المنبرالحر

تداعيات اعتداءات فرنسا هل تطول الجالية العراقية في بريطانيا؟ / عبد جعفر

جاء الهجوم على الصحيفة الفرنسية (شارلي ابيدو) مؤخرا، هدية من السماء الى اليمين المتطرف (الفاشي) في أوروبا، كي يؤجج العداء ضد المهاجرين ويحملهم المسؤولية عن الاعتداءات، ويعتبرهم طابوراً خامساً يعيش في الدول الغربية، كما اشار زعيم حزب استقلال المملكة المتحدة اليميني المتطرف نايغيل فاراغ.، ملمحا الى انتشار شبكات بينهم تستخدم الأطفال في أعمال الدعارة في شمال لندن، ومطالبا بالتصدي للنهج الذي يؤدي إلى إحداث شرخ في المجتمع البريطاني بسبب سياسات يتمّ تبنّيها "تحت مسمّى التعددية الثقافية"!
وعلى الرغم من أن العاصمة البريطانية، لندن، والعديد من المدن الكبيرة، لم تشهد هجمات عدائية ضد اللاجئين أو ابناء الجالية العراقية خاصة، كما حدث في عواصم أوروبية أخرى كرد فعل على الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له صحيفة (شارلي أبيدو) في باريس، فإن هناك مخاوفا جدية لحدوث هكذا تصرفات جراء ارتفاع أصوات النشاز التي يؤججها حزب اليمين المتطرف وبعض العنصريين (النازيين). ولعل في ازدياد شعبية حزب استقلال المملكة المتحدة من 14% الى 18% بعد اعتداءات باريس مؤشرا على ذلك.
ويخشى المهاجرون في بريطانيا أن تعمل حكومة المحافظين ووزيرة الداخلية تيريزا ماي العضو السابق في حزب اليمين المتطرف، الى زيادة المضايقات ضدهم وكذلك المضايقات على المهاجرين وخصوصا اصحاب البشرة السمراء. ويذكر أن بعض الصحف اليمينية والأقلام المتطرفة البريطانية تنشر بين فترة وأخرى اخبارا وتحقيقات لتجاوزات فردية الهدف منها اثارة الرأي العام ضد المهاجرين وتحميلهم الأزمة الاقتصادية والكساد الذي تشهده البلاد، رغم أن المهاجرين ومنهم العراقيون، يشكلون عصب المؤسسات المهمة في بريطانيا ومنها وزارة الصحة وخروجهم يسبب شللا لها، باعتراف المسؤولين البريطانيين أنفسهم.
وفي الوقت الذي يتوقع فيه أن تستلم السيدة تيريزا ماي رئاسة حزب المحافظين لتصبح المرأة الحديدية الثانية بعد (مارغريت تاتشر)، تتصاعد المخاوف من أنها ستقود البلاد الى مزيد من الاجراءات ضد ذوي الدخول الواطئة والمهاجرين بشكل خاص وطالبي اللجوء. واذا كانت (تاتشر) قد سميت سارقة حليب الأطفال، بعد تقليص السن القانوني للاطفال الذين يحصلون على الحليب المجاني من الحكومة، فأن تيريزا، أذا ما نجح المحافظون في الانتخابات التشريعية في مايو (ايار) القادم مرة اخرى، ستدمر، على نهج الحكومة الحالية، ما تبقى من مكاسب الرفاهية والضمان الذي تحقق بفعل نضالات الطبقة العاملة والنقابات واليسار عموما عبر عشرات السنين، وستزيد من الاعمال الاستفزازية العنصرية ضد المهاجرين ومنها جاليتنا العراقية.