المنبرالحر

المؤرخ التركي اسماعيل بيشكجي في ندوة عن القضية الكردية في فيينا/ نيازي مزوري

استضاف المعهد الثقافي الكردي في النمسا الذي يتراسه البروفسور جليل جليلي الكاتب التركي وصديق الشعب الكردي البروفسور اسماعيل بيشكجي في ندوة عن القضية الكردية في مدينة فيينا ,والسيد بيشكجي كاتب تركي من مواليد 1939 ارضروم اكمل دراسته الجامعية في مدينة انقرة والف 42 كتابا ومؤلفأ والعديد منها حول القضية الكردية ,تعرف على الشعب الكردي في عام 1961 وتعرف بصورة اعمق اثناء ادائه الخدمة العسكرية الالزامية 1962-1964 في المناطق الكردية وهنا تأكد له بان لهؤلاء الناس لغة تاريخ وثقافة تختلف عن لغة وتاريخ وثقافة القومية التركية عكس اطروحة الكمالين العنصرية ,وبسبب مواقفه ودفاعة عن حقوق الكورد والحقيقة حكمت عليه المحاكم التركية احكاما تجاوزت250 سنة قضى منها 17 سنه حول قضبان السجون التركية وغرامات مالية تجاوزت المليون دولار امريكي ورغم كل هذا الظلم والاضطهاد والسجن صمد ولم يتخلى عن مواقفه المؤيدة لحقوق الشعب الكردي وناصر قضيته ووقف ضد سياسات الحكومات الكمالية ومنظومتها الفكرية الشوفينية وناضل من اجل نشر القيم والافكار الانسانية واحترام حقوق الانسان بين الاتراك بعيدا عن الافكار الشوفينية الطورانية التي تلاحق القومية التركية منذ قرون من الزمن.
بدا البرنامج بعرض فلم وثائقي قصير حول حياة المؤرخ بيشكجي ولقطات من داخل المحاكم التي اصدرت الاحكام بحقه وعدد من المعاهد الثقافية التي اسسها في اسطنبول وانقرة وارضروم ,وبعدها تحدث الكاتب حول القضية الكردية ابتدأ بأول تقسيم لكردستان في القرن السادس بين الامبراطوريتين العثمانية والايرانية والى اخر تقسيم في عام 1923 بما تسمى معاهدة سايكس بيكو التي قسمت كردستان بين تركيا وايران والعراق وسوريا والتي حرمت الشعب الكردي من تأسيس كيان مستقل به ,وتحدث عن اهم الثورات والحركات المسلحة التي قام الكورد بها في جميع اجزاء كوردستان من اجل حق تقرير المصير واهمها كانت في كانون الثاني عام 1946 في مهاباد حيث اعلن عن تأسيس جمهورية مهاباد الكردية .
وتحدث عن المواقف المخزية لبعض الدول الكبرى والاقليمية وبعض المنظمات الدولية من القضية الكردية والمؤامرات التي احيكت ضد الكورد لمنعهم من تأسيس كيان مستقل بهم على ارضهم ,في عام 1947 اتفق كل من شاه ايران وستالين وبدعم غربي وتركي على القضاء على جمهورية مهاباد الكردية ,وفي نفس السنة وبعد ان انسحب البارزاني مع قوات البيشمركة من جمهورية مهاباد اتفقت بريطانيا ومعها حكام العراق مع شاه ايران والنظام التركي للقضاء على البارزاني وقواته واضطر البارزاني اللجوء الى الاتحاد السوفييتي ,وفي عام 1976 ابرم الشاه وصدام حسين والرئيس الجزائري هواري بومدين وبدعم امريكي اسرائيلي وغربي اضافة الى عدد من الدول الرجعية العربية معاهدة الجزائر وتم

بموجبها القضاء على الثورة الكردية في كردستان العراق ,وفي عام 1988 تعرضت مدينة حلبجة الى اكبر جريمة بحق الانسانية بعد قصفها من قبل قوات صدام بالأسلحة الكيمياوية وسكتت جميع المنظمات الدولية وكانه شئ لم يحصل ,وبعد هذه الجريمة مباشرة عقدت منظمة الدول الاسلامية مؤتمرا ادانت فيها بشدة اجراءات الحكومة البلغارية بحق الجالية التركية المسلمة ومنعهم من تسمية ابنائهم بأسماء تركية واسلامية واما جريمة حلبجة التي راح ضحيتها 20000مسلم بين قتيل وجريح لم تدرج على جدول اعمالهم والامم المتحدة سكتت ايضا لأنه هنالك شركات غربية قامت بتزويد نظام صدام بالغازات السامة ومن المفروض ان يطال العقاب هذه الشركات ايضا وهذا غير ممكن ,وتطرق الى جرائم عمليات اغتيال قاسملو ورفاقه في فيينا والدكتور صادق شرفكندي ورفاقه في برلين واعتقال اوجلان في كينيا واخرها هي المؤامرات ضد الكورد في سوريا في منعهم للحصول على حقوقهم وتم استبعادهم من مؤتمر جنيف2 وغيرها من المؤامرات التي عرقلت حل قضية الشعب الكردي ,وتساءل السيد بيشكجي لماذا كل هذه المؤامرات ضد الكورد بينما تقوم الدول الكبرى والمنظمات الدولية وخاصة بعد انتهاء الحرب العالمة الثانية بحل مشاكل الدول المستعمرة والشعوب المضطهدة واعترفت الامم المتحدة بعضوية عشرات الدول ولها مقعد في المنظمة الدولية وبعض الدول لم يتجاوز عدد سكانها النصف مليون بينما حرم 40 مليون انسان كردي من هذا الحق .
وقام السيد بيشكجي بزيارة المنزل الذي اغتيل فيه الدكتور قاسملو من قبل عناصر من الاطلاعات الايرانية ووضع اكليل من الزهور امام المنزل.