المنبرالحر

سوريا: البحث عن ذرائع جديدة للعدوان..!؟؟ / باقر الفضلي

ما إنفك التحالف الثلاثي الأمريكي _ الأوروبي؛ والمتمثل بكل من أمريكا وفرنسا وبريطانيا، وتابعه في منطقة الشرق الأوسط ، المتمثل بالتحالف التركي _ القطري، يبذلان قصارى جهدهما في الوصول الى "ذريعة" يمكن من خلالها، تنفيذ عدوانه المبيت ضد دولة سوريا، في وقت يدرك فيه كلا التحالفين؛ بأن الأمر، لم يعد بتلك السهولة التي سبق وأن أقدمت عليها أمريكا وحلفاؤها عند غزوها للعراق في آذار/ 2003، تحت ذريعة واهية، لم تصمد أمامها كل الحجج التي تعكزت عليها أمريكا في حينها، ومن خلال مندوبها في مجلس الأمن، من إقناع أحد من أعضائه، فكانت النتيجة، أن أقدمت أمريكا على تنفيذ غزوها، منتهكة بذلك ميثاق الأمم المتحدة، رغم أنها تمثل ركن أساس ضمن مجموعة الدول الكبرى الخمس، أعضاء مجلس الأمن، المناط بهم حماية الأمن والسلم الدوليين..!!؟؟
فبعد الفشل المتكرر لمحاولات أمريكا وتحالفها الغربي الخليجي، ومنذ أربع سنوات، في إيجاد الفرصة المناسبة للإنقضاض على دولة سوريا، كانت ذريعة إستخدام السلاح الكيمياوي، من أقوى الذرائع التي حاولت أمريكا الركون اليها، في محاولتها التدخل في الشأن السوري، من خلال توجيه ضربتها العسكرية العدوانية، تحت تلك الذريعة، إلا أن صمود الشعب السوري وجيشه الوطني، في مواجهة الإرهاب، قد حال دون نجاح تلك الذريعة، حتى اليوم..!
ولكن ومع كل ما بذله ويبذله الإعلام الأمريكي _ الغربي، ناهيك عن من يدعى ب" أصدقاء سوريا"، من تضليل متواصل، في محاولة لغسل عقل المجتمع الدولي، ودفعه بإتجاه تصديق ما توظفه من إشاعات تفتقر للدليل المعتبر، حول إستخدام الدولة السورية للسلاح الكيمياوي ضد معارضيها، فإنها لم تصمد، أمام الموقف الدولي، الذي بات أكثر إنتباها مما كان عليه أيام غزو العراق وليبيا..!؟؟(1)
والفشل ليس هو دائماً من يدفع صاحبه للإعتبار والتعقل، بقدر ما يكون دافعاً للإصرار، إذا ما إقترن بهدف تحقيق مصالح ترتبط بإستعباد الشعوب وإستعمار البلدان، ومن هنا وفي محاولة متواصلة، للبحث عن الذريعة، جاءت ولادة قرار مجلس الأمن الجديد في السادس من آذار الحالي، حيث تبنى مجلس الامن الدولي الجمعة، قرارا يدين استخدام غاز الكلور كسلاح كيميائي في النزاع السوري من دون توجيه اصابع الاتهام لأي طرف..!(2)
الفارق أن أمريكا تقدمت الى مجلس الأمن بمقترح القرار المذكور، في وقت كانت فيه دولة سوريا، وبناء على الاتفاق الامريكي الروسي، السباقة الى التخلي عن أسلحتها الكيمياوية، والتأكيد على السبل السلمية بإعتبارها الطريق الأسلم لحل الأزمة السورية، فما يعنيه القرار الجديد لمجلس الأمن، المقدم كمقترح من قبل أمريكا، إلا محاولة لتجديد البحث عن إسناد دولي شرعي، كذريعة، كما أشرنا سابقاً، للوصول الى غاياتها السابقة في العدوان على سوريا..!؟(3)
ولقطع الطريق على أي إحتمال لتوظيف القرار المذكور من قبل أمريكا وحلفائها، في فرض عقوبات على دولة سوريا، فقد أعلن المندوب الرسي السيد تشوركين عن رفض روسيا القاطع لفرض أي عقوبات ضد سوريا بلا أساس؛ وهذا بذاته يعكس ما تمت الإشارة اليه حول إنتباه المجتمع الدولي، من غفلته التي تمثلت بالتجاوز وخرق ميثاق الأمم المتحدة من قبل أمريكا في آذار/ 2003..!.؟(4)
فالمحاولات الأمريكية وحلفائها، لم تتوقف يوماً ومنذ بدايات الأزمة السورية، في التخطيط للتدخل بالشأن السوري، وهي لم تتوان يوماً في دعم الحملة الإرهابية ضد سوريا، وسياساتها الإزدواجية في التعامل بهذا الشأن، لم تعد مخفية أمام الجميع، وما يستعرضه قادتها وكبار مسؤوليها من تصريحات بين الحين والآخر، يفضح النوايا الخفية من وراء ذلك، وما تصريحات الجنرال مارتن ديمبسي رئيس أركان القوات المسلحة الأمريكية الأخيرة، إلا نموذج لتلك السياسة إتجاه دولة..!!؟؟(5)