المنبرالحر

إخوان مصر أرادوا ابتلاع الدولة والمجتمع فعاقبهم الشعب / حسين كركوش

لم تعش حركة (الأخوان المسلمون) طوال تاريخها، أي منذ أن أسسها الإمام حسن البنا عام 1928، محنة حقيقية كبرى مثل هذه المحنة التي تواجهها منذ اندلاع التظاهرات المليونية ضدها قبل أسابيع وما تلاها من تطورات وتعقيدات. فما حدث من تظاهرات واحتجاجات مليونية غير مسبوقة في تاريخ مصر قبل أسابيع ضد حكم الأخوان كاد أن يسدد ضربة قاضية للحركة بأسلوب جماهيري ديمقراطي وسلمي، وربما كان سيقضي عليها تماما، أو في أحسن الأحوال، كان سيحولها إلى جمعية خيرية. نقول (كاد) لأن الجيش تدخل وقدم خشبة إنقاذ للإخوان الغرقى في بحر أوهامهم وتناقضاتهم وتخبطاتهم.
الجيش قدم خشبة إنقاذ للأخوان
تدخل الجيش وقيامه بعزل الرئيس محمد مرسي كان، من وجهة نظرنا الشخصية، عملا قسرياً إشكالياً مثيرا للجدل من حيث ابعاده وتداعياته على عملية التحول الديمقراطي وبناء الدولة المدنية وعلى دور ونفوذ قوى الاسلام السياسي مستقبلا، وذلك للأسباب التالية: الرئيس مرسي تم اختياره بانتخابات ديمقراطية، مهما كان الفرق قليلا في الأصوات بينه وبين أحمد شفيق. صحيح أن الشعب هو صاحب القرار ومصدر السلطات وهو الذي يثبت من يشاء ويخلع من يشاء من الحكام، وصحيح ايضاً أن الحشود البشرية المليونية غير المسبوقة في تاريخ مصر التي تفجرت ضد مرسي وحكم الأخوان تمثل ممارسة ديمقراطية أو (Hyperdemocracy )، كما يسميها علماء السياسة، حيث تنشط الجماهير بطريقة مباشرة بعيدا عن القانون وتفرض طموحاتها ورغباتها عن طريق الضغط المادي، لكن مرسي انتخبته الأكثرية، على أي حال.
السبب الثاني هو، أن الجيش حوّل، بعد تدخله، الأخوان المسلمين إلى ضحايا وشهداء.
ثالثا، لم يعرف عن الجيش، خصوصا في بلدان العالم الثالث، ولعه بالديمقراطية ودفاعه عن الحريات، بقدر اهتمام قادته بضمان مواقعهم وامتيازاتهم الشخصية.
رابعا، ما أقدم عليه الجيش وهو يعزل الرئيس مرسي قد يكرره ضد أي قوى سياسية ستحكم مصر، ودائما ستكون الحجة نفسها: حقن دماء المواطنين.
خامسا، وهو أهم الأسباب، انه لو اتيح للتظاهرات المليونية ضد مرسي وحكم الأخوان أن تستمر وتتسع وتتطور ، وتتجذر مطالبها وشعاراتها، وإن استغرق ذلك وقتا طويلا وكلّف تضحيات باهظة، وجرى بطريقة الخطوة خطوة نزع التنازلات، واحداً تلو آخر، من الرئيس المعزول محمد مرسي.
