المنبرالحر

السباحة بالمياه الراكدة الاسنة سببت اللوثة للعقل العراقي !! / حيدر سعيد

الاجواء المشحونة بالفساد والادران وسرقة المال العام في وطننا ، من السعة والانتشار ، توجب من الحكومة الجديدة مجابهتها بحزم ، انطلاقاً من تطهير الاجهزة الامنية من الجيش والشرطة المتصدية للإرهاب وانصاره !!ومن المؤسسات والدوائر الحكومية، التي هي في مساس مباشر بحياة المواطن ، قبل فوات الاوان وقبل ان تقع الفأس بالرأس من جديد ، فانتشال البلد مما هو عليه من مخاطر، يتطلب جهدا كبيرا، ترافقه رؤية وطنية عالية ، وعقيدة ثابتة بحب الوطن والمواطنين دون استثناء، تحشد وراءها كل الطاقات والامكانات المخلصة الحريصة النزيهة من القوى الوطنية من داخل الحكومة وخارجها والسعي بوعي لمعافاة العملية السياسية مما لحق بها من تشويه لصورتها الديمقراطية ،وتنظيف الطريق امامها جيدا ، وخاصة من أولئك الذين فتحوا الباب على مصراعيه لكي ينفذ الفاسدون الانتهازيون اعداء العملية السياسية بطريقة ممنهجة الى جميع مؤسسات الدولة جميعها ليكونوا( لوبياً ) يتحكم بمصير المجتمع وحركته الاقتصادية والسياسية ويخضعه الى سيطرته وارادته ، ويقف حائلا بوجه من يريد للعملية السياسية التقدم باتجاه الديمقراطية حلاً لمشاكل البلد وازماته ، اخذاً الضوء الاخضر من المتنفذين المقررين في الحكومة !!.
لذلك فان التصدي لهذا (اللوبي )من الفاسدين والمتلونين الذي قًدموا ويقدمون خدمة الى الارهاب والارهابين ترتقي الى الخيانة الوطنية ، واجب وطني تقتضيه مصلحة الوطن والمواطن ، خاصة وانهم كانوا وما زالوا معابر الى قوافل الجهل والتخلف الى المؤسسات والى المجتمع ، على حساب المعرفة والعلم والوعي ، اللذين يعتبران العدوين الاساسيين لقوى الردة والارهاب والفساد .
يتطلب اذن من الحكومة الجديدة ان تسبح عكس تيار هذا (اللوبي ) من السراق والفاسدين اعداء الديمقراطية انصار الارهاب والظلام ، وهو ما يستوجب حشد كل الطاقات المخلصة، داعية الى مصالحة وطنية نقبة هدفها مصلحة الوطن والمواطن ، ويبقى معلوماً لدى الحكومة الجديدة، ان الاستمرار بالسباحة في المياه الراكدة الاسنة سيسهل الاصابة بالعدوى وتلويث العقل السليم .
ويبقى ذلك ( اللوبي ) خطراً لا يقل خطره عن الارهاب اذا لم يكن اكثر نزفا وايلاماً .
ان شعار محاربة هذا( اللوبي) جدياً وحقيقياً ، هو بتبوء المتصدين المخلصين اماكنهم المناسبة، يزكيهم في ذلك موقفهم من قضايا شعبهم ووطنهم ومدى التصاقهم بها وتفانيهم من اجلها ، دون النظر الى هوياتهم الفرعية الطائفية والقومية والاثنية .
فهذه المرحلة تحتاج الى مثل هؤلاء المتصدين لتجاوز المحنة ومن يتجاوزها فهو بطل حقيقي في عين الشعب والوطن .