المنبرالحر

سوريا: صمود الشعب السوري في مواجهة الحرب الإرهابية..!؟ / باقر الفضلي

النجاح الذي حققه كل من الوفد الحكومي السوري في منتدى موسكو/2 قبل أيام، ووفد المعارضة السورية، وبمبادرة ورعاية من قبل الحكومة الروسية، جاء كخطوة إيجابية في الطريق، وبمثابة تمهيد عملي للحل السلمي للأزمة السورية، التي دخلت سنتها الخامسة، حيث تم الإتفاق بين الأطراف المتشاورة، على أسس الألتقاء الذي جسدته وثيقة تفاهم منتدى موسكو في نقاطها العشر، لتعلن أمام الشعب السوري والمجتمع الدولي، بأن لا طريق أمام سوريا للخروج من محنتها، وقطع الطريق على جميع من يريد الإضرار بها شعباً ودولة، إلا طريق الحل السلمي من خلال الحوار بين جميع من يهمه الشأن السوري من أبنائها من الوطنيين السوريين..! (1)
وقد جاء تأكيداً لذلك، دعم الأمم المتحدة للمبادرة الروسية على لسان مبعوثها الى سوريا السيد ستيفان دي ميستورا حيث [[ أكد دي ميستورا أنه حان الوقت للإصغاء إلى رأي روسيا باهتمام أكبر حول الأزمة السورية التي تستمر 4 سنوات وأدت إلى مقتل أكثر من 210 ألف شخص وإلى تنامي التطرف بشكل غير مسبوق.]](2) كما ومن جانب آخر، إعتبر فيتالي نعومكين المنسق الروسي للقاء "موسكو-2"، إن اللقاء يمكن أن يشكل قاعدة نحو حل سلمي للأزمة ..!(3)
ولكن وعلى العكس من ذلك، حيث لم يمض إلا يوم واحد على الإتفاق، الذي أقرته وثيقة منتدى موسكو في العاشر من نيسان الجاري، حتى تحركت القوى المناهضة لخيار السلم في سوريا، لتمطر منطقة السليمانية في مدينة حلب الشهباء بتأريخ 2015/4/11، بوابل من الصواريخ المدمرة، التي راح ضحيتها العشرات من الضحايا الأبراياء من المدنيين، ناهيك عن حجم الدمار الهائل الذي لحق بالبنى التحتية ومساكن المواطنين..!؟(4)
إن حرباً إرهابية كونية بهذه الوحشية المدمرة، ضد دولة وشعب سوريا، تستدعي من المجتمع الدولي بلا إستثناء، التحرك السريع الى تجفيف منابعها، سواء من دعم لوجستي مستمر بالسلاح أو بالمال والمقاتلين؛ فما أقدمت عليه دولة روسيا، الدولة العضو الدائم في مجلس الأمن، وبما لها من تأثير واضح المعالم في منطقة الشرق الأوسط، قد دفعت بمبادرتها آنفة الذكر، نحو الإتجاه الصحيح، في رسم سياسة دولية بإشراف الأمم المتحدة، لمعالجة الأزمة السورية، لتجنيب الشعب السوري ويلات النزاع الداخلي، وكوارث الحرب الإرهابية، المدعومة من قبل التحالف الخارجي، المقاد من قبل حلف "أصدقاء سوريا"..!؟
تلك المبادرة التي وجدت صداها الإيجابي لدى الحكومتين الروسية والسورية بالتثمين، حيث أكدا التزامهما بالتسوية السياسية في سوريا من خلال الحوار السوري - السوري بدون تدخل خارجي وعلى أساس بنود بيان جنيف في 30 يوليو/تموز 2012. الأمر الذي وجد إنعكاسه الإيجابي لدى المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في حديث مع وكالة تاس: إن الأمم المتحدة ستدرس الوثيقة المعتمدة في أعقاب المشاورات السورية السورية بمشاركة ممثلي الحكومة والمعارضة السورية في موسكو..! (5)
لقد عكس ما بلورته النقاط العشر من وثيقة منتدى موسكو، من توافق بالإجماع بين الفريقين المتشاورين حول تفاهم موحد عن تقييم الوضع الراهن في سوريا، رغم بعض نقاط الخلاف، فإن ما جسدته الورقة في تلك البنود، يعتبر بالنسبة للخروج من عنق الزجاجة، خطوة كبيرة في التقدم الى الأمام، كما أنها عكست من جانب آخر، تحلي البعض من الأطراف المتشاورة، بروحية حسن النوايا للبحث عن الحلول المناسبة للخروج من تلك الأزمة الخانقة..!
فما جاء في توضيحات السيدين الجعفري المندوب السوري، وفيتالي نعومكين المنسق الروسي، فيه الكثير مما يلقي الضوء على تفاصيل الحوار بين المتشاورين وعن طبيعة المواقف؛ فقد لخص السيد نعومكين جوهر الأمر من وراء اللقاء المذكور، إنما يعتمد على ما يشير الى.. [[ إن أسس العملية السياسية المستقبلية يجب أن ترتكز إلى الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ومؤسسات الدولة، مؤكدا على أن الأطراف خرجت بتفاهمات تدعو إلى الضغط على الدول المعنية بتدفق الإرهاب، وختم المنسق الروسي حديثه بأنه لا يمكن التوصل إلى حلول سريعة لأزمة كبيرة مثل أزمة سوريا...! ]](6)
لقد كان في تلك الإشاره، ما يلخص معنى صمود الشعب السوري، في مواجهة الحرب الإرهابية، وما قدمه في هذا الصمود من تضحيات جسيمة، وما تعنيه وحدة صفوفه في هذه المواجهة، من وعي وطني لجسامة المخاطر التي تحيق به كشعب واحد متحد، وبسوريا كوطن حر مستقل موحد..!