سقوط ورقة التوت الديمقراطية
فاستمرار التظاهرات وزيادة زخمها كان سيقود إلى نزع ورقة التوت الديمقراطية التي اضطر الأخوان أن يضعوها ليستروا بها، ولو مؤقتا، عورتهم اللاديمقراطية التسلطية التفردية. وكانت ورقة التوت هذه قد بدأت تسقط بوتيرة متسارعة منذ وصول الأخوان إلى الحكم. يقول الباحث الإسلامي رضوان السيد (صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 05/7/2013) إن (الأخوان أرادوا خلال عام واحد تصفية الدولة العميقة، وهي تشمل الجيش والأمن والقضاء والإعلام والجهاز الإداري والأزهر والبابوية القبطية، يضاف لذلك مليون شاب ! )
وهذا صحيح، فقد كان من الواضح أن الأخوان كانوا يضمرون عكس ما يقولون. كانوا يتظاهرون بقبول التعددية والديمقراطية ومبادئها ، وفي نفس الوقت، كانوا يفعلون أكثر مما في وسعهم للالتفاف عليهما وتفريغهما من محتواهما وصولا لفرض آيدولوجيتهم وحدها والتفرد بالحكم. اعتراف الرئيس محمد مرسي قبل لحظات من عزله بأنه أرتكب (أخطاء)، هو اعتراف يكاد أن يكون صريحا بالمستور الذي ما كان الأخوان يحكون عنه ، أي المخطط الأخواني بعيد المدى. ف(الأخطاء) الذي قال مرسي أنه ارتكبها ما كانت مجرد أخطاء إنما هي خطة أخوانية استراتيجية ومحكمة كانت، لو لم تبادر التظاهرات المليونية لإفشالها، ستدمر كل (مبادئ) الديمقراطية ولن تبقي منها إلا صناديق الانتخابات كوسيلة (شرعية) توصلهم للحكم. وإلا، لماذا أعترف مرسي بالأخطاء بعد الاحتجاجات ضده وليس قبلها ؟ وهل كان مجرد خطأ (الإعلان الدستوري) الذي نصت أحدى مواده على أن (جميع القرارات الرئاسية "أي التي يصدرها مرسي" نهائية غير قابلة للطعن من أي جهة أخرى "المحكمة الدستورية، مثلا") ؟ وهل الإصرار على كتابة دستور تحت هيمنة كاملة للأخوان كان مجرد خطأ ؟ وهل هي مجرد (أخطاء) ما قام به الأخوان والأحزاب السياسية المتفرعة عنهم، من تطبيق لإجراءات تعسفية، على الصعيدين الرسمي والشعبي، شملت فرض رجالهم في المؤسسات الإعلامية، عزل القضاة، تكفير الفنانين والمثقفين، قتل وحشي لمن يعارضهم فكريا (قتل وسحل الداعية الشيعي الشيخ حسن شحاتة)، إلقاء خطب تحريضية ضد من يخالفهم الرأي وتخييرهم بين التنازل عن أفكارهم ومواقفهم وبين مغادرة البلاد، حتى قال قائلهم: (من لا تعجبه مصر "ويقصد مصر الذي يريدون بناءها وفق أفكارهم" عليه أن يترك البلاد.) ورغم كل التظاهرات التحذيرية ضد الأخوان خلال العام الماضي والتي كان ينادي المشاركون فيها (مصر مش عزبة/ ضيعة.. مصر لكل المصريين) و(حد أدنى للأجور للي ساكنين في القبور) في أشارة إلى تفرد الأخوان بالحكم وفشلهم في تحقيق العدالة الاجتماعية، إلا أن الأخوان لم يعبأوا بتلك التحذيرات. الأخوان والأحزاب المتفرعة منهم كانوا قد (تفرعنوا قبل أن تمر سنة واحدة على وصولهم للحكم.
النتيجة الأخرى التي كانت ستظهر لو استمرت التظاهرات ضد مرسي ونجحت في إسقاطه هي، تحجيم دور الجماعات المتشددة المتفرعة عن حركة الأخوان. فلو كانت الحشود المليونية قد نجحت في إسقاط حكم الأخوان وحدها، وبعيدا عن تدخل الجيش لما كان حزب النور، مثلا، قد تصدر واجهة الأحداث بعد عزل مرسي، بل ويصبح صانع ملوك لا تكتمل الأمور إلا بموافقته، وحزب النور لا يختلف، في نهاية المطاف، عن الأخوان فهو واحد من الفصائل التي خرجت من عباءة الأخوان وأصبح يتفوق عليهم في تشدده وتطرفه، (وقف ضدهم في هذه اللحظة نكاية بهم وليطرح نفسه بديلا عنهم)، أي أن الحشود المليونية الثائرة المعارضة لمرسي كانت ستكسر، ليس ظهر الأخوان فحسب، وإنما أيضا ظهور تفرعاتهم السياسية الأكثر تشددا منهم.
