المنبرالحر

من المستفيد غير داعش؟ / احمد عبد مراد

ليس بالصراخ والعويل تحل المشاكل وتحرز الانتصارات ، وليس بالسخرية والتهكم والنعوت الرخيصة تحقق المآرب الخيرة، وليس بالنوايا المبيتة والتآمر والاتهامات الجزاف تعالج الامور المختلف عليها، وليس باسلوب التسقيط السياسي والاهداف الانانية الضيقة تحل الخلافات ، وليس بتحيّن واقتناص الفرص والثأر الشخصي تنتصر الارادات، وليس بتفضيل المصالح الشخصية والفئوية على حساب مصالح الشعب العامة تبنى الامجاد ،وليس بالتآمر الشخصي او الحزبي مع الاصرار المتعمد على عرقلة الشرعية والحياة المؤسساتية تستقر الاوضاع، وليس باذكاء الفتنة الطائفية والاثنية والمحاصصة السياسية تتقدم الشعوب وتبنى الامم، وليس بمحاولة الثأر من شخص ما في موقع المسؤولية والاطاحة به الّا غاية في نفوس اصحابها المريضة ... وفي المقابل، ان في السكوت عن الاخطاء والممارسات البيروقراطية الفردية السيئة واستغلال المناصب والمراكز الحزبية والوظائفية والفئوية الضيقة والتمسك بها وتكرارها واعتمادها نهجا في قيادة الدولة والمجتمع وعدم الوقوف بوجهها ومقاومتها تعد مشاركة باتجاه ترسيخ الحكم الفردي الدكتاتوري ،نعم ان السكوت وعدم الوقوف بوجه تلك الممارسات هو بحد ذاته اشتراك بالجريمة والتآمر على الشعب بجماهيره الغفيرة ، ولهذا ما يجب ان تفعله وتقوم به القوى الخيرة مجتمعة هو الوقوف الحازم والجاد بوجه المحاولات التآمرية الشريرة ومنع تلك الجهات من تحقيق نواياها واهدافها الخبيثة، ويكون منطلق القوى الوطنية هو الحفاظ على المصالح العامة ومن خلال الشرعية الدستورية والركون للارادة الشعبية الواسعة وعبر الهيئات القانونية والحقوقية المتاحة للهيئات والافراد والمنظمات الجماهيرية ومن منطلق الشعور بالمسؤولية تجاه الدولة والمجتمع ومؤسساتها الشرعية التي من خلالها يمكن متابعة الاخطاء والانحرافات والتجاوزات ووضع الحلول لها.. فالأحرى بمن يتحمل المسؤولية ان يتصدى بعقلانية وموضوعية وجرأة كذلك من اجل وقف كل الممارسات الخاطئة والتجاوزات المشينة والوقوف بوجه مرتكبيها اينما كانوا من هرم السلطة ودون الالتفات والتأثر والوقوع تحت طائلة المصالح الحزبية الضيقة والفئوية والمحسوبية و المنسوبية.
وعلى ضوء التطورات العسكرية الاخيرة في الانبار والنزوح الجماهيري الذي رافق تلك الاحداث، انطلقت وسائل الاعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي بتناول الاحداث والاخبار بوتائر متسارعة مستقية معلوماتها من مصادر غير رسمية ومن خلال جندي هارب او جنود منسحبين من ارض المعركة او شهود عيان كما يشار ، او شائعات مدسوسة من قبل الماكنة الاعلامية الداعشية التي تعترف الحكومة العراقية وغيرها بتفوقها على الاعلام الرسمي وغير الرسمي يضاف الى ذلك وهو امر جوهري تأخر الجهات الرسمية بتزويد الجماهير بالاخبار والاحداث المتسارعة مما يؤدي ذلك الى بلبلت الافكار وتشويشها ..ومما زاد في الامر سوءا هو انجرار الفضائيات المحسوبة على الحشد الشعبي وربط تلك( الهزائم) العسكرية الغير مؤكدة بابعاد الحشد من المشاركة في المعارك والتآمر عليه ، بينما اشتغل الردح البرلماني والمستغلين لتلك الاحداث باطلاق التصريحات واصدار البيانات والمناشدات التي تصب الزيت على النار ( سقوط الرمادي .. محاصرة الفوج كذا.. سقوط ناحية كذا محاصرة اللواء كذا.. بغداد مهددة بالسقوط الخ) يضاف الى التصريحات النارية للممتعضين بعدم تسليح العشائر والشامتين برئيس الوزراء العبادي ومحاولة اقتناص الفرص للإطاحة به وبحكومته (وضاع الابتر بين البتران واختلط الحابل بالنابل وجيب ليل وخذ عتابة) وبذلك حققنا للعدو المجرم الداعشي ما كان يروم اليه ويحلم به.