المنبرالحر

مقاربات لها معنى / د.ماجد احمد الزاملي

الكثير من الناس حينما تعيش معهم يتركون اثر في نفسك اما سلبا او ايجابا من خلال مواقفهم وافكارهم التي يبدونها او من خلال افعالهم .فمنهم من يتصف بالتاريخ الناصع والتضحية بالغالي والنفيس والايثار ونكران الذات واذا ربطوا حياتهم بقضية يستوطنون حتى اذا كانت الظروف المحيطة قاسية وقاهرة احيانا .كفاح كنجي (ماجد) مثلا من الانصار الاوائل بعد اشتداد الهجمة الشرسة على الحزب الشيوعي العراقي من قبل النظام السابق , يمتاز بالاخلاق العالية والروح الرفاقية .التقيته في مقر الحزب الشيوعي في دهوك ابان الانتفاضة اذار عام 1991 كان مثالا رائعا جسّد شخصية الشيوعي من خلال الخُلق لم يضجر ساعة يقوم بواجباته بكل رحابة صدر ولا ملل ,انه مشروع تضحية بدون منّة على احد ,تراه يضحك بالرغم من فقدان اهله خلال عملية الانفال سيئة الصيت عام 1988 ولايٌشعر احد انه مفجوع باهله ولا يُزايد على احد ولا يستخدم دمائهم للمتاجرة, كان في المقر يخظ لافتات الحزب دون مقابل. وبعد إنتكاس الانتفاضة ودخول الجيش الى مدن وقرى وقصبات كردستان إنسحبنا الى الحدود التركية, وقبل وصولنا الحدود التركية جاءنا امر ان نضع اسلحتنا في سيار ايفا (سيارة عسكرية مكشوفة) الوحيد الذي رفض هو كفاح ورمى سلاحه في الماء الجاري قال لااريد لسلاحي أن يقع بايدي المهربين ويٌباع للجندرمة الاتراك وفعلا هذا الذي حصل. بقينا على الحدود التركية العراقية أول اربعة ايام بلا مأوى لاخيم ولا مواد غذائية سوى القليل من البرغل لانستطيع حتى الجلوس لشدة سقوط الثلوج نحرق الاشجار ونقف حولها فعلا كانت ايام عصيبة, بعدها بدء الطيران الامريكي يرمي لنا الارزاق الجافة والخيم ,وطيلة بقائنا على الحدود التركية التي دامت خمسة واربعين يوما لم ألحظ من كفاح سوى الطيبة والتعاون كان اخا حنونا يحمل معة القليل من الادوية لمساعدتنا. استقر به المقام في المانيا هو وزوجته واطفاله وعندما حصلت احداث الموصل رجع ليحمل السلاح مع مفارز الحزب الشيوعي في سهل نينوى والشيخان والان يقاتل قوى الظلام .الذي اريد الوصول اليه الوطنية ونكران الذات والإيثار لاترتبط بدين ولابطائفة دون اخرى علي دواي نجح ليس لانه شيعي لان عبعوب صاحب اكبر صخرة في التاريخ المعاصر ايضا شيعي ,الشهيدة امية سنية وعبود قنبر الخائن شيعي .
وفي الجانب الاخر نرى السيد مرتضى القزويني يخرج علينا بين الحين والاخرويقول الشيوعيون كفّار,القزويني ترك العراق في عقد السبعينيات من القرن المنصرم الى الكويت وبعدها بسنوات انتقل الى ايران وبعدها الى الولايات المتحدة الامريكية (الشيطان الاكبر كما يقول هو بلسانه) رجع الى العراق بعد السقوط والان في الحضرة الحسينية المقدسة يثقف الناس البسطاء على ان الشيوعيين كفّار واولاده وبناته يدرسون في امريكا وهو يجمع المال ولم يقرأ قوله تعالى (والذين يكنزون الذهب والفضة ولايٌنفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم).ولم يٌحشد الناس ضد الخطر الذي يٌداهم بلدنا من قبل قوى الظلام الدعشي البعثي والامبريالية العالمية التي يحمل جنسيتهم القزويني ولايتخلى عنها لان فيها مكاسب دنيوية له. الشيوعيون ابناء العراق البررة لا اعرف لماذا يريد القزويني زرع الشقاق والفتنة بين ابناء الشعب اما يكفينا ما سالت وتسيل من دماءنا على يد العصابات التكفيرية وقبلها المقابر الجماعية والحروب والاعدامات, ألا يقتدي القزويني بالكثير من رجال الدين العقلانيين الذين يدعون للحوار واستيعاب الرأي الاخر أمثال المرحوم الشيخ احمد الوائلي الذي قال مقولته الشهيرة(أن تٌدخل الدين بالسياسة يفسد الدين وتخرب السياسة) أي انه يدعو الى فصل الدين عن السياسة وهذا هو المنطق الصحيح , هل سمع القزويني يوما من السيد علي السيستاني ان شتم احد أو دعى الى تهميش احد.ألم يقرأ القزويني التاريخ عندما اسر المسلمون بنت حاتم الطائي أمرهم الرسول الكريم(ص) بإكرامها لان ابيها كان يمتاز بخصال يحبها الله ورسوله بالرغم من انه مات وهو كافر,أيٌريد القزويني ان يٌزايد على محمد بن عبد الله .
ارجع الى ربٌاط حديثي عن الرفيق كفاح كنجي وما يتحلّى به من الصفات المذكورة اعلاه وهو غير مسلم هو أيزيدي كيف يتعامل معه السيد القزويني يهدر دمه ويفعل مثلما تفعل داعش الان مع الاخوة ألأيزيديين أم يميز بين الانسان الوطني المخلص لشعبه ولوطنه والانسان الذي يعيث في الارض فسادا وفتكا بالابرياء ويحرق الحرث والنسل .كفى هذا البلد خرابا وحروبا وانتهاكات لابسط حقوق الانسان الذي كرّمه الله وخلقه في احسن تقويم .تحية إكبار وإجلال للرفيق كفاح كنجي ولكل من نذر نفسه لخدمة شعبه ووطنه.