ما الذي سيفعله الأخوان حتى لو عادوا للحكم مع هذا الكم المتزايد من الأعداء ؟
الآن، وبعد كل ما حدث ويحدث في مصر، يوجد سؤالان أولهما هو: ماذا لو أجريت انتخابات ديمقراطية في مصر وفاز بها الأخوان ؟ كيف سيتعاملون مع الأوضاع المستجدة في مصر ؟
نعرف جميعا أن اللوحة تغيرت تماما عن ما كانت عليه قبل عام، وتغيرت خارطة التحالفات وظهرت عوامل إقليمية ودولية جديدة. فالأخوان سيجدون أمامهم أعداء كثيرين داخليا وعربيا. سيجدون أمامهم، أولا، مؤسسة الأزهر التي يقول الأخوان أنها خذلتهم وانحازت لصفوف أعدائهم وللأزهر كما نعرف تأثير ونفوذ كبيران وسط الإسلام السني، ليس في مصر وإنما خارجها، أيضا. سيجد الأخوان، ثانيا، أقباط مصر الذين يرى الأخوان أنهم اصطفوا مع المؤسسة العسكرية بغضا لهم ورفضا لحكمهم. ستكون أمام الأخوان، ثالثا، الجماعات الإسلامية السلفية، حلفاء الأخوان التقليديين، الذين يتهمهم الأخوان الآن بالخيانة والغدر بعد أن وافقوا، ممثلين بحزب النور، أن يقفوا ضد حكم الأخوان. سيجد الأخوان، رابعا، المؤسسة العسكرية المصرية التي أطاحت بهم، وقوى الشرطة والمؤسسات الأمنية التي أظهرت شماتتها الكبرى بسقوطهم. سيجدون أمامهم، خامسا، المؤسسة القضائية التي أهانها الأخوان والتي دفعت برئيسها، كبادرة لرد الاعتبار، لأن يكون رئيسا مؤقتا يسد الفراغ الذي شغله رئيس الأخوان في رئاسة الجمهورية. سيجد الأخوان، سادسا، فئات واسعة من الفنانين والمثقفين والأدباء والإعلاميين الذين كانوا قد وقفوا ضد الأخوان منذ البداية وطردوا الوزير الأخواني وأجبروه أن يخرج من مبنى وزارة الثقافة حتى قبل الإعلان عن عزل رئيسه مرسي. سيجد الأخوان، سابعا، عداء شرسا ومكشوفا هذه المرة من أهم دول الخليج وأكثرها امتلاكا للمال، السعودية والأمارات والكويت، التي بادرت لدعم حكومة ما بعد الأخوان ماليا بمليارات من الدولارات. سيجد الأخوان، ثامنا، لعنة، بل عار سيلاحقهم هو دفاع أمريكا عنهم، هم الذين كانوا يصورون أنفسهم كأنقياء طهريين وكأعداء للمخططات والمواقف الأميركية في المنطقة وخصوصا دعمها لإسرائيل على حساب القضية الفلسطينية التي يقول الأخوان أنها في أولوية أولوياتهم. سيكون أمام الأخوان، تاسعا، المارد الجبار الذي خرج من القمقم ولن يعود إليه مهما حدث، والذي أمهلهم ولم يهملهم طوال العام الذي ظلوا فيه في الحكم، والذي نغص حياتهم وأرق نومهم، نعني هذه الحشود المليونية التي تظاهرت وما تزال تتظاهر ضدهم.
الأخوان والانتخابات القادمة
السؤال الثاني هو، هل سيشارك الأخوان في الانتخابات القادمة التي يفترض أن تحدث بعد ستة أشهر، وماذا يجب أن يحدث لو أنهم قاطعوا ؟
كل الدلائل المتوفرة أمامنا في الوقت الحاضر لا تغري الأخوان على المشاركة في الانتخابات القادمة. فخارطة أعداء الأخوان التي رسمنا تضاريسها توا ستجعل الأخوان إذا عادوا للحكم، رغم ما لديهم من مناصرين وهم أعداد كبيرة ولا نقلل من شأنهم أبدا، أشبه بجزيرة صغيرة تحيطها بحار من الكراهية والرفض. وفي حال كهذه لن يكون بمقدور الأخوان الاستمرار في الحكم.
الأمر الأخر الذي لا يشجع الأخوان على المشاركة في الانتخابات القادمة هو، أن الأخوان يعرفون جيدا أن مرشحهم مرسي فاز في المرة السابقة بفارق بسيط جدا بينه وبين أحمد شفيق علما بأن الكثير من غير مناصري الأخوان كانوا قد صوتوا لمرسي لا تأييدا له وإنما لمنع شفيق من الفوز باعتباره من رجال العهد القديم، فكيف سيكون الحال الآن وقد حدث ما حدث. والأخوان يدركون جيدا أنهم إذا خسروا في الانتخابات القادمة، بعد هذه الهبة الجماهيرية المليونية ضدهم، فسوف لن تقوم لهم قائمة بعد ذلك. ولهذا فأن استراتيجيتهم ستتركز، على الأرجح، على ما يلي:
عدم المشاركة في الانتخابات للاحتفاظ بصورة ( الضحية/ المظلوم) والتركيز عليها وترويجها والعمل على ترسيخها في ذهن مناصريهم والرأي العام المصري، الاستمرار في إصرارهم على استعادة (الشرعية) التي يقولون أنها انتزعت عنوة منهم، رغم معرفتهم أن أمرا كهذا أصبح في عداد الماضي. ومن الآن وحتى حدوث الانتخابات فأنهم سيلجؤون إلى تأزيم الموقف وتصعيده بوتيرة عالية وبطريقة استفزازية عنيفة ضد معارضيهم المدنيين وضد القوات المسلحة والقوى الأمنية ورجال الحكومة المؤقتة، وإشاعة الفوضى واللاإ ستقرار حتى لو كلفهم ذلك ضحايا، بل هم سيفعلون ما في وسعهم لسقوط أكبر عدد من الضحايا في صفوف أنصارهم، لنيل عطف الرأي العام وتضامنه معهم، وسوف لن يترددوا، إذا اقتضى الأمر أن ينسقوا مع الجماعات الأكثر تطرفا وحتى تلك الجماعات الأرهابية التي تنشط الآن في سيناء. وبالتوازي مع ذلك سيستمرون وسيجهدون في مغازلة قادة كبار في المؤسسة العسكرية، أملا في استمالتهم وشق المؤسسة.
