكن القرابة علاقة دموية والمصاهرة علاقة زواجية، فعلاقة الاب بابنه علاقة قرابية، بينما علاقة الزوج بزوجته علاقة مصاهرة، وهناك القرابة الاولية والقرابة الثانوية، القرابة الاولية هي العلاقة الدموية والاجتماعية التي تربط الوالدين بالابناء، كالعلاقة التي تربط الاب بالام والاخ بالاخت. بينما القرابة الثانوية هي العلاقة الدموية والاجتماعية التي تربط الجد بالخال وبنت الاخ. وقد ينحصر مقياس الانحدار القرابي بالذكور فقط، اي ان القرابة تشمل فقط الاشخاص الذكور المنحدرين من جد مشترك وتسمى القرابة الابوية، اما اذا كان النسب ينحدر من خط الاناث فان القرابة تسمى القرابة الامية، وتكون القرابة ثنائية اذا اعطي المجال للفرد ان يختار اقاربه من خط الذكور والاناث، كما يجب التمييز بين القرابة البايولوجية والقرابة الاجتماعية والتمييز بينهما يتجلى في حالة تبني الاطفال، فليس هناك ثمة علاقة بايولوجية بين الادب وطفله المتبنى لان العلاقة بينهما هي علاقة اجتماعية. اما في حالة الاطفال غير الشرعيين فان هناك ثمة علاقة بايولوجية تربطهم بآبائهم بالرغم من عدم وجود العلاقة الاجتماعية. لهذا يميز العلماء بين الاب البايولوجي والاب الاجتماعي. ومع هذا فان اغلب الانظمة القرابية تعتمد على العلاقات البايولوجية التي تربط الآباء بالابناء. ومن خلال التوضيحات السابقة يمكن استنتاج الموقف من القرابة فيما اذا كانت دموية او خيالية او مصطنعة»
وبعد ان اكملت توضيحي هذا، علّق سائلي والسخرية بادية على ملامح وجهه، وبالعراقي:
(والله يا خويه لو ما سائلك عن القرابة إهوايه احسن.. لان ابني عله سالفتك هاي راح إيظل بلا تعيين!).