والأخوان سينفذون هذه (المبادرات) بأقصى سرعة ممكنة، فالوقت منذ الآن وحتى إجراء الانتخابات القادمة قصير جدا، وهم يدركون أنه إذا حدثت الانتخابات القادمة بطريقة ديمقراطية شفافة وبإقبال واسع من الناخبين دون مشاركتهم هم، فأن أي أحداث عنف دراماتيكية سيقومون بها بعد ذلك تصبح خروجا عن القوانين ورفضا لإرادة الأكثرية ألانتخابية وعندها سيكون ما يفعلونه وبالا عليهم.
الأخوان ليسوا قوة هامشية لكنهم ليسوا القوة الأكبر
كل ما قلناه حتى الآن لا يعني بأي حال من الأحوال أن جماعة الأخوان في مصر هي جماعة هامشية ومعزولة. إنها قوة سياسية كبيرة لها أنصارها ولها مؤيدوها لكنها، قطعا، ليست القوة (الأكبر)، كما دأب الأخوان على تصوير أنفسهم خلال العقود الماضية. القوة (السوبرمانية) التي ظل الأخوان يضفونها على أنفسهم كانت، كما أثبتت الأحداث والوقائع الجارية، قوة وهمية، وفي أحسن الأحوال مبالغ فيها. وساهم في خلق هذه القوة الوهمية، ليس الأخوان وحدهم، إنما أعداؤهم أيضا، أي الأنظمة المصرية التي تعاقبت على الحكم، مثلما ساهم في خلقها غياب الحريات السياسية التي غيبت بدورها أي نشاط سياسي للمجتمع المدني المصري. لقد كان الشعب المصري بأكمله، طوال حقبة مبارك والسادات وعبد الناصر وحتى فاروق، أشبه بدلفين عملاق ابتلعته مياه بحر جليدية ولم يبق مرئيا منه ومتحركا غير أطرافه (الأخوان وما تفرع عنهم من تنظيمات). الآن، وبعد الربيع الديمقراطي والثورة الشعبية التي أطاحت بحكم مبارك وما تلاها من تطورات عاصفة، وتوفر فرص نشاط متساوية لجميع القوى السياسية المصرية ولمنظمات المجتمع المدني، ذاب الجليد، فظهر جسد الدولفين كله. لكن المشكلة مع جماعة الأخوان هي إصرارها على أن تكون هي وحدها، الأطراف والذيل والرأس واللسان، أي أن تكون الدولفين كله، ولم تتراجع عن إصرارها، هذا إذا تراجعت حقا، إلا بعد أن اصطدم رأسها بالجدار الأسمنتي الذي يفصل في هذه اللحظات التي نكتب فيها، بين ميدان التحرير وبين ميدان رابعة العدوية، عندما بان الواقع وظهرت أحجام الجميع. فالأول تجتمع فيه حشود مليونية مصرية لكنها متنوعة تضم المتدين والمتشدد في تدينه والليبرالي والاشتراكي والقومي العروبي والمسلم والمسيحي والنساء السافرات والمحجبات، والحداثويين والمحافظين، بينما الموجودون في ميدان رابعة العدوية ينتمون إلى لون أيدولوجي/ سياسي واحد. لكن القادة في هذا المكان يمنحون لأنفسهم حق احتكار الإسلام وكأن هذه الحشود البشرية في ميدان التحرير وفي بقية المدن المصرية، كفاراً وهراطقة، كما نجد في الخطب والشعارات التي تلقى وترفع في هذا الميدان.
السؤال الأخير الذي نختتم به هو: كيف تخرج مصر من محنتها الحالية ؟ لا سبيل سوى أن تعترف حركة الأخوان المسلمين بأنها فصيل سياسي واحد بين فصائل سياسية مصرية متعددة، وأن تعترف القوى السياسية المصرية المناهضة لحركة الأخوان بحق الحركة في العيش السياسي، كاملا غير منقوص لأنها قوة سياسية كبيرة، وأن ينشط الجميع بعيدا عن خطابات (الشيطنة) المتبادلة، وبعيدا عن محاولات كل طرف احتكار الحق والحقيقة لنفسه، وبعيدا عن استخدام العنف، ليس الجسدي وحده إنما بجميع أشكاله. وهذه ليست مواعظ أخلاقية، إنما هي نتائج على أرض الواقع أظهرها تفاعل كيمياء السياسة في مصر منذ الإطاحة بنظام مبارك وحتى هذه اللحظة.